الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ايرباص تدشن موجة جديدة من الابتكار في عالم الطيران

ايرباص تدشن موجة جديدة من الابتكار في عالم الطيران
17 يونيو 2016 20:42
مصطفى عبد العظيم (هامبورج) تخطط شركة ايرباص الأوربية لرسم مستقبل جديد لصناعة الطائرات التجارية مع تدشين موجة من الابتكار في الصناعة والانتقال من عمليات التصنيع التقليدية إلى استخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد في تصميم وإنتاج وتصنيع الطائرات، وفقاً لمسؤولين في الشركة التي تعيش مرحلة جديدة من التحول الرقمي. وكشف رؤساء تنفيذيون في الشركة خلال فاعليات «أيام الابتكار في ايرباص»، التي نظمتها الشركة مؤخرا في مصنعها بمدينة هامبورج الالمانية عن أحدث ابتكارات ايرباص في الطيران التجاري والمبادرات تعتزم تنفيذها خلال السنوات المقبلة. وأكد فابريس بروجيه، الرئيس التنفيذي لشركة ايرباص، أن الشركة تعمل ومنذ سنوات على تعزيز آليات ومبادرات الابتكار والتحول الرقمي في مختلف مراحل عملياتها بدء من التصميم وحتى عمليات التصنيع وتوفير حلول ناجعة لقطاع الطيران. وأضاف في كلمة ألقاها خلال «أيام الابتكار» أن الشركة تراجع كامل عمليات دورة تصنيع الطائرات بهدف تحسين الأداء البيئي للطائرات وتوفير قيمة مضافة للعملاء من شركات الطيران وخدمة قطاع النقل الجوي عموما، وهذا يشمل أيضاً سلسلة التوريد التي تتعامل معها الشركة، وصولاً إلى تحقيق مستقبل مستدام وتقليل البصمة البيئية. وقال: مع وجود طلبيات تصل إلى أكثر من 16500 طائرة، فإن ايرباص تسارع جهودها اليوم لتحقيق هذه الغاية من خلال تجارب عديدة وابتكارات متنوعة، بعضها دخل الخدمة، والآخر يتوقع تشغيله خلال السنوات المقبلة لتحسين إنتاجية الشركة وفاعلية أداء الطائرات التي تصنعها لخدمة أكثر من 400 من العملاء من شركات الطيران والأفراد. مختبر ايرباص وأطلقت الشركة في سبيل ذلك مختبر ايرباص للأعمال في كل من هامبورج وتولوز وبنجالور، والذي يشكل حاضنة للإبداع والابتكار من خلال تبني أفضل الأفكار والمشاريع الريادية الإبداعية ذات الصلة بقطاع الطيران، واحتضان المبتكرين من أنحاء العالم كافة لتسريع تحويل أفكارهم الإبداعية إلى واقع ملموس. وعرضت الشركة نماذج لمشاريع ابتكارية ريادية تتهيأ لإحداث ثورة كبيرة في صناعة الطيران، خاصة فيما يتعلق بالاستفادة من إنترنت الأشياء، وابتكار حلول لتحديد المواقع والتتبع وكذلك الحلول الخاصة بالطباعة ثلاثية الأبعاد، والتي من شأنها أن تحدث ثورة جديدة في عالم الطيران، فضلاً عن حلول فحص الطائرات ونقل البيانات من خلال تقنية جديدة لمبتكر هندي تعرف باسم (Li_Fi)، حيث أكد المسؤولون عن الابتكار في الشركة فتح ايرباص ذراعيها لرواد الأعمال وأصحاب المشاريع الناشئة من أنحاء العالم كافة. وفي خضم تفاقم تحدي إخفاق صناعة الطيران في السنوات الأخيرة في الاستفادة من الثورة الرقيمة في إحداث تحول جذري، فيما يعرف بتتبع الطائرات أثناء التحليق في الأجواء النائية، وتسريع العثور على الصندوق الأسود لطائرة، وتسهيل الوصول إليه في حال فقدانه، كشف مسؤولو الابتكار في الشركة بذل المزيد من الجهود لإحداث تحول جذري في هذه التحديات، لافتين إلى أن هناك حلولاً مطروحة فيما يتعلق بالبيانات الموجود داخل الصندوقين الأسودين، حيث يجري تطوير حلول لزيادة فترة احتفاظ هذه الصناديق بالبيانات لفترة تزيد على 40 يوماً. تحول رقمي تتبنى ايرباص اليوم أكثر من 450 مشروعاً ومبادرة في هذا الاتجاه تشمل التحليل الاستباقية والاستفادة من البيانات الضخمة والمسح ثلاثي الأبعاد. ومع بداية العام الجاري أنجزت ايرباص تصنيع أكثر من 100 قطعة من التيتانيوم، إضافة إلى 1200 قطعة من البلاستيك، وهي مقومات ومكونات سيتم استخدامها في تصنيع الطائرة مستقبلاً، وتساعد في خفض وزن الطائرة وقلة استهلاكها للوقود. وتنفق ايرباص كل عام أكثر من ملياري يورو على الأبحاث والتطوير، خاصة تلك المتعلقة بتحسين فاعلية الطائرات، وتبني التقنيات الجديدة. ويؤكد تشارلز تشامبيون، نائب الرئيس للهندسة، أن جهود ايرباص تركز على مجالات عدة، منها تحسين أداء الطائرات وتعزيز تنافسية العملاء، وصولاً إلى خفض نسبته 1.5 في استهلاك الوقود في طائرات ايرباص، اعتماداً على نوع الطائرة وتعمل ايرباص حالياً على تغيير في تصميم جناح الطائرة لهذه الغاية، ويتوقع أن تبدأ اختبارات فعلية على التصميم الجديد بحلول عام 2017. وأضاف أن الشركة تخطط لاستخدام أجهزة استشعار اقتصادية ذكية، وهي في طور الاختبار حالياً. وكانت الشركة تستخدم أجهزة الاستشعار التقليدية حتى عام 2014. وبدأت في العام الماضي باختبار الأجهزة الجديدة على طائرات ايه 350 التي دخلت الخدمة فعلياً، ويتوقع تزويد أسطول طائرات 1000- 350 الجديدة بهذه الأجهزة مستقبلاً. واليوم هناك الكثير من الأجزاء والمكونات المركبة التي تدخل في تصنيعها وإنتاجها مواد أخف وزناً من المعدن، بدأت تدخل في تصنيع الطائرات في مصانع ايرباص في كل من تولوز وهامبورج. واستعرض تشامبون كيف تصمم ايرباص المستقبل، من خلال تبنى طرق جديدة للعمل وتطويع التكنولوجيا والإلهام في حلول صناعة الطيران، مشيراً إلى أن هذه الطرق تعتمد على أربع ركائز أساسية ترتبط بتعزيز أداء الطائرات وزيادة تنافسية العملاء، وتحسين إدارة الحركة الجوية بوجه عام، والمساهمة في بناء صناعة طيران أكثر استدامة. طباعة ثلاثية الأبعاد كما تجري الشركة اختبارات متنوعة لتوسيع دور الطباعة ثلاثية الأبعاد في تصنيع الطائرات وبدأت الشركة فعليا في عمليات تصنيع تجريبية وصولاً إلى تصنيع النماذج الأكبر حجماً. وقال الكسندر كات زونج، المدير في أحد مصانع هامبورج: إن بعض أجزاء الطائرات تم تصنيعها فعليا عبر الطباعة ثلاثية الابعاد منذ عام 2014، مشيراً إلى أن التوسع في هذا الأمر سيعمل على تحسين عمليات الصيانة. كما تم تصنيع أجزاء من مقصورة الطائرة من بودرة الالمنيوم، ويتوقع أن تبدأ ايرباص باختبارها مع نهاية العام الجاري. وتكثف الشركة عمليات الاختبار لتوسيع عمليات التصنيع عبر تقنية ثلاثي الأبعاد التي تعني خفضاً في النفقات مع زيادة معدلات الإنتاج لتلبية الطلبيات المستقبلية، وتقول ايرباص التقنية ثلاثية الأبعاد ستدخل في مختلف عمليات الإنتاج، والأهم أن مخلفات الإنتاج «النفايات» لا تشكل سوى 5 مقارنة مع 95% في التصنيع الحالي. ويشير كيران راو، نائب الرئيس للاستراتيجية والتسويق في ايرباص، إلى أن أبزر مزايا الطباعة ثلاثية الأبعاد يتمثل في تخفيض وزن الطائرة بأكثر من 55%، وخفض أكبر للنفقات وتقليل انبعاثات الكربون، وتحسين جدول التسليم. الطائرة ثلاثية الأبعاد أطلقت ايرباص مؤخراً طائرتها «ثور» وهي طائرة صغيرة مصنّعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد وتزن 21 كغم وطولها 4 أمتار. وحتى اليوم فإن الطائرة في مرحلة تجريبية ولا تحتوي على أي نوافذ لكن نجاح الشركة بتنفيذ تحليق مستمرة للطائرة يعطي صوراً أبعد عن واقع الطيران في المستقبل. وتم تصنيع معظم أجزاء ثور بالطباعة ثلاثية الأبعاد من مادة تدعى بولياميد (Polyamide)، والأجزاء الوحيدة التي لم تتم طباعتها بشكل ثلاثي الأبعاد هي العناصر الكهربائية. وإلى جانب الإنتاج السريع للقطع تكون العناصر المعدنية المطبوعة بشكل ثلاثي الأبعاد أخف من الأجزاء المصنعة بشكل تقليدي بنسبة تتراوح بين 30-50%، كما تتخلّص القطع المطبوعة بشكل ثلاثي الأبعاد من نفايات التصنيع وتقلّص من تكاليفه. ويقول مسؤولو الابتكار في الشركة: إن الطابعات ثلاثية الأبعاد الحديثة قادرة على الطباعة لمدة أطول وتصاميم أكثر تعقيداً، وتدرس إيرباص ذلك من خلال اختبار طرق تمكّنهم من طباعة تجميعية للمحرك، مما يخفّض عدد القطع المفردة من 270 إلى 3 فقط. وأكد هؤلاء أنه ولأن الطائرات المطبوعة بشكل ثلاثي الأبعاد أخف وزناً، فهي تتطلب كمية أقل من الوقود، مما يقلص انبعاثات الكربون والملوثات الأخرى إلى البيئة، ولأنه من المتوقع تضاعف حركة المرور الجوية خلال العشرين سنة المقبلة، فتقليص الأثر الكربوني للتحليق هو أولوية مهمة. الحاجز الحيوي وتعاونت «أيرباص»، مع «أوتوديسك»، الشركة المنتجة لبرامج الرسم الهندسي والتصميم ثلاثي الأبعاد، لإنتاج أكبر مكوّن لمقصورة طائرة بالطباعة ثلاثية الأبعاد في العالم، حيث تم إنتاج هذا المكوّن، أو ما يعرف بـ «الحاجز الحيوي»، باستخدام خوارزميات مخصّصة عملت على إنتاج تصميم يحاكي بنية الخلية ونمو العظام، ومن ثم تم إنتاجه باستخدام تقنيات التصنيع بالإضافة. ويعد «الحاجز الحيوي» الجديد لـ «أيرباص»، والذي يتميز بقوته الهيكلية وشكله الشبيه بالشبكية الدقيقة، أخف بمقدار 45% (30 كغ) من التصاميم الحالية. وعند تطبيقه على كامل المقصورة في مشروع طائرات «أيرباص أيه 320» قيد التنفيذ، فإن شركة «أيرباص» تتوقع أن تحد طريقة التصميم الجديدة من انبعاث 465,000 طن متري من ثاني أكسيد الكربون كل عام، أي ما يعادل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون من نحو 96,000 سيارة ركاب لمدة عام. مساعد آلي للعمال هامبورج (الاتحاد) كشفت شركة إيرباص خلال «ايام الابتكار» عن العديد من المبادرات والمشاريع التي يعمل عليها مهندسو الشركة لهذه الغاية. ومن ضمن مبادرات الابتكار التي تعمل عليها الشركة ادخال ما يعرف بـ «الذراع الثالثة» وهو مشروع ما زال قيد الدراسة ويهدف الى تحسين انتاجية العمال وراحتهم بنفس الوقت. الذراع الثالثة عبارة عن هيكل خارجي «شبيه بالروبوت مزودة بذراع معدني أو بلاسيتكي قادر على تقديم المساعدة للعمال في وحدة الحفر الآلية وخاصة عند تصنيع بدن الطائرة والجناح، ويحتاج كل جناح الى 600 ثقب يتعين إحداثها من خلال وحدة الثقب الآلية التي تزن عادة 12 كلجم. والذراع الثالثة توفر المساعدة للعمال في حال التعب من حمل الأجهزة كما أنها مزودة بحزام على الخصر وذراع آلي يسمح للعامل بإحداث الثقوب التي يحتاجها كل جناح للطائرة. وتتوقع إيرباص أن يدخل الخدمة الفعلية في عام 2107.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©