أميركا والصين تستعدان للتفاوض على معاهدة استثمارية

اتفقت الولايات المتحدة والصين على بدء مفاوضات تهدف للتوصل إلى معاهدة استثمارية تسهل استثمار كل منهما في شركات الدولة الأخرى وتعزيز التعاون في قضايا الطاقة· وأعلن وزير الخزانة الأميركي هنري بولسون هذه المبادرات أمس الأول بعد يومين من المحادثات مع وفد صيني برئاسة نائب رئيس الوزراء وانج جيشان الذي قال إن بلاده ملتزمة بحرية التجارة لكنها تدرس أسباب الاضطرابات المالية العالمية الناجمة عن أزمة الرهون العقارية عالية المخاطر في الولايات المتحدة· ومن المتوقع أن يستغرق التفاوض على معاهدة فترة لا تقل عن عام أي أنها ستتم بعد انتهاء فترة ولاية الرئيس جورج بوش التي تنتهي في يناير المقبل، وقد أوضح الديمقراطيون أن لديهم تحفظات على مثل هذه المعاهدة، ويتعين أيضاً موافقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي وهو ما قد يمثل عقبة إذا احتفظ الديمقراطيون بسيطرتهم عليه· وكان قطاع الأعمال الأميركي أكثر دعماً لفكرة المعاهدة، وقال رئيس منتدى الخدمات المالية الأميركي روب نيكولز إن المعاهدة ستحسن الفرص الأميركية في السوق الصينية وتوفر مزيداً من الأمن للاستثمارات الأميركية· وقال مسؤولون أميركيون إن المحادثات تهدف إلى عقد اتفاق ثنائي لحماية الاستثمار بهدف ضمان حصول الشركات الأميركية التي تعمل في الصين على نفس المزايا والمعاملة التي تتمتع بها الشركات الصينية التي تستثمر في الولايات المتحدة· من المنتظر أن تلغي الاتفاقية أشكال التمييز ضد الشركات وتعطي للجانبين الحق في اللجوء إلى المحاكم الدولية في حالة وجود أي شكوى من معاملة غير عادلة من جانب الطرف الآخر· في الوقت نفسه فإن الاتفاقية المنتظرة سوف تعزز تحرير الاقتصاد الصيني وتوفر قدراً أكبر من الشفافية والقدرة على التنبؤ باتجاهات الاقتصاد الصيني بالنسبة للمستثمرين الأميركيين· وتهتم الصين أيضاً بإبرام معاهدة لأسباب منها الصعوبات التي تواجهها شركاتها في الحصول على تراخيص لأداء أعمال في الولايات المتحدة، وبصفة خاصة فإن عملية الفحص التي تحددها قواعد تهدف الى حماية المصالح الأمنية الأميركية بمقتضى لوائح لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة جعلت بعض الشركات الصينية تنتظر لفترات طويلة من أجل الحصول على تراخيص· وقال بولسون إن اتفاق الطاقة سيتيح للشركات والأكاديميين ومؤسسات الأبحاث الرئيسية في البلدين تبادل المعرفة والمساهمة في تحقيق الاستفادة التجارية من أبحاث الطاقة البديلة والتكنولوجيا البيئية· وتم التوصل إلى الاتفاقات في اطار الحوار الاقتصادي الاستراتيجي الذي بدأ قبل عامين مع الصين، ويريد بولسون أن تواصل الإدارة الأميركية المقبلة الحوار من بكين كما أبدى المسؤولون الصينيون رغبتهم في استمراره، ومن المقرر عقد الاجتماع المقبل في الصين في ديسمبر المقبل·