الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جلال الدين السيوطي.. الحافظ المؤرخ

جلال الدين السيوطي.. الحافظ المؤرخ
18 يونيو 2016 01:57
محمد أحمد (القاهرة) إمام جليل وعالم وفقيه، عاش في عصر كثر فيه العلماء من الأعلام النابغين في علوم الدين، وأسهموا في الإبداع الأدبي. هو أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر الخضيري الأسيوطي، لقبه جلال الدين، ولد في القاهرة عام 849هـ - 1445م، وعاصر ثلاثة عشر سلطانًا مملوكياً. اشتهرت أسرة السيوطي بالعلم والتدين، أبوه من فقهاء الشافعية وتولى منصب القضاء في أسيوط ثم انتقل إلى القاهرة وأسند إليه الإفتاء، وكان أبناء العلماء والوجهاء يتلقون العلم على يديه، وتوفي وابنه جلال الدين يبلغ من العمر ست سنوات، فنشأ يتيماً، وكان شديد الذكاء، قوي الذاكرة، حفظ القرآن الكريم في الثامنة، وحفظ بعض الكتب في تلك السن المبكرة مثل عمدة الأحكام، ومنهاج الفقه والأصول، وألفية ابن مالك. علوم الدين حرص السيوطي في طفولته المبكرة على تلقي العلم، فقد عاش في عصر كثر فيه العلماء في علوم الدين، واللغة وأسهموا في الإبداع الأدبي، فتأثر بهم، فدرس الفقه والنحو والفرائض، وأجيز بتدريس العربية بعد عامين، وفي سن السابعة عشرة ألَّف أول كتبه «شرح الاستعاذة والبسملة». كان جلال الدين السيوطي غزير المعرفة، قال: «قد رزقت التبحر في سبعة علوم التفسير والحديث والفقه والنحو والمعاني والبيان والبديع». كان السيوطي يختار شيخاً يجلس إليه، وينتقل إلى غيره إذا توفِّي، وعمدة شيوخه محيي الدين الكافيجي ولازمه 14 عاماً، وأخذ منه التفسير والأصول والعربية والمعاني، وأطلق عليه لقب «أستاذ الوجود»، وأخذ عن شرف الدين المُنَاويّ القرآن والفقه، وعن تقي الدين الشبلي الحديث، وله شيوخ من النساء مثل آسية بنت جار الله بن صالح الطبري، وكمالية بنت عبد الله بن محمد الأصفهاني، وأم هانئ بنت الحافظ تقي الدين محمد بن محمد بن فهد المكي، وخديجة بنت فرج الزيلعي. التفسير المسندي عد الإمام السيوطي من أبرز معالم الحركة العلمية والدينية والأدبية في النصف الثاني من القرن التاسع الهجري، وألف في مختلف الفروع، وانقطع تماماً للتأليف في سن الأربعين وبلغت مؤلفاته 300 كتاب ورسالة في علوم القرآن والتفسير منها الإتقان في علوم القرآن، والناسخ والمنسوخ في القرآن، والتفسير المسند المسمَّى «ترجمان القرآن»، والدر المنثور في التفسير بالمأثور، وفي الحديث وعلومه منها «إسعاف المبطأ في رجال الموطأ»، و«جمع الجوامع» و«أسماء المدلسين»، و«آداب الفُتْيا»، و«طبقات الحفاظ»، وفي الفقه ألَّف «الأشباه والنظائر في فقه الإمام الشافعي»، و«الحاوي في الفتاوي»، و«الجامع في الفرائض»، و«تشنيف الأسماع بمسائل الإجماع»، وفي اللغة وعلومها كان للإمام أكثر من 100 كتاب ورسالة، منها «المزهر في اللغة»، و«الاقتراح في النحو»، و«المهذب فيما ورد في القرآن من المعرب»، و«البهجة المرضية في شرح ألفية ابن مالك». وفي التاريخ والطبقات ألف أكثر من 55 كتاباً ورسالة، منها «حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة»، و«تاريخ الخلفاء»، و«الشماريخ في علم التاريخ»، و«تاريخ الملك الأشرف قايتباي»، ومن مؤلفاته الطريفة «منهل اللطايف في الكنافة والقطايف»، و«الرحمة في الطب والحكمة»، و«الفارق بين المؤلف والسارق»، و«الفتاش على القشاش». للسيوطي منهج خاص في التفسير، فكان يذكر مكان نزول السورة، مكية أم مدنية ثم فضائلها ويقسم السورة إلى مقاطع ثم يفسِّر الكلمة أو الجملة، مبيِّناً سبب النزول والقراءات والناسخ والمنسوخ وشرح غريب اللفظ. توفي الإمام السيوطي في عام 911هـ - 1505م في منزله بروضة المقياس بالقاهرة وعمره 62 عاماً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©