الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«يوم الأم».. يوم إعلاء القيم الإنسانية والأخلاقية

«يوم الأم».. يوم إعلاء القيم الإنسانية والأخلاقية
20 مارس 2011 19:34
نحتفل في مثل هذا اليوم من كل عام بيوم الأم، وهو تاريخ سنوي يذكرنا بإعلاء قيمة “الأمومة” وأهمية تكريم الأمهات في خضم تراجع الكثير من القيم الإيجابية إن لم يكن تلاشيها وانحدارها!. وإن ظلت مقومات العلاقة الاجتماعية والأسرية التي نستمدها من قيمنا الأخلاقية الأصيلة الراسخة في مجتمعاتنا العربية في أوج ازدهارها ورقيها مقارنة بالمجتمعات الأخرى في الشرق والغرب. وإذا كنا نحتفل بيوم الأم، فلنجعله يوماً نكرم فيه هذه القيمة، وليصبح تاريخاً سنوياً للتذكير بأن تكون سائر الأيام أيام عرفان وتبجيل مطلق للأمومة، واعترافا مجتمعيا وانسانيا وأخلاقيا بعلو شأن الأم أعلى القمّة السامقة الجديرة بها، ولتصبح دائماً رمزاً للحب والعطاء والإيثار. مهما كان الاختلاف أو الاتفاق حول مظاهر وأساليب الاحتفاء بالأم في هذا اليوم، علينا أن نستخلص المعاني والأبعاد السيكولوجية والأخلاقية والإنسانية والاجتماعية والتربوية الكامنة من تكريم المجتمع بأسره للأم. إنّ قيمة “الأمومة” ليست قيمة ندركها ليوم واحد فقط في العام، ولن نفيها حقها الطبيعي كما ينبغي عبر احتفالات ومظاهر تكريم وبعض الكلمات. إنّما هي قضية العودة بالمرأة إلى مكانتها الكريمة العزيزة، وإلى موضعها الجليل المصان، ولا يتحقق ذلك دون تحويل كل يوم من كل عام من الأعوام إلى يومِ عملٍ قويم متواصل من أجل ربط كرامة المرأة وقيمتها الذاتية الكامنة في أنها امرأة. منزلة عالية يقول الداعية الإسلامي الدكتور أحمد الكبيسي: “إن الإسلام أنزل الأم منزلة عالية وأكرمها كل التكريم وبين السبب في ذلك حين قال: “حملته أمه وهناً على وهن” وحين قال: “حملته كرهاً ووضعته كرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً” وجاءت وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما لم نجده في أي دين أو أي مذهب أو أي أمة حتى إن رسول الله جعل الجنة تحت أقدامها أي أن الوصول إلى دخول الجنة هو التقرب والتودد والقيام بكل الحقوق من الأبناء للأمهات. والواقع أن المسلم لا يغفل لحظة عن الاحتفاء والاحتفال بأمه يستقبلها بوجه بشوش ويتخير الكلمة الحانية الطيبة وطريقة نطقه بها حتي لا يغضب أمه. قال الله تعالي: “فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا” فإذا كان الأمر كذلك فإنه لا مانع من أن نخصص يوماً أو أسبوعاً نقيم فيها الاحتفالات لتلقى فيه الكلمات ونقدم فيه الهدايا اعترافاً بقدر الأم وبياناً لمنزلتها وتكريماً لدورها في الحياة. فمن يرفضون هذا الأمر ويقولون إن الأعياد في الإسلام تتلخص في عيدي الفطر والأضحى لم يلتفتوا إلى أن العيدين فيهما ألوان من العبادات والطاعات لله عز وجل. أما هذا الذي يصنعه الناس من اختيار بعض المناسبات يسمونها أعياداً فإنهم لا يدعون انها من دين الله إلا أن تكون إحياءً لأخلاق الإسلام في البر والوفاء وصدق المحبة بين الناس وهذه مسألة ليس هناك مانع شرعي منها فلنحتفي ولنحتفل بأمهاتنا في كل وقت وكل حين ونخصص لهن يوماً في السنة أو بعض أيام لنعبر لهن عن تقديرنا وشكرنا كما قال الله تعالي: “أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير”. كلمة عظيمة توضح الخبيرة التربوية لطيفة سعيد، عضو مجلس الأمهات بمدرسة ابن سينا الابتدائية، وتقول: “الأم.. كلمة عظيمة وكبيرة، والكل يتبارى لإدخال السعادة والبهجة على الأم ولو بكلمة حب أو هدية رمزية تقديراً لها عن تفانيها وقضائها حياتها تعمل في كد وتعب وتفان وسهر من أجل سعادة من تحب. ومشاعر المحبة بين الأبناء والأم مشاعر متبادلة وعميقة متأصلة في داخلنا ووجداننا، والكل ينتظر هذا اليوم كي يعبر فيه بطريقته عن دفء المشاعر، واعتراف بالعرفان والتقدير. وهذا التقدير انما هو قيمة عليا في حد ذاته، ومن شأنه أن يوطد أواصر العلاقة المتينة بين الأم وأبنائها، وأظن أن الأم لا تحتاج من أبنائها سوى هذا العرفان، لأنها لم تضحي ولم تفني عمرها انتظاراً لأجر أو مقابل، لأنها خلقت لتعطي، فلنجعل من يوم الأم يوماً للعرفان والتقدير ورداً للجميل”. قيم معنوية تشير الأخصائية الاجتماعية موزة المنصوري، إلى القيم المعنوية للاحتفال بيوم الأم، وتقول: “إن القيمة الحقيقية تتمثل في ترسيخ قيمة ومكانة ودور الأم، وهذا لن يكون ولا يقاس بالأشياء المحسوسة أو الأمور المادية، فنحن نعيش زمنا ماديا تكثر فيه صور الجحود والنكران والهجران والعقوق، وتهب علينا قيم غريبة فاسدة، وتضيف المنصوري: “علينا أن نستحضر الأبعاد السيكولوجية والأخلاقية والإنسانية والاجتماعية والتربوية الكامنة من تكريم أبناء المجتمع بأسره للأم، فإن ذلك من شأنه أن يرسي جوانب نفسية واجتماعية إيجابية عديدة. وعلينا أن نتصور انعكاسات هذا التقدير على حالة الأم في كل أسرة، ومن ثم انعكاسات رضاها وبهجتها على زوجها وأبنائها وكل من حولها. فالإنسان دائماً يحتاج بغريزته وفطرته إلى التقدير الاجتماعي والإنساني في المجتمع الذي يعيش فيه، وهذا التقدير سينعكس بالضرورة على عمله وأدائه وإنتاجه وإسهاماته بكل تأكيد”. أما بشير سيد عزام “معلم”، فيرى أن الاحتفال بيوم الأم تقليد إيجابي لتكريم كل أم، وكل امرأة، بل اعتراف احتفالي محبب بدور الأمهات، ومن منا لا يدرك أو ينكر هذا الدور. وقد اختلف مع كل من يرى أن الأم ليست في حاجة إلى تكريم، إن كانت لا تنتظر بحق أن يرد لها الأبناء ثمناً لعطائها، فإنها تستحق دائماً أن تنعم بالتكريم الذي تستحقه، وهذا اليوم أراه استحضارا لكل القيم النبيلة من عرفان وتقدير وامتنان. فمكانة الأم في كل الأديان مكانة مقدسة لا ترقى إليها مكانة تناظرها. ودور الأم في بناء الأسرة وتربية وإعداد الناشئة إنما هو دور حيوي وأساسي، ولا أتصور أن نجد كيانات أسرية تمثل دعائم للمجتمعات الإنسانية دون أم. فإذا كان هناك يوم للمعلم، أو يوم للبيئة، أو يوم للطفل أو غير ذلك، فمن الأجدر أن يكون يوم الأم يوماً مختلفاً يتناسب ودورها في الحياة”. وعلينا دائما أن نتذكر أن جميع الديانات السماوية كرمت الأم، إعلاء القيم يذهب الداعية الإسلامي مصطفى عبد السلام إلى أن اتخاذ أيام معينة لتذكير الناس بقيم معينة تعكس وتخدم أخلاقياتهم وسلوكياتهم الإيجابية لا حرج فيه شرعاً، لكن المنهي عنه فقط هو اتخاذ طقوس معينة نتقرب بها إلى الله عز وجل لم يشرعها المولى سبحانة وتعالى. ومن المعلوم أن الأعياد في الإسلام كعيد الفطر وعيد الأضحى ترتبط بإقامة صلاة وخطبة وزكاة وأضحية وغير ذلك من أنواع القربات فهذا لا يكون إلا بإذن شرعي. أما ما عدا ذلك فتسميته عيداً لا بأس فيه ولا حرج منه. ولنتذكر يهودياً سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال له: هناك آية عندكم في كتاب ربكم لو علينا نزلت معشر اليهود لاتخذنا يوم نزولها عيداً فقال له عمر: أي آيه؟ قال: “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا” فقال عمر: والله إني لأعلم أين نزلت ومني نزلت؟ لقد نزلت يوم عرفة وكان يوم جمعة وكلاهما بحمد الله عيد فعمر رضي الله عنه سمي يوم عرفة يوم عيد وسمي يوم الجمعة يوم عيد فهذه تسمية لغوية لا شيء فيها بمعنى عود السرور وإدخال البهجة على النفوس. ومن ثم ما يتخذه الناس من أعياد كعيد ميلاد الطفل أو عيد الزواج أو عيد الأم أو أي أعياد فيها انتصارات أو أحداث مفرحة ومبهجة وسارة يمكن أن تدخل في إطار قوله تعالي: “وذكرهم بأيام الله” فهذه نعم تستوجب الشكر. وشكر الله عز وجل دائم وموصول ولا حرج في تخصيصه بيوم معين. لكن المأخوذ على ما نسميه بعيد الأم أو عيد الأسرة هو ارتباطه بأيام ومواقف بعيدة عن أسلافنا ونستوردها من الخارج وتمثل مواقف باهتة”. تراب الجنة بأدب جم احتج طالب نابه بالصف الثاني الابتدائي في إحدى المدارس على معلم اللغة العربية الذي أخذ يوزع أوراق امتحان بعد تصحيحها، وسأله: “لو سمحت يا أستاذ.. إن درجتي 8 من 10 وأنت لم تشر بعلامة خطأ أمام أي إجابة.. فلماذا نقصت درجتين”. فرد عليه الأستاذ: “إن درجتك في “التعبير” أنقصت منك درجتين. فقال الطالب: “إنني أريد الدرجة كلها أي 10 من 10 وكان الطالب مصرا على أن يأخذ الدرجة كاملة، وأخذ يجادل الأستاذ، ولم يود الأستاذ بأن لا يحرج تلميذه باعتباره أحد الطلاب المتميزين في الفصل، وقال له: “ليس هناك من يستحق الدرجة كاملة في موضوعات التعبير.. لكن إذا أحضرت “تراب الجنة” فلك الدرجة كاملة ـ من باب تحدي الطالب وعدم أخذ الدرجة كاملة في مادة “التعبير”. .. ظل التلميذ يفكر فيما قاله أستاذه، وفي اليوم الثاني أتى الطالب بكيس مملوء بالتراب وقدمه لمعلمه. فقال المعلم: “ما هذا؟” فرد عليه: “هذا تراب الجنة كما طلبت يا أستاذ”! فقال له: “كيف ومن أين أحضرته؟” فرد عليه: جعلت أمي تمشي على التراب، ومن ثم جمعته في هذا الكيس، وأنت كما أخبرتنا أن الجنة تحت أقدام الأمهات. فهذا تراب الجنة! فاندهش الأستاذ من فطنته وذكائه، ومنحه الدرجة النهائية. ما سر حرف «الميم»؟ الطفل العربي قديما كان ينادي أمه (يا أمي)، والطفل المصري ينادي أمه (ماما)، والطفل اليمني ينادي أمه (وا أماه)، والطفل الروسي ينادي أمه (ماتي)، والطفل اليوناني ينادي أمه (ماتا)، والطفل الهولندي ينادي أمه (ماتكا)، والطفل الانجليزي ينادي أمه (ماذر)، والطفل النمساوي ينادي أمه (مونزك)، والطفل الفرنسي ينادي أمه (مامان)، والطفل الايراني ينادي أمه (موت)، والطفل البلجيكي ينادي أمه (مام)، والطفل الألماني ينادي أمه (موتر) والطفل الهندي ينادي أمه (مّمي)، والطفل التركي ينادي أمه (نينا)، أما الطفل الياباني فينادي أمه (ها ها). .. تتقارب التسميات وان اختلفت اللغات، لكن يلاحظ أنها تدور في معظمها حول حرف (الميم)، فيما عدا اللغة التركية واليابانية. وقد فسر علماء اللغة ذلك بأن حرف (الميم) يعد من أسهل الحروف نطقا لدى الطفل الرضيع، وهو من أول الكلمات التي يستطيع أن يتعلمها أو ينطقها. وهو من حروف “الشفاة”، التي تنطق بضم الشفتين، ولا يحتاج جهدا في النطق كما هو الحال في الأحرف “الحلقية” مثلاً التي تخرج من الحلق، أو الأحرف “اللسانية” التي تحتاج مهارة في استخدام اللسان، أو الحروف “الهوائية” التي تحتاج التحكم في الصوت والأنف وغير ذلك.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©