الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مؤتمر الأزهر للسلام

6 مايو 2017 22:56
مؤتمر الأزهر العالمي للسلام الذي حضره بابا الفاتيكان، يمكن اعتباره خطوة جوهرية تنقل الحوار الإسلامي المسيحي لآفاق رحبة. حضور البابا، وهو أعلى منصب ديني في الكنيسة الكاثوليكية، التي ينتمي إليها غالبية مسيحيي الأرض، يؤكد على أن الأديان أداة لإحلال السلام بين البشر، وأن التعايش بينها هو الحل الوحيد لتحييد التطرف والسلامة من أدران الإرهاب ولوثة التشدد ونيران التعصب. شجاعة البابا تجسدت في إصراه على زيارة أرض الكنانة، خاصة أن يد الإرهاب الآثمة طالت الأقباط في كنيستين بالإسكندرية وطنطا.. وكأن هذه القامة الدينية الكبيرة تقول بأعلى صوت: لن نتراجع عن مبادئنا، والتهديدات لا تنال من عزيمتنا ورغبتنا القوية في الحوار والتعايش ونشر الإسلام وصيانة قيم التسامح بين البشر. صورة شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب وهو يعانق بابا الفاتيكان هي خير صفعة ل «داعش» وأخواتها من التنظيمات الظلامية، ك «القاعدة» ورأس الأفعى الإرهابية حركة «الإخوان» الضالة، فهذا التلاقي بين الاعتدال والوسطية ممثلة في شيخ الأزهر وبين الحبر الأعظم رأس الكنيسة الكاثوليكية يحمل معاني لا حصر لها، ويبث في النفوس بارقة أمل كبيرة مفادها أن السلام ينتصر ولغة المحبة تعلو وتسمو على كل أصوات الفتنة وهلوسات التطرف وغلواء التنطع. الأديان جاءت من السماء لخير البشر وإعمار الأرض، ولم تكن الأديان يوماً سبباً للتناحر، ولكم مدعو التدين كي يتربحوا به سياسياً وحزبياً لهم مصلحة كبيرة في الترويج للكراهية. ومرتدو عباءة الدين دون أن يدركوا حقيقته هم من يروجوا للفتنة، كي يحصدوا من ورائها استقطاباً وتعصباً ليس من ورائه شيء إلا الدمار والخراب. لم ينجح الإرهاب يوماً في تقييد قوى الخير أو عرقلة مساعي السلام، بل على العكس، يزيد من قوة إيمان دعاة المحبة والسلام.. ما الجهود التي يقوم بها شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان إلا خير دليل على أن الأديان بريئة من تهمة الإرهاب، وأن الأديان نفسها ضحية المتنطعين والمتطرفين ودعاة الكراهية، ليس الآن فحسب بل في العصور كافة. مراد شكري - دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©