الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

جرينلند تنقب عن النفط بعد ذوبان الجليد

جرينلند تنقب عن النفط بعد ذوبان الجليد
7 مايو 2010 22:00
يلقى العديد من سكان جرينلند ومن العلماء اللوم على عمليات إحراق النفط وغيره من أنواع الوقود الأحفوري بالتسبب في رفع درجات الحرارة التي جعلت أنهاراً جليدية ضخمة في جرينلاند تنحسر ومساحات شاسعة من المياه المتجمدة تتشتت. غير أن الانحسار الجليدي وذوبان الثلوج البطيء عمل أيضاً على خلق فرص عظيمة لصناعة النفط الأمر الذي يسهل عمليات التنقيب في مناطق ساحلية بهذه الجزيرة الشمال أطلسية ويمهد السبيل لإبحار السفن فيها ويمكن الحفارات من التمركز في مساحات بحرية جديدة. وتستعد شركة بترول كيرن إينرجي البريطانية للقيام في شهر يوليو المقبل بحفر أول بئر استكشافية في جرينلند. وخلال السنوات العشر الماضية توقع محللون أن تغل كميات هائلة من النفط. وتعتزم حكومة جرينلند منح نحو 14 رخصة جديدة للتنقيب عن النفط قبالة ساحلها الشمال غربي لشركات يرجح أن تضم كبريات شركات نفط أميركية وأوروبية. احتياطيات النفط تقدر وكالة البحوث الجيولوجية الأميركية احتياطيات جرينلند من النفط بنحو 50 مليار برميل متعادلة تقريباً مع احتياطيات النفط في ليبيا. إن إنتاج جزء من تلك الاحتياطيات المتوقعة سيعتبر تحولاً نوعياً بالنسبة لجرينلند الجزيرة البالغة مساحتها ثلاثة أمثال مساحة ولاية تكساس والتي لايتجاوز عدد سكانها 56200 نسمة والمغطى 80 في المئة من أراضيها بالجليد معظم السنة. استقلت جرينلند عن الدنمارك عام 1979 وتعتمد صادراتها على الروبيان والسمك ولا تزال تحصل من الدنمارك على دعم سنوي يبلغ 3.2 مليار كرونر دنماركي أو 576 مليون دولار ما يشكل نحو 30 في المئة من اقتصاد جرينلند. والعثور على هذا الكنز النفطي سيتيح لجرينلند الاستقلال التام وعدم اعتمادها الحالي على الغير. لا يمكن إجراء عمليات الحفر إلا في أربعة أشهر في السنة بسبب شتاء جرينلند القارس، وهي تستورد جميع معداتها، كما أن جبال الجليد العائمة تشكل تهديدات للحفارات غير أن مسؤولين من جرينلند يقولون إن في وسع تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية تحذير مشغلي الحفارات من اقتراب أي جبال جليدية عائمة. ويتطلب تطوير النفط في جرينلند ألا يقل سعر برميل النفط عن 50 دولاراً مقارنة مع 5 إلى 10 دولارات للبرميل في ليبيا، بحسب تقديرات محللين. يذكر أن أسعار النفط تجاوزت 80 دولارا للبرميل في الشهرين الماضيين. ومنذ سبعينيات القرن الماضي سعت شركات من ضمنها شيفرون وستات اويل إلى البحث عن النفط في جرينلند ولكنها أوقفت مساعيها بعد أن جعلت أسعار النفط الواهنة عمليات التنقيب غير اقتصادية. غير أن ارتفاع أسعار النفط في السنوات القليلة الماضية غيّرت معادلة الحفر في جرينلند. كما تحتاج شركات نفط أميركية وأوروبية إلى أماكن واعدة جديدة لكونها غير قادرة على التنقيب في مناطق مثل الشرق الأوسط أو العمل في أماكن ذات هوامش ربحية ضعيفة. ويقول هانز كريستيان أولسن رئيس شركة النفط الحكومية في جرينلند “نونا أويل” إن تقنيات الحفر اليوم أكثر تقدماً من ذي قبل. وإنه تم الكشف عن الأماكن الواعدة مثل خليج بافين شمال غرب جرينلند التي تأمل شركات في الفوز بتراخيص 14 حقلاً معروضة فيها. ويقول خبراء إن جرينلند عرضت على شركات أجنبية شروط عقود أكثر جذباً من شروط دول في منطقة الشرق الأوسط التي يسهل فيها التنقيب عن النفط جيولوجياً. وتعتزم حكومة جرينلند الحصول على 60 في المئة من أرباح النفط وهو ما يقل كثيراً عن أرباح 95 إلى 98 في المئة التي ستحصل عليها حكومة العراق من عقود حديثة وقعتها مع شركات نفط أجنبية. كما أسست حكومة جرينلند العام الماضي صندوق ثروة سيادية للتعامل في إيرادات خام النفط المقبلة، وهناك بعض الجرينلنديين غير المتحمسين لخطط الحفر. ويتساءل ألفريد جاكوب رئيس جمعية الصيادين في جرينلند القلقة بسبب تأثير الحفر الممكن على صناعة السمك المزدهرة في جرينلند قائلاً: “نحن نشهد بالفعل تغيراً مناخياً بسبب إحراق أنواع وقود أحفورية إذاً ما السبب في أننا نسعى إلى انتاج نفس أنواع الوقود مجدداً”. غير أن أولسن ومسؤولين آخرين في جرينلند يقولون إن هذه المخاوف مبالغ فيها. كما أن بعض العلماء مثل بول باتي من مركز جرينلند لبحوث المناخ في نوك عاصمة جرينلند يقول إن ذوبان الجليد هو نتيجة تغيرات طبيعية في مناخ الكرة الأرضية. وتعتزم شركة كيرن اينرجي حفر 4 آبار استكشاف قبالة ساحل جرينلند الغربي. وربما تسلك شركات أخرى نفس النهج إذا وجدت كيرن قدراً كافياً من النفط اقتصادي الاستخلاص بحسب محللين. وتعتبر اكسون موبل إحدى الشركات الأخرى التي لديها عقود في جرينلند ولكنها لم تبدأ الحفر بعد. عن «وول ستريت جورنال»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©