الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كيمسينج وسانشيز يعزفان موسيقى اللون الأزرق

كيمسينج وسانشيز يعزفان موسيقى اللون الأزرق
9 ابريل 2018 21:52
أبوظبي (الاتحاد) هل فكرت ونحن نسمع صوت اللون الأزرق عبر معزوفة ليليان سانشيز على البيانو، مدى أن ترى الصوت وتنضم معه في حوار أبدي، مثل ذلك الأعمى الذي يدرك زرقة المحيط بمجرد أن تبتل رجليه بالماء. حسناً الكل كان مبصراً، مبصراً جداً في عرض الأداء الأول في القمة الثقافية، حيث تمر النوتات الموسيقية بكل السكون الشبيه بعبور نسمة تقودها الطيور المهاجرة على جزيرة السعديات، يلتفت الجميع نحو أنفسهم تارة، ونحو مصدر الصوت تارة، كمن يبحث عن ذاته في ذرات المطر الطفيف على أوراق الزهر الربيعية، وينتظر نبوغ ما أو لحظة آخاذة تذكره بأن الحياة فرصة جبارة، يكفي أن تلحظ أثر الكمان بين أصابع العازفة إيلبورج كيمسينج، التي نسجت تيه الصحراء في قوة أن تتحمل ثقل صمته الأبدي، دون مقابل، هنا فقط يدرك الإنسان سقوط المعنى، في تلاشي لغة المحكي. يا تُرى، كم عقل توقف قليلاً عن التفكير، أمام تجليات حوار آلة الكمان وآلة البيانو؟ هل يمكن تخيل ذلك لوهلة، تختفي الفكرة ويحضر الذكاء الوجودي، النابع من المصدر الكوني الأسمى، والمذهل أن يتمادى البيانو ويحفز العقل على الرقص والتلاشي، بل وأن يتجرأ الكمان على قول الحقيقة في أن جّل ما يحدث هو فعل صلاواتنا الخالدة، وأن ما عداه هراء. إنها الموسيقى، تلحظها على وجوه إيلبورج كيمسينج وليليان سانشيز، تعيد خلق وجودهما مع كل حركة موسيقية، بالإمكان أن يشعر الحضور بذلك، لا صعوبة تذكر، انصاتهم التام، يكفل لهم ذلك، وأكثر من ذلك، بأن يجعلهم في الفعل الموسيقي نفسه، كم مرة كشف العازفان أنهم شعرا بموجة ارتجال بديعة وهما ينجزون النوتات في الحفل، خروجهما عن النص، ما هو إلا دخول ضمني يكشف الأيادي الخفية لأرواح الجمهور. إذاً هناك من يصنع الحكايا ويمررها عبرنا!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©