الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حوار التراث والحداثة

19 يونيو 2008 22:27
أضحت العولمة أمرا واقعا لا مفر منه وطرقت مختلف الأبواب لتدخل إلى غالبية المجتمعات والشعوب· وفي واقع الأمر، فإن العولمة قد حملت جانبا منيرا تحققت عبره إنجازات كثيرة مثل سرعة التواصل، التطور التكنولوجي، تشجيع الشراكات الاقتصادية وما إلى ذلك، غير أنها لم تخل من جوانب سلبية كبرى هددت بالأساس الدول النامية والأقليات الثقافية في العالم· في هذا المضمار، يتنزل موضوع حوار التراث والحداثة كأبرز مثال ودليل على خطر العولمة وما يمكن أن تحمله من سلبيات وخيمة· إن التراث هو تاريخ الشعب وبرهان على مسيرته ووفائه لعادات وتقاليد الآباء والأجداد، أما الحداثة فهي طاقة تغذي روح العصر وتسهل التعامل مع المتغيرات الدولية المتسارعة· ومجتمعنا قد نجح بشكل كبير في التوفيق بين مقتضيات التراث ومتطلبات الحداثة، كما نرى أن تقاليدنا مازالت تعيش في قلوب نسبة كبيرة من المواطنين رغم درجة الانفتاح والتطور الكبير الذي عرفه المجتمع الإماراتي· غير أن ذلك لا يعني أن الخطر قد توقف عند هذا الحد، فالحفاظ على التراث والإرث الثقافي لبلادنا يبقى مسؤولية جسيمة يجب أن يضطلع كل مواطن بتدبيرها بشكل حكيم ويورثها للأجيال القادمة، وحتى يكون لثقافتنا حصن منيع يحميها من كل الأخطار ويجعلها قادرة على التواصل والانفتاح على الآخر دون أن تتزعزع جذورها· من هذا المنظور، أرى شخصيا أن عنصر التوعية هو السلاح المثالي لتحقيق هذا الهدف، وهو ما يستدعي ضرورة وضع برامج وخطط دقيقة تشمل كافة الشرائح الاجتماعية في بلادنا لنفهم حقيقة حوار التراث والحداثة بشكل إيجابي· ناصر سيف الكعبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©