الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نتنياهو والإبحار ضد التيار!

16 مارس 2015 22:12
وسط حشد من أنصاره ومؤيدي حزب الليكود، حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأحد، من أنه قد يخسر الانتخابات المزمع عقدها اليوم، فيما يعد سقوطاً دراماتيكياً محتملاً لسياسي مراوغ، حولته الأعوام التسعة التي مكث خلالها في السلطة إلى واجهة عامة لإسرائيل. وخسارة نتنياهو -أو حتى تقدمه بفارق ضئيل واحتمال اضطراره إلى الدخول في حكومة وحدة وطنية غير متجانسة- من شأنها أن تمثل انتكاسة شديدة لصقور الأمن في إسرائيل، التي شهدت تحولاً تجاه جناح اليمين على مدار الأعوام الخمسة عشر الماضية. وقد أظهرت الجولة الأخيرة من استطلاعات الرأي يوم الجمعة الماضي أن نتنياهو وحزبه اليميني يواجهان تحدياً قوياً مفاجئاً من زعيم حزب «العمل» المنتمي ليسار الوسط، إسحاق هرتزوج، وحليفته في السباق مفاوضة السلام السابقة «تسيبي ليفني»، التي تتولى منصباً قيادياً صغيراً ولكنه مستقر. وقد أكدت حملتهما على القضايا الاقتصادية والقفزات الكبيرة في تكاليف المعيشة. وكان نتنياهو قد اتهم الصحفيين الإسرائيليين العدائيين و«قوى خارجية في الظل» بأنهم وراء حملة مضادة يمكن أن تكون وراء الإطاحة به. بدورها رفضت «ليفني»، التي لطالما كانت منافسة لرئيس الوزراء ووزيرة العدل السابقة في حكومته، اتهامات نتنياهو، مشيرة إلى أن وراءها حالة من الهلع والبحث عن كبش فداء. وقالت: «إن الإسرائيليين سيستبدلون نتنياهو، ليس بسبب ما كُتب في الصحف، ولكن لأنه ليست لديهم أموال تكفي لشراء الصحف، أو شراء شقق لأبنائهم». وزعمت حملة نتنياهو الانتخابية أن تأييد رئيس الوزراء سيزداد بعد خطابه أمام جلسة مشتركة للكونجرس قبل نحو أسبوعين، عندما تحدى الرئيس أوباما مباشرة، وحذر الولايات المتحدة من توقيع اتفاق سيئ لن يوقف طموحات إيران النووية. وتفاخر أنصار نتنياهو بمهاراته التشرشيلية كخطيب بارع. وزادت آمالهم عندما كرر أعضاء الكونجرس التصفيق والوقوف تحية له. ولكن يبدو أن خطابه لم يشفع له أمام الناخبين، حتى على رغم أنه قد أغضب البيت الأبيض والديمقراطيين في الكونجرس وأضر بالعلاقات بين إسرائيل وأقوى حلفائها. وفي هذا السياق أوضح يهودا بين مائير، مدير معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، أنه من الواضح أن نتنياهو قد اعتقد أن ما فعله في واشنطن سيساعده، ولكن بدا أنه لم يكن له مردود جيد في الداخل. وزاد تقريران شديدا الحساسية خلال الشهر الماضي من إضعاف الحملة الانتخابية لرئيس الوزراء وحزب الليكود. وتضرر نتنياهو شخصياً من الكشف المحرج عن نفقاته المبالغ فيها لأموال حكومية في مقره الرسمي وفيلته الشاطئية الخاصة شمال تل أبيب. وشعر الإسرائيليون بصدمة عارمة عندما علموا بكيفية إنفاق رئيس الوزراء وزوجته سارة على خدمات مصففي الشعر والخادمات، والمفاجأة الكبرى كانت إنفاق 24 ألف دولار سنوياً على الأطعمة في الخارج. وتأثر نتنياهو وحزبه أيضاً تأثراً شديداً بسبب تقرير قاسٍ صدر الشهر الماضي يسلط الضوء على فشلهما في فعل ما يلزم لعلاج الارتفاع الشديد في تكاليف المعيشة وتوفير المساكن للإسرائيليين الذين يعانون من مشكلات مالية، والذين أحبطتهم زيادة تكلفة المعيشة. وقد أفاد حليف نتنياهو في جناح اليمين المتشدد، وزير الاقتصاد «نافتالي بينيت»، بأنه دُهشَ من أن التهديدات التي تواجهها إسرائيل على الحدود لم تكن مهمة في هذه الحملة، مضيفاً: «إنها المرة الأولى التي يمكن فيها تذكر أن الناخبين يركزون على الاقتصاد أكثر من أي شيء آخر، وتضاؤل قضايا أخرى مثل تحدي إيران أمام المشكلات الاقتصادية». و«بينيت» زعيم حزب «البيت اليهودي»، الذي يستمد تأييده الانتخابي من القوميين الدينيين، والمعسكر المؤيد لبناء المستوطنات. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن شعبية حزبه لم تزدد منذ انتخابات عام 2013. ويرى «ريوفين هازان»، رئيس قسم العلوم السياسية في الجامعة العبرية، أن «بينيت» كان هو الشخصية التي حظيت بقدر كبير من الانتباه على حساب جميع من حوله، ولكنه اقترف أخطاءً فادحة. وينظر إلى نتنياهو و«بينيت»، قطب التكنولوجيا وضابط القوات الخاصة السابق، على أنهما قويان على الصعيد الأمني، ويتحدثان بفجاجة تجاه الفلسطينيين. ويقول «بينيت» صراحة إنه لن يتخلى أبداً عن أي من الأراضي المحتلة في الضفة الغربية لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة. وأثناء حملته، نأى نتنياهو أيضاً بنفسه عن محادثات السلام، وتعهد بأنه لن يقدم أية تنازلات أو انسحابات من الضفة، وأشار إلى أن حل الدولتين لم يعد ملائماً. ويعني ذلك أن الرجلين يبحران ضد التيار، لاسيما أن استطلاعات الرأي الأخيرة أكدت أن أكثر من نصف الإسرائيليين يخططون للتصويت بناء على قضايا اجتماعية واقتصادية، وأقل من واحد من كل ثلاثة أشخاص يضع الاعتبارات الأمنية في مقدمة اهتماماته. فيما أفاد تسعة من كل عشرة إسرائيليين أن تكلفة المعيشة ستؤثر على اختيارهم. ويليام بوث وروث إجلاش - تل أبيب يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©