الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«شاعر المليون» يدنو من البيرق بخطى حثيثة وسط غياب الشاعرات

«شاعر المليون» يدنو من البيرق بخطى حثيثة وسط غياب الشاعرات
16 مارس 2012
في الحلقة الماضية من مسابقة “شاعر المليون” منحت أصوات لجنة تحكيم المسابقة، المكونة من سلطان العميمي وحمد السعيد، ود. غسان الحسن، الشاعر الإماراتي أحمد المنصوري فرصة التأهل إلى المرحلة المقبلة، لتجعله أول الواصلين إلى مرحلة الستة بعد أن حصل على الدرجة 47 من أصل 50، وعلى 46% من تصويت الموقع الإلكتروني، في حين منحت اللجنة بقية الشعراء درجات لا تقل كثيراً عن درجة الفائز، فحصل بدر المحيني على 46 درجة، وحاز صقار العوني 44 درجة، وعبدالله البقمي 44 درجة، أما مشعل دهيم ونايف الدوسري فحصلا على ذات الدرجة وهي 43 درجة. ساهمت أصوات الجمهور في تأهيل كل من منصور الفهيد وعلي الغامدي عن الحلقة “الأخيرة من المرحلة الثانية”، فحصل الأول على 66%، فيما حصل زميله على 59%، ليخرج من إطار المنافسة على بيرق الشعر كل من حمود بن قمرا المري وغازي المغيليث العتيبي وأصيلة المعمري، والتي بغيابها عن الموسم يختفي الشعر النسوي من قائمة البرنامج الذي استطاع فتح الباب أمام الشاعرات من مختلف أنحاء الوطن العربي. وليكون على كل من الشعراء بدر المحيني (46 درجة)، وصقار العوني (44 درجة)، وعبدالله البقمي (44 درجة)، ومشعل دهيم ونايف الدوسري (43 درجة)، انتظار نتائج التصويت طيلة الأسبوع لمعرفة من سيتابع السباق إلى البيرق من بينهم. المنصوري دائم التألق أحمد المنصوري من الإمارات كان أول فرسان تلك الليلة، وفي حضرة جمهور كبير ومتذوق، غصّ به المسرح، حيث كان د. غسان الحسن أول المعلقين على قصيدة المنصوري، بقراءة مختصرة لكنها كافية ووافية ومتناسبة مع جو المسابقة التلفزيونية، فوصف د. غسان القصيدة بأنها جميلة، وهي مبنية بشكل فني جميل من خلال غرضها الغزلي، وأعجبه فيها التكوين والبناء الفني، كما قسم د. الحسن القصيدة إلى ثلاث وحدات هي، العشق والغرام والعناء بسبب الغياب، وإلى أبواب “باب الظن، باب العذر، باب العتاب”، وفي النص، كما أشار الحسن، صورة تكونت من 5 أبيات في موقع المشبه التمثيلي الضخم. سلطان العميمي وصف أسلوب الشاعر بأنه سهل ممتنع، وقال إنه يقدم في كل مرة أفضل مما قدمه فيما سبق، وإلى جانب ذلك يعكس الشاعر في قصيدته بيئته البدوية والمقناص وعلاقته بالمحبوب، وذلك بشكل متسلسل، أما البناء الفني فهو محكم، والالتقاطات الشعرية جميلة. من جهته أكد حمد السعيد على أسلوب الشاعر السهل الممتنع الذي تميز به، وأشار إلى الرمزية والرومانسية الكامنتين في النص، معتبراً أن القصيدة بمجملها جميلة جداً، والمنصوري مبدع كعادته. المحيني بين الجرأة والرقة الشاعر الكويتي بدر المحيني حل ثانياً، وألقى نصاً شعرياً قال عنه سلطان العميمي إنه توجد فيه معانٍ حاضرة خلف السطور، ومثلما فيه ترميز ذكي، كذلك كشف الشاعر عما لا يريد قوله وخصوصاً في جانب المعاناة، وما يتضح من خلال النص أن الشاعر كتب بثقة، وجمع في أسلوبه بين الجرأة والرقة والرومانسية. بدر السعيد وجد أن المحيني “ما فيه حيلة”، مشيراً إلى أنه ذكّره بشاعر المليون محمد بن فطيس الذي كان موجوداً في المسرح، وكذلك الفنان خالد عبد الرحمن، فقد تألق بدر بعد أن قدم نصاً جميلاً بأسلوب شيق، أما الحضور المسرحي للشاعر فقد كان طاغياً ولافتاً. من جهته قال د. غسان الحسن: “ليس غريباً القول إن النص رائع ومتماسك وعذب ونابع من تجربة حقيقية، والتصوير فيه جميل ومكثف، مع العلم أن الموضوع الأصلي غير مباشر، فميزة قلم الشاعر أنه إيحائي، لكني تمنيت لو أن الشاعر شفَّ أكثر”. صقار معان كالدرر الشاعر السعودي صقار العوني قرأ على مسامع الجمهور رائعة أخرى من راوئعه التي سبق وأذهل اللجنة بها، وتمنى حمد السعيد لو أن العوني قدم نصاً أقل صعوبة من نصه هذا، لأنه كان ثقيلاً على المتلقي، لكن هذا لا يلغي جماله بكل ما فيه من صور شعرية تحتاج إلى ذهن رائق لدى السامع. كذلك رأى سلطان العميمي أن القصيدة مميزة ومكثفة شعرياً، وهي تتضمن مفردات كثيرة، بعضها يدل على الغياب وعدم الوضوح والنسيان والخيال والحلم، وبعضها الآخر يذهب في اتجاه نفسي مثلما تدل مفردة القلق التي ربما تعكس ما في داخل الشاعر تجاه التأهل إلى المرحلة النهائية من مسابقة شاعر المليون. البقمي.. كثافة التصوير وصف د. الحسن النص الشعري الذي قدمه الشاعر السعودي عبدالله البقمي بأنه عاطفي، مبدياً إعجابه فيه، إلى درجة دفعته للقول: “إنه جميل جداً”، وأضاف د. الحسن أن في النص تكثيفاً في التصوير، وتسلسلاً سلساً ومتوالياً في الأبيات وبشكل رائع، مشيراً إلى الخطأ الذي ارتكبه الشاعر بإعطاء المؤنث وصفاً مذكراً، ومع ذلك ظل النص جميلاً. سلطان العميمي وجد أن البقمي نجم من نجوم المسابقة بشكل عام، والأمسية بشكل خاص، ووصف قصيدته بأنها رائعة بدءاً من مطلعها الذكي والجاذب الذي كسر ما هو سائد بشكل رائع كما هو الحال بالنسبة لوصف المحبوبة الذي جاء مباشراً، ومن ناحية أخرى استطاع الشاعر خلق صياغات عذبة خاصة به، على الرغم من تقليدية الوصف، فجاءت القصيدة متماسكة ومكتوبة بحرفية من أول بيت فيها إلى آخرها. ورأى حمد السعيد أن النص جميل، لدرجة أن المحبوبة فيه هي سبب شاعرية البقمي، واصفاً صوره بأنها جميلة، وتراكيبها عذبة. مشعل «سيف شعر» بعد ذلك تقدم الشاعر السعودي مشعل الظفيري بنص، رأى سلطان العميمي أن الوزن الذي يسير عليه يقابله الردح في الإمارات، مشيراً إلى أن هذا النوع من الأوزان يحتاج الاختصار والتكثيف، وقد نجح الشاعر في ذلك، فمن بداية النص بدت الكثافة الشعرية، والصور الجميلة، وقد نجح الشاعر في كتابة قصيدة متوازنة بمستوى شعري متقدم مع كل ما تحمله من هم. حمد السعيد قال إن مشعل فارس وبطل شعر النسخة الخامسة، وعنده قضية، ومعه سيف شعرٍ، حيث يتمتع بالجرأة في طرح ما له قيمة، كما نجح في طرق الردح بدقة متناهية، وبإسهاب متجانس، وما قُدم في النص يثبت أنه حبكة شاعر اهتم في الشعر وفي القضية. د. غسان الحسن قسم النص إلى شكل ومضمون، وقد بدا التزام الشاعر في المضمون، وهذا توجهٌ ومدرسة، أما الشكل فقد جاء مسطحاً ليست فيه فكرة معمقة، فكان الطرح فيه أفقياً وليس عمودياً، أما الأبيات فقد كان كثيرها مباشراً، لكن فيها تشبيهات بليغة بما يتناسب مع الطرح الذي ذهب إليه الشاعر. بعد ذلك جاء دور الشاعر السعودي نايف الدوسري وهو ألقى نصاً شعرياً موجهاً لابن عمه خالد الدوسري، جعل حمد السعيد يعلق بالقول: نايف شامخ كشموخ نصه الجميل الذي يحمل قضية إنسانية، وهو أمر تميزت به نصوص الشاعر على مدار الحلقات السابقة من البرنامج، وختم بالقول: “نادراً ما نلقى رسالة يطرحها الشعراء، لكنك أنت تقدم رسائل مهمة”. فيما أشار د. غسان الحسن إلى موضوع النص الإنساني، وإلى المستوى الشعري العالي فيه، والتطور المدروس، حيث يتلمس المستمع من خلال ما جاء في النص قصة ابن عم الشاعر، وأكد د. غسان أن الشكل الفني الخارجي للنص مرصع بالفنون الشعرية، وفيه أبيات راقية جعلته يلمع ويلفت الأنظار. بدوره سلطان العميمي قال إن الشاعر الدوسري يقدم في كل قصيدة رسالة، لأنه أصلاً صاحب رسالة، أما في قصيدة الليلة فثمة تنوع في أسلوب الخطاب، حيث هناك نداء وأمر وغير ذلك، ما أضاف جمالاً على الصور والصياغات الشعرية، وعلى القصيدة المليئة بالعواطف والشموخ والاعتزاز والمواساة والحزن، إلى جانب العواطف الذاتية، والالتفات إلى عاطفة المجتمع والأم، وقد ساهم كل ذلك في منح القصيدة قيمة إنسانية عالية، وهي التي تحمل وعياً، أما الدخول إلى الموضوع والانتهاء منه فقد كان مدروساً ومتسلسلاً. مجاراة ناجحة ومفاجآت في فقرة المجاراة، حيث كانت لجنة التحكيم قد أعلنت أنه اعتباراً من المرحلة الثالثة سيُطلب من الشعراء مجاراة قصائد لشعراء آخرين، على أن تكون على ذات الوزن والقافية والموضوع، وستمنح اللجنة للمجاراة 20 درجة من أصل 50. وفي هذه الفقرة اختار أحمد المنصوري مجاراة قصيدة للشاعر الماجدي بن ظاهر باعتباره رمزاً شعرياً إماراتياً، أما صقار العوني فقد جارى الشاعر بدر بن عبدالمحسن “عن كل ما ظهر” كون سمو الأمير قامة شعرية، ومهندس الكلمة. من جانبه ألقى عبدالله البقمي قصيدة مجاراة لقصيدة بندر بن سرور عن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إعجاباً بالممدوح، أما مشعل دهيّم فقد اختار قصيدة للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد وهي “يا شباب الوطن لبوا وطنكم”، وأخيراً جارى نايف بن مسرع الشاعر سلطان الهاجري بقصيدته “أربع الغاز صعيبة” كون الهاجري من الوزن الثقيل شعريا. وعن الشعراء في مجاراتهم قال د. غسان إن المنصوري تتبع الماجدي في قصيدته في العمق والدلالة والوزن والتقسيم والإيقاع، أما مجاراة بدر فقد جاءت أضعف من القصيدة التي جاراها، بالإضافة إلى وجود فرق في المعنى وفي التصوير. أما صقار العوني فأحسن في المجاراة، وإن لم يبدأ بالتشاؤم كما فعل الشاعر بدر بن عبدالمحسن، عبدالله البقمي أغفل في مجاراته البيت الرئيسي في نص بندر، وكذلك البيت الأخير، وبينما كان نص بندر في مدح الخاصة، فقد ذهب عبدالله إلى مدح العامة. ومشعل دهيم غلبه الموضوع، فكان يستعرض، وحصر النص في زمان ومكان وموضوع مختلف، ولم يكن بالتالي على قدر المجاراة. ونايف الدوسري جاء معنى نصه سلبياً بعكس النص الذي جاراه، وبينما كان الهاجري رقيقاً في نصه، فقد حمل نايف السيف. سلطان العميمي رأى، أن أحمد المنصوري قام بمجاراة ذكية من حيث الأسلوب والصور الشعرية التي اقتربت من أسلوب بن ظاهر، ولم يكن في المجاراة تغريب عن وقت بن ظاهر، ولا عن زمننا. بدر المحيني وضع ذاته في مواجهة ثلاثة عناصر هي، الشاعر والقصيدة والممدوح، وبالتالي كان أمام ثلاثة تحديات، لكنه نجح. صقار العوني، مجاراته كشفت عن الجانب العاطفي لديه، وعن قلبه الأخضر، وبدا التقارب واضحاً في الأسلوب الشعري مع قصيدة عبدالمحسن. عبدالله البقمي، وضع ذاته في ثلاث مواجهات مع الشاعر والقصيدة والممدوح، فخرج عن خصوصية الموضوع، وذهب إلى العموميات، ومع ذلك كانت المجاراة جميلة. مشعل دهيم، جاءت مجاراته ذكية، وإن حمل الجزء الأخير منها رسالة. أما نايف الدوسري، فلم يبتعد في مجاراته عن القصيدة التي جاراها، فكان ما جاء به جميل. وحمد السعيد، لم يضف إلا جملة واحدة قال فيها: “أبدع الشعراء، وجاءت مُجاراتهم بشكل جميل”. مذيعة بريطانية في المسابقة قبل الإعلان عن درجات المتسابقين الستة، وعن اسم الشاعر المتأهل استقبل عارف عمر في استوديو التحليل د. ناديا بوهناد، وديزي مقدمة البرامج البريطانية في القناة الرابعة، التي جاءت إلى أبوظبي لإعداد برنامج عن مسابقة “شاعر المليون” التي سمعت عنها عن طريق موقع “بي بي سي” الإخباري، كما جلست على كرسي شاعر المليون لإعطاء المشاهد انطباعاً كاملاً عن إحساس الشعراء، ووصفت التجربة بأنها كانت ممتعة. من جهتها لم توجه د. ناديا أي ملاحظة عن شعراء الأمسية، بل وصفتهم بأنهم كانوا رائعين، وقد تألقوا جميعهم، وطلبت منهم إجراء تمارين تنفس قبل النوم ولمدة نصف ساعة ثم يكتبون بعدها. وفي ختام الحلقة أعلن مقدما البرنامج حسين العامري وحصة الفلاسي عن شعراء الحلقة القادمة بتاريخ 20 مارس 2012 وهم، راشد أحمد الرميثي، سيف مهنا السهلي، علي البوعينين التميمي، علي نايف الغامدي، ماجد لفى الديحاني، منصور الفهيد الشمري.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©