أصيب 5 فلسطينيين ومستوطنان إسرائيليان بجروح خلال قصف عنيف متبادل بين حركة “حماس” وجيش الاحتلال الإسرائيلي عبر حدود قطاع غزة أمس، فيما هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدوان جديد على القطاع وواصل المستوطنون اليهود اعتداءاتهم على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
فقد أفاق أهالي قطاع غزة صباح أمس على دوي قصف عنيف بقذائف مدفعية على المواقع العسكرية الإسرائيلية المحيطة بالقطاع.
وأعلنت “كتائب الشهيد عز الدين القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس” أن مسلحيها أطلقوا 33 قذيفة هاون على مواقع “صوفا”، “كيسوفيم”، “الفراحين”، “العين الثالثة” و”ناحال عوز” العسكرية الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة. وقالت في بيان أصدرته في غزة “إن استهداف مواقع جيش الاحتلال الإسرائيلي، رد على جرائم الاحتلال الصهيوني والقصف الجوي والمدفعي المتكرر والمتواصل على القطاع”. وأضافت “ نعلن مسؤوليتنا عن هذه المهام الجهادية، مؤكدين جاهزيتنا للرد على العدوان الصهيوني والتصدي لأي حماقة يقدم عليها الاحتلال الغاصب بكل ما بحوزتنا من وسائل”.
وذكر متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن 50 قذيفة هاون تم إطلاقها من القطاع سقطت على قرى إسرائيلية تابعة لمجمع “أشكول” الاستيطاني، وعلى مستوطنة “سدوت نيجيف” في النقب الغربي جنوبي فلسطين المحتلة وأدى انفجارها إلى إلحاق أضرار جسيمة بمبنى وإصابة إسرائيليين اثنين بجروح طفيفة. وأضاف “نحن نحمِّل حماس وحدها مسؤولية القصف”.
وقال إن مدافع ودبابات وطائرة حربية إسرائيلية قصفت العديد من الأهداف في القطاع رداً على ذلك.
وقال مسؤولو “أشكول” إن العشرات من قذائف الهاون انفجرت في عدد من المجالس الإقليمية وصدرت الأوامر للسكان بدخول الملاجئ . ودعت السلطات الأمنية الإسرائيلية سكان القرى المجاورة إلى ملازمة منازلهم والبقاء في الأماكن المحصنة.
وهدد نتنياهو بأن القوات الإسرائيلية سترد بقوة على أي إطلاق لقذائف الهاون أو الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل. وقال إنه أعطى تعليمات للمؤسسة العسكرية بالالتزام بالسياسة المعتادة في مثل تلك الحالة. وأضاف “ستتخذ إسرائيل كل الإجراءات الضرورية لحماية مواطنيها”.
وأعلن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان أنه أمر البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية، لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بتقديم شكوى، على إطلاق قذائف الهاون، إلى المنظمة الدولية. وقال في تصريح صحفي “إن الدعم الدولي لإقامة دولة فلسطينية هو في بالفعل دعم لإقامة دولة إرهابية يتمثل هدفها الرئيسي في تدمير إسرائيل”.
وقال شهود عيان ومسؤولون أمنيون فلسطينيون إن طائرة حربية إسرائيلية أطلقت صاروخين على موقعين لقوات أمن حماس وسط مدينة غزة، فيما أطلقت مروحية حربية 3 صواريخ على منطقة الطعيمات في بلدة عبسان شرق غزة. وتعرضت مناطق في وسط قطاع غزة ومطار غزة الدولي وقرية الشوكة بلدة القرارة جنوبي القطاع لقصف بري عشوائي ومتواصل.
وقال المتحدث باسم اللجنة العليا لخدمات الإسعاف والطوارئ الطبية أدهم أبوسلمية والشهود إن القصف أسفر عن إصابة 3 رجال شرطة وأمن بجروح، أحدهم حالته خطيرة، وإصابة طفل عمره 3 سنوات بجروح طفيفة في رأسه، وشاب عمره 26 عاماً بجروح متوسطة الخطورة في يده وقدمه في غزة، وتدمير مئذنة مسجد عمار بن ياسر في بلدة القرارة.
من جهة أُخرى، أصيب شاب فلسطيني يُدعى محمود رشاد حسن عطا لله (30 عاماً) بجروح في رأسه وصدره جراء اعتداء مستوطنين من مستوطنة “ايتسهار” قُرب نابلس شمالي الضفة الغربية عليه بالضرب، فيما كان يقود سيارته على طريق بين نابلس.
واقتلع مستوطنون 21 شتلة زيتون في وادي قانا بمحافظة سلفيت شمالي الضفة، تعود ملكيتها لمزارع فلسطيني من بلدة دير استيا يُدعى عبد الكريم أحمد منصور (62 عاماً).
وقال منصور إن هذا الاعتداء هو الرابع من نوعه خلال شهر واحد، حيث قام المستوطنون قبل حوالي أسبوعين بتدمير سياج وضعه حول قطعة أرضه، ورسموا “نجمه داوود”، شعار إسرائيل بحجارة صغيرة وسط القطعة.
صرح رئيس بلدية دير استيا نظمي سلمان بأن المستوطنين أقاموا 7 مستوطنات وبؤرتين استيطانيتين عشوائيتين في الوادي ومحيطه، كما صنفته الحكومة الإسرائيلية كمحمية طبيعية ومنعت المزارعين وأصحاب الأراضي من إحداث أي تغييرات فيه حتى زراعة الأشجار أو استصلاح الأراضي أو ترميم البيوت القديمة. وقامت جرافات الاحتلال بتدمير مشروع ترميم واستصلاح قنوات وبرك للمياه بقيمة 120 ألف دولار أميركي دمر عشرات المستوطنين من مستوطنة “سوسيا” حقول قمح وشعير على مساحة 50 دونما من الأراضي الزراعية الواقعة شرق بلدة يطا جنوبي الضفة، وحولوها إلى مراعٍ لأغنامهم وتحت حماية قوات الاحتلال.
واعتدى عشرات الجنود الإسرائيليين على أهالي قرية اللتواني قرب الخليل جنوبي الضفة ومتضامنين أجانب أثناء قيامهم بإعادة زراعة حقول جرفتها جرافات الاحتلال قبل نحو أسبوع، واقتلعت عشرات أشجار الزيتون منها. وأطلقت قوات الاحتلال القنابل الصوتية والدخانية لتفريق أولئك ومنعهم من زراعة شتول الزيتون، مما أدى إلى إصابة الشاب فضل أحمد ربعي بقنبلة دخانية في رأسه، كما اعتقلت فتى عمره 16 عاماً.
عدد اليوم
