الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التكنولوجيا تساعد الشركات على تخفيض فاتورة الوقود

التكنولوجيا تساعد الشركات على تخفيض فاتورة الوقود
19 يونيو 2008 22:31
أدت ارتفاعات النفط والوقود إلى زيادة الحاجة لتسخير أجهزة تكنولوجيا المعلومات من أجل تنظيم حركة أساطيل السيارات والشاحنات التي تستخدمها الشركات والمؤسسات بهدف توفير ما يتيسّر من الوقود أثناء الأداء اليومي للأعمال· ومن شأن هذه الفكرة أن تضيف عاملاً ذا تأثير بالغ القوة على خطط توفير الوقود التي يتبناها العالم الآن، كما أن لهذا المسعى تأثيراً مهماً في مجال الصداقة مع البيئة لأنه يخفض نسبة انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون من خلال تخفيض استهلاك الوقود· وبدأت العديد من الشركات الأميركية بتطبيق هذه الخطط التنظيمية؛ ومن أمثلتها أن شركة ''إنترسوف'' المتخصصة في مشاريع البناء تمكنت من توفير 15% من مصروفها من الطاقة عن طريق تنفيذ خطة صارمة لجدولة وتنظيم حركة أسطولها من العربات بالاستعانة بالأقمار الاصطناعية· ويقول المدير التجاري للشركة مارك ستيمبسون: ''لقد نجحنا بهذه الطريقة في تخفيض نسبة انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون، واعتمدنا في خطة توفير الطاقة على عدة إجراءات من بينها منع السائقين من تجاوز السرعة المثالية التي ينخفض عندها استهلاك السيارة إلى أدنى الحدود، ولا شك أن لهذا الإجراء فوائده الكبيرة على زيادة هوامش السلامة أيضاً، وبدأنا نستشعر الآن الفوائد الكبيرة الكامنة في هذه الخطة الناجحة''· ودأبت ''إنترسيرف'' على إرسال مئات المهندسين وتجار البناء والوسطاء يومياً إلى مواقع المباني التي تقوم بتنفيذها؛ الأمر الذي يتطلب استخدام أعداد ضخمة من العربات، وبالتالي انبعاثات ضخمة من غاز ثاني أوكسيد الكربون إضافة إلى تلك التي تساهم الشركة في إطلاقها من خلال نشاطاتها العمرانية المحمومة، إلا أن ''إنترسيرف'' تسعى لتخفيض هذه الانبعاثات الغازية من خلال تقنين وترشيد استهلاكها من المشتقات النفطية إلى أدنى الحدود الممكنة بالاعتماد على البرمجة الحاسوبية· ويضيف سيمبسون: ''نحن نعتمد في عملنا على عدد كبير من العربات، وأصبحنا نحتاج الآن لمعرفة المكان الذي توجد فيه كل منها في كل لحظة من أجل توجيهها إلى أقرب موقع يكون بحاجة إليها''· وباستخدام تكنولوجيا التحديد اللحظي للمكان لكل عربة، بالاستعانة بنظام تحديد الموقع عبر الأقمار الصناعية ''جي بي إس'' والخريطة التفاعلية التي توضح تغير أمكنة هذه العربات بواسطة الإنترنت، أصبح في وسع الشركة تحديد الأسباب الدقيقة لخسارة ملايين الدولارات التي تذهب هدراً من خلال ضخامة فاتورة الوقود· ومن أمثلة النزيف غير الضروري في استهلاك الطاقة، أن بعض السيارات تذهب من نقطة ما إلى أخرى لنقل مهندس ثم تعود فارغة، فيما تذهب أخرى من نفس النقطة لتنقل مجموعة من العمال من هناك، ومع التنظيم الدقيق لعمليات التنقل، يتضح بسهولة أن سيارة واحدة يمكنها أن تؤدي عمليتي النقل ذهاباً وإياباً· وقال سيمبسون إن التطبيق الناجح لجدولة حركة العربات بواسطة الكمبيوتر سمح للشركة بتخفيض عدد السيارات التي تستخدمها، مما فتح أمامها باباً آخر للتوفير في عدد السائقين وتكاليف الصيانة والتسجيل السنوي والتأمين فضلاً عن توفير الوقود ذاته· ولم تتأخر الشركات التكنولوجية المتخصصة بكتابة البرامج التطبيقية الحاسوبية عن التفكير في استثمار هذا المدخل التنظيمي فعمدت شركة ''سايبيت'' Cybit إلى تأليف برنامج تطبيقي جاهز لهذا الغرض أطلقت عليه اسم ''فليت ستار أونلاين'' Fleetstar-Online· ويعمل النظام في بيئة الإنترنت، ويقوم بتحديد مواقع السيارات المبرمجة فيه كل 20 ثانية؛ ويقدم أيضاً معلومات عن عدد الأميال التي قطعتها كل واحدة منها بالإضافة لوضع السائقين في صورة الازدحامات المرورية للطرق قبل القيام بالرحلة حتى لا يضطرون بعد الآن لهدر الوقت والوقود· ومن الفوائد الأخرى للنظام أنه يقدم أيضاً معلومات كاملة عن السائقين المغامرين أو العابثين بقوانين المرور وأصول القيادة، ويرسلها على شكل تقارير سرّية إلى مدير قسم النقل في الشركة، مما يجعل السائقين أكثر التزاماً بالسرعة المثالية المحددة وأقل تعرضاً للحوادث· ويبدو بوضوح أن تنظيم أساطيل النقل المؤسساتية بواسطة البرامج التطبيقية الحاسوبية ينطوي على فوائد كبيرة قد لا يكون توفير الوقود أكثرها أهمية بالرغم من أنه ابتدع لخدمة هذا الغرض· عن (فاينانشيال تايمز)
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©