الأعاصير تلحق أضراراً بخطوط الاتصالات في آسيا

تضررت كابلات الاتصالات الهاتفية التي تربط الدول الآسيوية ببعضها البعض جراء الانزلاقات الأرضية التي حدثت في قاع البحر بسبب الأعاصير التي اجتاحت المنطقة في نهاية الأسبوع الماضي، ما أدى إلى تعطيل الهواتف وخدمات الإنترنت وجعلت الشركات المشغلة للاتصالات الهاتفية تتدافع من أجل إعادة توفير الخدمات. وفي الوقت الذي لايزال فيه من غير الواضح بعد مدى حجم الأضرار التي لحقت بالكابلات السبعة في المنطقة إلا أن الشركات المشغلة في جميع الأنحاء الآسيوية ذكرت بأن آثار هذه الأضرار مازالت محدودة نسبة لتمكن هذه الشركات عادة من إعادة تحويل مسارات المكالمات والبيانات بعيداً عن الكابلات المتضررة، إلا أن مقدرة الشركات على القفز فوق آثار وتداعيات الأعاصير باتت توضح مدى أهمية الفوائد والمكاسب الناجمة عن الاستثمار في شبكات الكابلات منذ أن أدت موجة الزلازل التي ضربت الساحل الجنوبي لتايوان في ديسمبر 2006 إلى إلحاق أضرار جسيمة بالكوابل الممتدة تحت مياه البحر وأسفرت عن تعطيل الخدمات لأيام عديدة. ويشير تعطل شبكة الاتصالات الهاتفية في القارة الآسيوية أيضاً إلى مدى شدة اعتماد العالم على هذه الكابلات التي تستلقي بالقرب من قيعان المحيطات، إذ أن معظم بيانات الإنترنت الدولية ومحادثات الهاتف الصوتية يتم إرسالها في شكل نبضات ضوئية عبر المئات من خطوط الألياف البصرية التي تتقاطع في جميع أنحاء الكوكب الأرضي وهذه الكابلات التي تتكلف مئات الملايين من الدولارات تتملكها عادة الشركات المتخصصة في تشغيل الكابلات أو كونسيرتيوم من شركات الاتصالات الهاتفية. وتضم قائمة الشركات التي أبلغت عن تعطل خدماتها كل من شركة شونج واتيليكوم في تايوان وشركة جلوب تيليكوم الفلبينية وشركة سنغافورة للاتصالات الهاتفية وشركتي إن تي تي دوكومو وكيه دي دتي آي في اليابان، إلى جانب شركات بي تي باكري للاتصالات الهاتفية ومؤسسة بي تي اندونيسيا ساتيلايت وشركة بي تي تيليكو ميونيكاسي اندونيسيا وجميعها اندونيسية بالاضافة الى شركة كي تي في كوريا الجنوبية. وكانت شركة شونج وا تيليكوم قد ذكرت في وقت مبكر من يوم الثلاثاء الماضي أن اربعة من الكابلات التي تشغلها بالمشاركة قد لحقت بها أضرار جسيمة جراء التحركات التي حدثت في قاع البحر بسبب هبوب إعصار موراكوت مما أدى الى توقف خدمة الاتصالات بين تايوان والصين الأم خلال فترة نهاية الأسبوع، ولقد ادت الاضرار التي لحقت باثنين من هذه الكابلات ايضا الى استمرار الأعطال والتداخل حتى هذه اللحظة في المكالمات الهاتفية مع دول سنغافورة وفيتنام وتايلاند بالاضافة الى الفلبين. وذكر لينج تاي فيند رئيس مجموعة الأعمال التجارية الدولية في شركة شنج وا أن اعمال إعادة اصلاح الخطوط المتضررة عادة ما تستغرق فترة تتراوح من شهر الى شهرين، واضافت الشركة تقول إن تعطل الخدمة اصبح محدودا بفضل الاضافات الاخيرة التي أدخلت في سعة الشبكة بينما أيدت كل من شركة سينج تيل وشركة جلوب وثلاث شركات إندونيسية مشغلة للخدمة هذا الرأي وذكرت من جانبها أن الاوضاع كان من الممكن أن تتفاقم بصورة أسوأ من ذلك لولا الاستثمارات التي تم ضخها مؤخراً. أما شركة كابل آند وايرليس في بريطانيا والتي لديها حضور قوي في القارة الآسيوية فقد ذكرت ايضا أن الحركة المرورية في شبكتها قد أمكن إعادة مسارها بشكل اتوماتيكي مما جعل زبائنها لا يتأثرون بعمليات تعطل الكابلات في القارة الآسيوية. عن «وول ستريت جورنال»