الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

السدو والعيالة والقهوة العربية تزيــن «طانطان الثقافي»

السدو والعيالة والقهوة العربية تزيــن «طانطان الثقافي»
6 مايو 2017 22:26
أشرف جمعة (أبوظبي) تتواصل مشاركة الجناح الإماراتي في فعاليات مهرجان طانطان الثقافي في دورته الثالثة عشرة بالمملكة المغربية الذي انطلق أمس الأول الجمعة، ويستمر حتى 10 مايو الجاري، وسط حفاوة بالغة من قبل الزوار الذين توافدوا أمس على الجناح تفاعلاً مع الموروث الشعبي الأصيل الذي يعبر عن مسيرة حضارية كبيرة من الإنجازات، بالإضافة إلى أن التراث الإماراتي يتميز بخصوصيته الباهرة وثرائه العامر بكل ألوان الدهشة، ورغم الأجواء الحارة نسبياً في طانطان، فإن الزوار واصلوا توافدهم على الجناح الإماراتي، ما يعبر عن قوة العلاقات بين الشعبين الإماراتي والمغربي، وعلى وقع الموسيقى الخليجية وأداء فرقة العيالة التي قدمت عروضها بجناح دولة الإمارات المشارك بموسم طانطان، وبتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، تم استقبال العديد من الزوار الذين حرصوا على متابعة الموروث الشعبي الإماراتي، للتعرف إلى أوجه الثقافة والهوية الإماراتية المتنوعة. موروث غني يضم الجناح الإماراتي أنشطة وفعاليات تعكس تراث الدولة وموروثها التاريخي الغني، إلى جانب عروض الفرق الموسيقية وخيمة الحناء ومصنوعات حرفية، في هذه الاحتفالية التراثية الضخمة التي تعكس مدى اعتزاز وفخر أبناء الإمارات بالإنجازات والمكتسبات العديدة التي تحققت، في مختلف المجالات في ظل مسيرة الاتحاد. وفتح الجناح الإماراتي أبوابه للزوار الذين توافدوا بشكل لافت على أروقته المتنوعة، وتعرفوا عن قرب إلى التراث والثقافة الإماراتية، عبر برامج الطبخ الشعبي وطقوس الأعراس القديمة وزهبة العروس، والصناعات اليدوية، والحرف التقليدية. سباق زايد ويقول عبد الله القبيسي مدير المشاركة الإماراتية في موسم طانطان الثقافي بالمملكة المغربية: «إن مشاركة الوفد الإماراتي بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي للمرة الرابعة على التوالي في تظاهرة صنفت ضمن قائمة اليونيسكو للتراث والثقافة اللامادية الإنسانية منذ عام 2004، يأتي في ظل العلاقات الطيبة التي تجمع بين دولة الإمارات والمملكة المغربية»، مبيناً أن برنامج مشاركة الوفد الإماراتي حافل بالعديد من الأنشطة، وأن أبرزها تدشين ميدان سباق الهجن باسم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. فنانون وشعراء ويذكر القبيسي أن المشاركة في موسم طانطان تحمل أهمية كبيرة تتمثل في إبراز عناصر التراث المعنوي واللامادي، مشيراً إلى أن الجناح الإماراتي يسعى لتسليط الضوء على قطاع التراث البحري، والتمور والطب البيطري من أجل التوعية بصحة الإبل، إلى جانب تخصيص أروقة متعددة، من بينها رواق للأزياء والضيافة الإماراتية والقهوة العربية، ويؤكد القبيسي أن عدد أعضاء الوفد الإماراتي ضمن فعاليات موسم طانطان الثقافي يقدر بنحو 170 مشاركاً، من بينهم باحثون في الموروث الشعبي، وفنانون وشعراء وأعضاء فرقة للفنون الشعبية، وإعلاميون يمثلون مختلف وسائل الإعلام، منها المرئية والإلكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي. إبداعات نسائية الغزل والسدو والتلي والبرقع والخوص، هي أسماء لأنواع متعددة من الحرف اليدوية التقليدية الإماراتية التي خصص لها جناح في الخيام التراثية الإماراتية على هامش مشاركة دولة الإمارات في موسم طانطان الثقافي. فمن خلال وجود حرفيات من الفئات العمرية المختلفة، قاسمهن المشترك هو حب الحرف التقليدية والمشغولات اليدوية، فتحت كل واحدة منهن المجال لأناملها لتبدع قطعاً متنوعة تبرز غنى الموروث الثقافي لدولة الإمارات، وقد عبرت مريم الكعبي، حرفية في مجال «الخوص»، عن سعادتها بالمشاركة للمرة الثالثة على التوالي، مشيرة إلى أنها فخورة باختيارها من قبل الاتحاد النسائي العام، إلى جانب مجموعة من الحرفيات، ليقدمن ورشاً تراثية لزوار مهرجان طانطان، تعبر عن موروث إمارتي غني، ومن ثم تسليط الضوء على دور المرأة في صون العادات والتقاليد. فن «العيالة» استأثرت العروض المقدمة من قبل فرقة «العيالة» للفنون الشعبية لدولة الإمارات ضمن موسم طانطان الثقافي بالمغرب، باهتمام الزوار الذين استمتعوا بموسيقى ورقصات متناسقة، تعكس الاحتفاء بالهوية والمحافظة على موروث ثقافي وفني. وعبّر مبارك الدرمكي، رئيس قسم الفنون في لجنة البرامج الثقافية عن سعادته بمشاركة فرقة «العيالة» للمرة الرابعة على التوالي في موسم طانطان الثقافي، مؤكداً أنها فرصة من أجل التأكيد مرة أخرى على العلاقات المتينة التي تجمع دولة الإمارات بالمملكة المغربية. وتجسد «العيالة» تراث المجتمع الإماراتي لذلك تشارك فيها جميع الفئات العمرية من الجنسين، وجميع الطبقات الاجتماعية في مناسبات وطنية عدة، باعتبارها انعكاس لتاريخ وثقافة وشهامة أهل الصحراء. وتعد «العيالة»، حسب الدرمكي عرضاً شعبياً معبراً، ويشمل فقرات عدة، منها الشعر والإنشاد وقرع الطبول، ويتم أداؤه من قبل صفين، ويتكون من حوالي 45 شخصاً، حيث يحاكي العرض مشاهد المعارك. «النعاشة»ومن بين المشاهد التي تتضمنها اللوحة الراقصة لفرقة «العيالة» هي وقوف المؤدين في صفوف محكمة وحمل عصي رفيعة من الخيزران ترمز للسهام أو السيوف، كما يتبادل الصفان الحركات رمزاً للنصر أو الهزيمة، وفي تلك الأثناء ينشد الجميع شعراً حماسياً محركين رؤوسهم وعصيهم بشكل متناغم مع قرع الطبول، ويخضع العرض الخاص بـ«العيالة» إلى قواعد تحكمه، حيث يقود الجمع شخص قيادي يطلق عليه اسم «الأبو»، والذي يكون مسؤولاً عن تحديد إيقاع وسرعة الأداء. وتقدم «العيالة» لوحات راقصة متنوعة من بينها «النعاشة» أو «الردحة» التي كانت تؤديها النساء البدويات في مختلف المناسبات في رقصة تتطلب تحريك رؤوسهن يمنة ويسرة لإظهار جمال شعورهن الطويلة والمنسدلة على أكتافهن. اكتشاف القهوة يواصل الجناح الإماراتي تقديم القهوة العربية للضيوف في طانطان، حيث يقول سيف راشد الدهماني، مسؤول جناح الضيافة للقهوة العربية، إن القهوة العربية اكتشفت للمرة الأولى في القرن العاشر من قبل ابن سينا الذي أطلق عليها اسم «البن والبرشام»، ثم استعملها الرازي في القرن الحادي عشر ضمن 760 نوعاً من الأدوية القديمة. وتم اتخاذها سنة 1450 من قبل الأتراك مشروباً رسمياً وعرفت بـ «توركي كوفي»، لتحط الرحال سنة 1645 بإيطاليا، وتحديداً فينيسيا، وتدخل في تحضير مشروب «الكابوتيشنو»، وتواصل جولتها بعد افتتاح محال تجارية كثيرة لبيعها وبعدها تنتشر في شتى أرجاء العالم، موضحاً أنها ذكرت في الأمثال الشعبية الإماراتية تأكيداً على مكانة القهوة العربية، حيث لا يخلو أي بيت منها لكونها رمزاً للكرم والجود وحسن الضيافة، ومن ضمن الأمثلة «في فنيان للضيف وفنيان للكيف وفنيان للسيف». ويذكر الدهماني أن المثل، سالف ذكره، يؤكد أن القهوة ليست مجرد مشروب يقدم من باب استقبال الضيوف، وهو ما تمت الإشارة إليه في عدد من الأبيات الشعرية، مثل «بالقهوة بتشاريع وياج ليوصل منش بعشرين». البرقع الإماراتي ضمن الجناح المخصص للحرف التقليدية خصص رواق لقطعة تقليدية تعرف بـ«البرقع»، والتي توضع على الوجه، وتعد عنواناً لتمسك المرأة الإماراتية بعاداتها وتقاليدها الأصيلة، حيث كان الزوار على موعد مع اكتشاف تفاصيل تاريخها. وقد تنوعت المنتوجات التقليدية الإماراتية في طانطان، إذ خصص كل جناح من رواق الحرف التقليدية لعرض منتوجات متنوعة من بينها المفروشات المنزلية المصنوعة من مواد طبيعية مثل الصوف، والحقائب، وأزياء خاصة بحفلات الزفاف الإماراتي التقليدي، مثل الحلي وصناديق خشبية تقليدية لجمع ما تحتاج إليه العروس، والذي يعرف باسم «زهبة العروس». طقوس القهوة العربية من أبرز طقوس شرب القهوة العربية أنه يتم تحضيرها في أوان يطلق عليها اسم «الدلالة» والتي تسمى أكبر «دلة» منها «الخمرة»، حيث يغلى بها الماء، أما «الدلة» المتوسطة فتعرف باسم «اللقمة»، وهي الإناء الذي تحضر فيه القهوة، بينما يتم استعمال «الدلة» الصغيرة واسمها «المذلة» لتصفية القهوة وتقديمها مباشرة للضيوف. ولم يفت سيف راشد الدهماني الإشارة إلى أن «الدلة» الكبيرة يتم سكب مائها المغلي في «اللقمة»، حتى لا ينتظر الضيوف مدة طويلة في حالة رغبوا في المزيد منها. ولا يستغرق تحضير القهوة مدة خمس دقائق، حسب سيف راشد الدهماني، الذي قال إن أغلب متذوقيها يفضلون نكهتها الطبيعية، بينما هناك من يرغبون في إضافة نكهات مختلفة إليها مثل «الهيل» و«القرنفل» و«الزعفران».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©