عمرو عبيد (القاهرة)
قطع يوفنتوس الإيطالي أكثر من نصف الطريق نحو التأهل إلى نهائي النسخة الحالية من دوري أبطال أوروبا، واقترب كل من مانشستر يونايتد الإنجليزي وأياكس أمستردام الهولندي من بلوغ نهائي بطولة الدوري الأوروبي، أيضاً ليستعيد الثلاثي العريق جزءاً من ذاكرة تاريخ المنافسات في القارة العجوز، بعدما كان كل منهم إحدى العلامات الكلاسيكية البارزة في الكرة الأوروبية خلال عقود طويلة مضت.
وها هو اليوفي يوشك على الوجود في نهائي دوري الأبطال للمرة الثانية خلال آخر ثلاثة مواسم ليعيد أمجاد الكرة الإيطالية على مستوى الأندية، والتي توارت كثيراً طيلة سبع سنوات بعدما كانوا ضيوفاً دائمين على مائدة المباريات النهائية في البطولة القارية، لدرجة أن إيطاليا تتساوى مع إسبانيا في كون أنديتهما هم الأكثر ظهوراً في نهائيات دوري الأبطال بسبع وعشرين مشاركة منحتهم 12 لقباً، وضعتهم في المركز الثاني بعد الكرة الإسبانية التي حصدت 16 كأساً. ويظهر مانشستر يونايتد في وضع مقارب على مستوى الفرق الإنجليزية، حيث كان آخر تتويج لإنجلترا بالكأس ذات الأذنين قبل خمس سنوات عندما فاز تشيلسي باللقب في موسم 2011/ 2012، وبعدها بعام واحد كان البلوز أيضاً هم أصحاب التتويج في الدوري الأوروبي في ظل غياب الشياطين الحمر عن مكانتهم المعروفة، وإن كان ليفربول قد نجح في بلوغ نهائي النسخة الماضية من البطولة القارية الثانية قبل خسارة اللقب لصالح إشبيلية الإسباني.
الأمر يبدو أكثر تعقيداً بالنسبة لأياكس الذي كان شاهداً بنفسه على تحقيق الكرة الهولندية لآخر لقب في دوري الأبطال قبل 22 عاماً عندما توج المحاربون بكأس نسخة 1994/ 1995 على حساب ميلان قبل خسارة الكأس التالية في نهائي نسخة 1995/1996 أمام يوفنتوس، ومنذ ذلك الحين لم يظهر أي فريق هولندي في قائمة المباريات النهائية لدوري الأبطال، بينما كان فينورد هو صاحب التتويج القاري الأخير للكرة الهولندية قبل 16 عاماً عندما فاز بلقب كأس الاتحاد الأوروبي حسب المسمى القديم في موسم 2001/2002 على حساب بوروسيا دورتموند الألماني!
وعبر 41 مشاركة أوروبية في كل البطولات جمع مانشستر يونايتد خمسة ألقاب قارية، منها 3 بطولات في دوري الأبطال، كان آخرها في العام 2008، قبل أن يخسر مباراتي نهائي 2009 و2011، وتلك الحقبة كانت هي أفضل فترات الفريق الإنجليزي عبر تاريخ مشاركاته القارية، خلال تلك المشاركات لعب الفريق 11 مباراة نهائية في مختلف البطولات وبلغ الدور قبل النهائي 10 مرات قبل رحيله عن تلك المنافسات، واكتفى في 8 مشاركات بالوصول إلى ربع النهائي مقابل 11 مرة لم يتخط فيها المرحلة الأولى سواء كانت في دوري المجموعات أو الدور الأول حسب أنظمة البطولات عبر التاريخ، ويحتل المان المرتبة الرابعة في ترتيب أكثر الفرق لعباً في دوري الأبطال بإجمالي 261 مباراة خاضها عبر 26 مشاركة.
أما أياكس فهو صاحب أربعة ألقاب في دوري الأبطال من إجمالي ثماني بطولات قارية حصدها فريق العاصمة الهولندية، وكانت نهاية الستينيات من القرن الماضي وبداية السبعينيات هي الفترة الذهبية لفريق المحاربين تحت قيادة الأسطورة يوهان كرويف الذي حصد مع رفاقه آنذاك ثلاثة ألقاب متتالية في دوري الأبطال إضافة إلى كأس السوبر الأوروبي في الفترة من 1970 حتى 1973، وزاد عليها كأس الإنتركونتيننتال عام 1972، ورغم اشتراكه في 61 بطولة أوروبية عبر التاريخ حيث كانت البداية في موسم 1957/ 1958 إلا أن مشاركات الفريق الهولندي لم تعد تمتلك نفس التأثير أو القوة منذ 20 عاماً وهى آخر حضور قوي له عندما بلغ نصف نهائي دوري الأبطال في نسخة 1996/ 1997 وخلال آخر عشرة أعوام على الأقل لم يتمكن أياكس من التأهل إلى الأدوار الإقصائية في تلك البطولة التي باتت مجرد مرحلة لانتقاله إلى بطولة الدوري الأوروبي التي أوشك على بلوغ المباراة النهائية فيها في أفضل مشاركاته عبر الأعوام الأخيرة!
عدد اليوم
