الطهاة الصغار يرسمون السكاكر خيوطاً من مرح

يتوزعون على الطاولات، يجلسون بثقة يلهون بالكريمة ويبدعون بتصميم أشكال فنية، لكن هذه المرة من السكاكر والبندق والشوكولاتة. انهم الطهاة الصغار الذين يحاولون بكل براءتهم أن يساهموا ولو بخجل في تحضير طبق من بصماتهم. هذه الفرصة الجديدة، فكرة ابتكرتها «أتولييه دي شيف»، مدرسة فنون مبتكرة للطهي في فندق «لو ميريديان» - دبي تقدم دروساً في اعداد الطعام، من بينها برامج خاصة بالأطفال. المشاركون الصغار تتراوح أعمارهم بين 7 و12 عاماً، يستعملون مختلف أدوات المطبخ ما عدا السكاكين والمواد الحادة. وهم يعدون أصناف الحلويات سهلة التحضير ولذيذة المذاق ليقدموها الى أفراد أسرهم وأصدقائهم. وعندما تكون دروس الطهي مقدمة الى هذه الفئة العمرية، فإنَّ الأجواء في الصفوف لا تخلو من الضحك والمرح الملطخ بالشوكولاتة حيناً وبرغوة الكريمة أحياناً. وبين هذا وذاك، فإن العمل اليدوي المبني على التجربة وإعادة الكرة مرة ومرتين وثلاث مرات، كفيل في انجاح المهمة بأكبر فائدة ممكنة. أكثر متعة ويذكر بابتيست أوبور، المدير المسؤول في «أتولييه دي شيف» أنَّ البرامج المقدمة للكبار، تختلف عن تلك المخصصة للصغار والتي ترتكز بالدرجة الأولى على التمارين المصحوبة بإشراف مباشر. «فتصويب الخطأ أولا بأول، يساعد الأطفال على الاستيعاب سريعاً. وهذه التقنية التي نتبعها تجعل الدروس أكثر متعة وأقل ضجراً. ومن هنا يهتم الشيف بتعليم الأطفال كيفية تحضير الأطباق التي تتناسب مع أعمارهم». وتقدم دروس «شيف المعجنات الصغير» كل يوم أربعاء وسبت بين الساعة 4:00 و5:30 عصراً، حيث يتعلم الأطفال المشاركون كيفية إعداد 3 أنواع من الحلويات مثل كعكة الشوكولاتة البيضاء والبندق المرصوص، ورقائق الشوكولاتة. وتبلغ كلفة الاشتراك 150 درهماً عن الحصة الواحدة، مقابل 100 درهم إضافية ليحصل المشترك على رعاية شخصية في المدرسة بناء على طلب الأهل. وفي حال أتم الطفل 10 دروس متتالية، يحصل على شهادة «الشيف الصغير» إشادة بإنجازه. أما الأهالي الذين يرغبون في متابعة أطفالهم أثناء العمل كطهاة، فبامكانهم الإطلاع عليهم من خلال جلوسهم في المقهى المطل على قاعة الدروس. دروس عائلية يستوعب الصف 10 أطفال في وقت واحد، كما يمكن الاستفادة من المدرسة في إقامة المناسبات كأعياد الميلاد. ومن الوصفات التي يعدها الأطفال في الحفلات الخاصة كعكة العيد وخيوط السكاكر، وحلويات الفاكهة المتنوعة وسواها. وكنوع من إشراك العائلة فرحة الإنجاز التي يشعر بها الطهاة الصغار، تقام أيام الجمعة من كل أسبوع دروس عائلية بدءا من الساعة 10:30 صباحاً. ويحضر هذه الحصص العملية الآباء وأطفالهم جنباً إلى جنب لإعداد وجبة طعام تتكون من 3 أصناف. ومن هذه الأطباق لحم الضأن مع البازلاء الخضراء، والفطر المحشو مع السمك الأحمر، والكستناء مع برش جبنة «الباراميزون»، وقطع الشوكولاتة السوداء. وتبلغ تكلفة هذه الدروس 350 درهماً للشخص الواحد. 12 فرعاً إلى جانب قسم الطهاة الصغار، تستقبل المدرسة من الاثنين حتى السبت من كل أسبوع، المهتمين من الكبار وفق اليوم والوقت الملائم لهم. وتقدم دروس الطهي 5 مرات يومياً، بتكلفة تتراوح بين 120 درهماً للدرس الذي يستغرق نصف ساعة، و350 درهماً للدرس الذي يستغرق ساعتين. وذلك لتعلم فن إعداد 3 أصناف من الطعام. وكانت «أتولييه دي شيف» قد افتتحت في مارس الماضي في فندق «لو ميريديان» - دبي لتقديم دروس لمحبي فن الطهي، والتنفيذيين الذين لا يجدون الوقت الكافي لتعلم هذا الفن، ويرغبون في تعلم أنواع محددة من الطعام. والمدرسة مزودة بأحدث أدوات الطهي، وأجهزة المطابخ. وهي تضم موظفين مؤهلين يحرصون على تقديم الوقت الكافي لكل مشارك في الدروس من أي فئة عمرية كان. من جهته ستيفن بلانك، مدير خدمات الطعام والشراب في الفندق يعتبر أن برامج تعليم الطهي أثمرت نتائج ممتازة على صعيد الأنشطة التي تجمع كل أفراد العائلة. «مما يشجعنا على تقديم كل الدعم للقائمين على المدرسة ولكل الرواد المهتمين بالأمر». وقد أسست مدرسة الطهي «أتولييه دي شيف» عام 2004، وهي تضم 12 فرعاً في فرنسا وبلجيكا والمملكة المتحدة. ويستفيد من برامجها 1500 شخص يومياً في دورات تستغرق من نصف ساعة إلى 3 ساعات، سواء للأفراد أو المؤسسات في كافة فروعها. وتخطط المدرسة لافتتاح 20 مقراً جديداً حول العالم لتقديم تجربة مميزة للمولعين بفنون الطهي.