السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أول مدرسة للزواج تعالج أمراض الأسرة

أول مدرسة للزواج تعالج أمراض الأسرة
17 أغسطس 2009 00:01
ترصد مراكز البحوث الاجتماعية في مصر ارتفاع معدلات الطلاق خاصة في سنوات الزواج الأولى. وتشير الاحصاءات إلى ارتفاع معدلات العنوسة وتأخر سن الزواج بالنسبة للشباب. وما دفع الدكتور مدحت عبدالهادي، استشاري الطب النفسي والمدير العام للمركز المصري للاستشارات الزوجية، لإطلاق أول مبادرة من نوعها بافتتاح مدرسة للزواج. وأثارت الفكرة ردود فعل سريعة خاصة بين الشباب المقبلين على الزواج من الطرفين. واهتمت الأسرة بالحصول على معلومات في هذا الشأن تجعلهم يطمئنون على ابنائهم. ويقول د. عبدالهادي إن «الانترنت قد يتيح فرصا للحصول على معلومات عن الزواج لكن فيما يتعلق بالتواصل مع الطرف الآخر وإقامة علاقات واضحة فقد يكون تأثيرها سلبيا بمعنى أن «الشات» (الدردشة) مع أشخاص لا نعرفهم لن يقودنا إلى معلومات دقيقة عنهم. والفكرة تنبع من حبي لنفسي والعالم من حولي وأحب ان يكون المجتمع الذي اعيش فيه سعيدا. وان يتزوج الناس بطريقة صحيحة وينجبوا ويربوا أبناءهم بأسلوب صحيح ليكون لدينا مجتمع مثقف يفهم حدوده ويدرك اهمية احترام الآخر واحترام المواعيد والاختلاف في الرأي فهي سلسلة من حلقات متشابكة تمتد الى كل أمور الحياة فإذا كانت احدى الحلقات فاسدة انتشر الفساد في باقي الأمور». استشارات زوجية يقول عبد الهادي: «رصدت خلال عملي في مركز الاستشارات الزوجية وهو أول مركز في مصر أن كثيرا من الأزواج الجدد يأتون الينا وهم محبطون والكل يتساءل. كيف أعرف قبل الزواج أن الطرف الآخر لديه هذه العيوب؟ ولأن السؤال تكرر كثيرا وجدت أن مرجعية أي انسان تعتمد بشكل كبير على ما درسه في مراحل تعليمية المختلفة اما مرجعية الزواج فهي الأهل والاقارب والجيران واحيانا الاصدقاء. وعندما يحاول تطبيقها على حياته لا تصلح لأنها تعكس خبرات سابقة انتهى زمانها او لانها لتركيبات سيكولوجية مختلفة عنه.. ولذلك قررت ان اساهم في التصدي لتلك المشكلة وكانت البداية من مسؤولي بعض الجمعيات الأهلية الذين طلبوا مني القاء محاضرات لتوعية الشباب وطرحت فكرة مدرسة الزواج في إحدى القنوات الفضائية وتحولت إلى برنامج اسبوعي يتلقى استفسارات الجمهور.. وعندما اعلنت عن افتتاح مدرسة للزواج فوجئت بصدى كبير وتلقيت اكثر من 900 حالة ووضعت منهجا يضم اربعة اقسام.. يتم تدريسها في كورسات جماعية الى جانب الاستشارات الفردية». ويقول عبد الهادي: «بالنسبة للمتلقين في المحاضرات الجماعية في الغالب هناك فروق لكن البرنامج يعتمد على العلوم النفسية الايجابية بمعنى ان الطبيب يحاول التركيز على الايجابيات ليساعد الشخص على التغلب على السلبيات. وعلى سبيل المثال قد يشعر شخص ما بأنه يعاني مشكلة في نفسه او في الطرف الآخر ويكون دورنا أن نزيد قدراته على الاحساس بذاته وإبراز نقاط القوة والجمال لديه او لدى الطرف الآخر. ومهما كانت اختلافات المتلقين فإننا نراعي ان هناك مرجعيتين اساسيتين الاولى احترام الدين والثانية العرف السائد في المجتمع». أربعة كورسات عن أهم المعلومات التي يقدمها لطلبة مدرسة الزواج يقول عبد الهادي: «البرنامج عبارة عن أربعة كورسات الاول عن كيفية اختيار شريك الحياة ويعجبني جدا قول الامام الغزالي «الزواج ليس لمفاتن انثى ومفاتن رجل انما لعمارة بيت على المودة والرحمة والسكينة ويحاط البيت بسياج من طاعة الله» ودائما أقول تذكروا ان البيت لا بد ان يقوم على اربعة اعمدة هي التقارب الاجتماعي والمادي والثقافي والعاطفة والتوافق العقلي مما يضمن استمرار الحياة الزوجية والتواصل الايجابي وليس هناك انسان «كامل الاوصاف» بل كل منا به عيوب ومميزات والمهم ان ننظر الى المميزات ولا نركز على العيوب». ويضيف: «الكورس الثاني عن كيفية التلاقي والتغلب على الاختلافات غير المرغوب فيها فالزواج يشبه لقاء فرعي رشيد ودمياط بنهر النيل كل منهما جاء من عالم وبيئة مختلفة ولابد ان يتخلص كل طرف من الاشياء غير المرغوب فيها ليقترب من الآخر ويصبحا كيانا واحدا كالنهر العظيم يستمر تدفقه وسريانه. أما الكورس الثالث فهو عن الاعداد لتحمل مسؤوليات دور الاب والام وتهيئة كل طرف لاداء هذا الدور بأفضل السبل، والكورس الرابع للتعامل مع مشاكل الابناء في مرحلة المراهقة». مشاكل تزلزل الاستقرار حول أكثر المشاكل التي تزلزل استقرار الزواج ولا يكون للطرفين يد فيها يقول عبدالهادي: «هناك مشكلات منها تغيير المجتمع المحيط مثل سفر الزوج او الاسرة للعمل في الخارج او تدخل احد الاقارب او الاهل بشكل غير مسبوق او انتقال الزوج او الزوجة إلى مهنة او مستوى مادي أعلى مما يجعل الزوج او الزوجة يشعر بأن الآخر لا يليق به». ويؤكد أن الهدف الرئيسي من مدرسة الأزواج أن تسير الحياة بشكل أسهل يرضي الطرفين ولهذا يجب تحقيق التقارب لأن الأسرة يجب أن يكون لها هدف واحد وهناك أمور تحسم كثيرا من المشاكل قبل اندلاعها يجب ان يعرفها الطرفان منها الذمة المالية لان الشرع حددها بشكل واضح تماما فالرجل مسؤول بالقوامة عن البيت والانفاق عليه والزوجة لها ذمتها المالية المستقلة ومساهمتها في الانفاق على المنزل تخضع لرغبتها ومشاعرها الخاصة واذا منح الزوج زوجته مبلغا من المال قائلا هذا خرج من ذمتي اليك او اهدى إليها قطعة مجوهرات او ذهب فلا يحق له أن يطلب أن تردها له او يجبرها على بيعها، كذلك اذا كان الزوج ينفق على بيته وابنائه ويمنح زوجته ما يكفيها فليس لها أن تسأله عن باقي امواله وكيف تصرف فيها. وعن المخاوف التي تدور في اذهان المقبلين على الزواج، يقول: «مخاوف كثيرة منها أن بعض الشباب مثلا يقول أخشى أن تكون زوجتي مشعرة كالرجال او لها رائحة غير طيبة أو رائحة فمها كريهة. أما الفتيات فيتساءلن عن أسلوبه في تناول الطعام او الملابس التي يرتديها في المنزل». ويؤكد عبدالهادي أن عصر الخاطبة كان أزهى من العصر الذي نعيشه الآن لأنها كانت تقدم معلومات صحيحة عن أسرة العريس وأقاربه وحالته الاجتماعية والمادية والحالة بالنسبة للبنت مع تقديم صورة لكل طرف وتكون هناك معلومات صحيحة قبل التفكير في الآخر اما الاعتماد على «النت» وما فيه من حواديت وقصص غير صادقة فلا يمكن ان يؤدي الى علاقة زوجية ناجحة. ويشير إلى ضرورة التحليل الطبي قبل الزواج للطرفين لتلافي أي مشاكل بيولوجية قد توثر على الانجاب او الامراض الوراثية كذلك اهمية الخضوع الى تحليل نفسي لتوضيح طبيعة شخصية كل طرف وميوله. حول أشهر وأطرف المشاكل التي صادفها بين الأزواج الجدد يقول الدكتور محمد عبدالهادي: «مشكلة متكررة في حوالي 90 في المائة من الحالات وهي المشكلة الأولى يوم الصباحية حيث يتوافد الاهل والأقارب لتهنئة العروسين ويكون على الزوجة ان تقوم بواجب الضيافة لأول مرة وتقدم العصائر والحلوى عدة مرات وتشعر بالإرهاق وتطلب من العريس مساعدتها وهنا تنظر حماتها او شقيقة زوجها وربما تعلق بأنه لم يكن يحضر لنفسه كوب ماء. ويشعر العريس بالارتباك فهو لا يريد إغضاب عروسه ولا يريد سخرية أهله». عن النصائح الذهبية التي يقدمها للشباب والفتيات المقبلين على الزواج، يقول الدكتور محمد عبدالهادي: «لا بد أن أحدد لماذا أتزوج وما الذي يسعدني في الحياة فإذا عرفت انني اجد سعادتي في المال واقتناء الاشياء الثمينة فلا يمكن ان أتزوج شخصا فقيرا لانه وسيم مثلا وبعد ان نختار شريك الحياة لا بد ان نضع شرطا أساسيا هو الرضا لأن كل انسان خلقه الله كاملا به مميزات وعيوب تتفاوت نسبتها وبعد الزواج لا بد من الرضا. لأن الشيطان يمنيك بالمفقود لتكره الموجود».
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©