الأرجنتيني ساند: وجدت قلبي وعقلي في نادي العين

بعد مفاوضات استمرت عدة أسابيع، نجحت إدارة العين في التعاقد مع النجم الأرجنتيني خوسيه ساند، وانضم اللاعب إلى معسكر الزعيم في مرحلته الثانية والأخيرة بإسبانيا، بعد أن تم تقديمه اللاعب إلى وسائل الإعلام. وأظهر ساند مردوداً طيباً وقدم لمحات فنية رائعة في تدريبات الفريق الأول لكرة القدم بنادي العين، وكذلك المباريات الودية، ليكشف عن إمكانياته الكبيرة. وأجرى الموقع الرسمي لنادي العين حواراً مع ساند، تطرق إلى العديد من الجوانب والقضايا الهامة التي لم يكشفها في المؤتمر الصحفي، منها تطلعاته مع الزعيم في الموسم المقبل. وفي البداية أكد ساند أنه اتخذ القرار السليم بتوقيعه في كشوفات العين عن قناعة تامة، بعد أن لمس احترافية إدارة النادي، خلال مرحلة المفاوضات، وأوضح أن إدارة العين منحته الخيار والوقت أثناء المفاوضات لاتخاذ قراره النهائي الذي يتناسب معه، مشيراً إلى أنه أيقن أن عرض العين يعد الأفضل والأكثر جدية، وشعر بأنه يتعامل مع أشخاص يتمتعون بالثقة في النفس، ولديهم الرغبة في ضمه كلاعب، رغم العروض الأخرى التي تقدمت بها أندية أخرى للتعاقد، إلا أنه وجد قلبه وعقله مع الزعيم. وأضاف: من اللحظة التي أبدى فيها العين رغبته في التعاقد معه وضمه إلى صفوفه، بدأ في جمع البيانات والمعلومات عن هذا الفريق الذي يسعى إلى الاستفادة من خدماته، والتعرف عليه بشكل أوسع. ليس هذا فحسب بل بدأ أيضاً في البحث عن معلومات عن مدينة العين على اعتبار أنها ستكون مقر إقامته، وسأل كثيراً عن الأجواء والطبيعة والمناخ، وغيرها من التفاصيل التي كان يريد معرفتها، وأثناء رحلة بحثه «المعلوماتية»، وجد مساعدة كبيرة من إدارة النادي، بعيداً عن أجواء الضغوط، واستعان بأصدقائه الذين هم على معرفة جيدة بالنادي، حتى أصبح راغباً في التوقيع والانضمام إلى الزعيم، خصوصاً أن العرض الذي قدمه له كان الأفضل من بين كافة العروض الأخرى. وقال ساند إنه كان على علم بأن العين يضم التشيلي خورخي فالديفيا، ويقوده المدرب الألماني المعروف وينفريد شايفر، وبعد أن حصل على المعلومات التي أكدت له أنه سوف ينضم إلى نادٍ كبير وصاحب بطولات وتاريخ عريض، لم يتردد في التوقيع له، وفي اعتقاده يرى أنه اتخذ القرار الصحيح ويتمنى أن يحصل معه على كل البطولات. صعوبة بسبب اللغة وبسؤاله عن فريق العين بعد أن أمضى بضعة أيام في معسكره خلال المرحلة الثانية بإسبانبا وبعد أن عاش عن قرب مع لاعبيه وجهازه الفني والإداري وخاض معه بعض المباريات التجريبية، قال خوسيه ساند إن العين يحتشد بلاعبين يتميزون بالإمكانات البدنية والقدرات الفنية العالية ويقدم كرة متجانسة، بالرغم من عدم التعاقد مع اثنين من المحترفين الأجانب، فضلاً عن غياب لاعبي منتخب الشباب المشاركين حالياً في برنامج إعداده وتجهيزه لكأس العالم. وقال: ما أعجبه صراحة في العين أنه وجد أن الجميع يعملون على قلب رجل واحد، ويقاتلون في الملعب بصورة رائعة وينشدون الفوز، وهذا ما تمناه حقاً، ويتمناه أي لاعب لفريقه، ويرى الأمور في النادي جيدة، وإن كان يشعر بصعوبة في التفاهم مع زملائه اللاعبين وإدارة الفريق بسبب عامل اللغة والتي يظنها من أهم وسائل التواصل، إلا أن الإدارة فطنت لهذا الأمر، وأعدّت له معلماً، سوف يبدأ معه دروس اللغة الإنجليزية فور وصوله إلى الإمارات، دون أن يطلب منهم الأمر الذي أشعره بأن النادي يسعى إلى تهيئة المناخ الملائم لتحقيق الطموحات وترسيخ مفهوم الأسرة والفريق الواحد. وأضاف أنه يعتقد أن اللغة، هي الشيء الوحيد الذي يعاني منه في تواصله مع أعضاء البعثة، إلا أنه يجد الحل لدى مانو بولكينج مساعد المدرب، وفالديفيا، ويشعر بأن أساس التعامل هنا يسير وفقاً لقوانين العائلة الواحدة، حيث يسعى كل فرد لمعرفة أحوال الآخر، والمدرب يتحدث إلى الجميع، ويجتمع بهم يومياً، وأحياناً يحرص على الجلوس معهم في غرفهم لتقديم النصح والإرشاد، وكل الظروف تؤكد أنه كلاعب لن يجد صعوبة في التأقلم مع الفريق بسرعة، خصوصاً أنه حالياً بدأ يتأقلم مع البعض منهم مثل سيف محمد وسالم عبدالله وفوزي فايز وعلي الوهيبي والعديد غيرهم. كما أن عنصر الاجتهاد موجود بين اللاعبين في عملية التفاهم والتعاون، بجانب أنه يتطلع إلى الإحاطة بالعادات والتقاليد الإماراتية والتي قرأ عنها في الانترنت، فالشعب هناك محافظ على تقاليده، ومتمسك بعاداته الحميدة، والمتمثلة في حسن التعامل مع الآخرين والكرم والشجاعة، وفي اعتقاده أن أي شخص يتمنى الانصهار مع أشخاص يتمتعون بهذه الصفات، ولمس هذا الشيء من خلال تعامله مع زملائه في الفريق وحرصهم على تعليمه اللغة العربية وأًصبح بالفعل يعرف بعض مفرداتها. التفكير في لانوس وفي توضيحه عن السبب الرئيسي لرفض جماهير ناديه لانوس الانتقال إلى صفوف العين قال خوسيه إنه من الطبيعي جداً أن يحدث هذا الأمر فهو يحبهم، ويدرك جيداً أنهم يبادلونه نفس المشاعر والحب، فقد كان هدافاً لفريقه موسمين على التوالي وحصل معه لأول مرة في تاريخ النادي على بطولة الدوري الأرجنتيني، فتعلق بهم وتعلقوا به، ووفق في أن يكون لاعباً محبوباً من الجماهير العاشقة للنادي لأنه بذل جهداً كبيراً من أجل شعار النادي، وحصل في المقابل على تقدير بالغ. لكنه أراد أن يخوض تجربة احترافية جديدة ويعمل على توسيع جماهيريته في الشرق الأوسط، وبقدر سعادته بالانضمام إلى العين، إلا أنه يفكر في جماهير فريقه السابق، وما وصل إليه من مكانة ومجد وحب عميق سكن في قلوب الجماهير الأرجنتينية فترة طويلة، ويود أن يحقق كل هذا مع فريقه الجديد، ويعتقد أن جماهيره في الأرجنتين يدعون له بالتوفيق كما يفعل دوماً تجاههم، ويجب أن تدرك الجماهير أن مصير الأندية الكبيرة لا يتعلق بلاعب واحد لأنها لعبة جماعية وكما نجح مع فريقي السابق «لانوس»، سيأتي غيره ويكمل المسيرة. ومضى خوسيه ساند في حديثه لـ«موقع العين الرسمي» مشيراً إلى أنه يعرف جيداً أن مهمته لن تكون سهلة في المنافسات التي تشهدها كرة الإمارات في الموسم المقبل، خصوصاً أنه يتطلع إلى مواصلة المردود الجيد الذي أظهره مع «لانوس» في الدوري الأرجنتيني، ولكنه في الوقت نفسه يرى أنها لن تكون صعبة بالنظر إلى تربعه على لائحة الهدافين في الدوري الأرجنتيني لموسمين على التوالي ويملك الخبرة الدولية في المواجهات القارية، ويرى أن الأمر يحتاج فقط إلى اهتمامه والتزامه ومضاعفة جهوده باستمرار ويعرف تماماً كيف يظهر في حالة جيدة ومقنعة مع فريقه الجديد، كما أنه انضم إلى العين ولديه العديد من الأهداف التي يسعى جاهداً إلى تحقيقها، وعلى رأسها متابعة مشواره الكروي بنجاح والمحافظة على تألقه وتسجيل الأهداف في مرمى المنافسين. نصيحة الساحر وحول المعلومات المتوفرة لديه عن الكرة العربية والدوري الإماراتي قال ساند إنه لا يعرف شيئاً عن الكرة العربية، ولم يسبق له متابعة الدوري الإماراتي، ولكنه بعد أن وصل إلى مقر البعثة في إسبانيا أخذ زميله خورخي فالديفيا يحدثه عن الدوري المحلي بالإمارات، وشكل المنافسة الشرسة بين الفرق، ووصفه بالمحظوظ بعد أن دخل دوري الإمارات عبر بوابة العين. وأضاف أن «فالدي» امتدح له معايير نادي العين الاحترافية الممتازة التي يتعاطى بها مع اللاعبين ونصحه بالهدوء خلال مباريات الدوري والمسابقات المحلية الأخرى، كون أن ردة فعل اللاعبين في أميركا اللاتينية تبدو دائماً في أعلى درجاتها في حالتي الفوز أو الخسارة، وتأتي بتلقائية ودون قصد، كما حذره من الانفعال والاستجابة للاستفزاز من بعض لاعبي الفرق المنافسة خلال المباريات، لأن هذا الشيء يؤثر على معدل تركيز أي لاعب وينعكس سلباً على أدائه، وأسدى له نصائح ممتازة ومتعددة، كان سعيداً بها، لأنها من لاعب مرموق، شارك في المنافسات المحلية لموسم كامل وقال ساند: إنه من خلال حديث فالديفيا كون فكرة جيدة عن الدوري الإماراتي وسوف تتضح الصورة بشكل أكبر عندما يعيش الواقع بنفسه، بالطبع يعرف فالديفيا، ولكن فقط كنجم كروي محبوب، فشهرة «الساحر» تسبقه إلى أي مكان خصوصاً في أميركا الجنوبية، وهو لا يعرف «فالدي» شخصياً، ولكنه على معرفه بقيمته ونجوميته الكروية من خلال تجربته في نادي بالميراس البرازيلي والمنتخب التشيلي، فهو يتابع كافة الدوريات في أميركا اللاتينية. وفيما إذا كان احترافه في العين يؤثر على انضمامه لصفوف منتخب بلاده الأرجنتين قال ساند: إنه نجح خلال الموسمين الماضيين في انتزاع لقب هداف الدوري الأرجنتيني، والإعلام الذي يهتم بتغطية تحضيرات ومباريات المنتخب الأرجنتيني يهتم أيضاً بتغطية الدوري المحلي هناك، فكان كلاعب خياراً مهماً للمدرب دييجو مارادونا في المرحلة الماضية، وعندما قرر الانتقال إلى العيناوي، استشار مجموعة من النقاد والخبراء الرياضيين ورأى ما يناسبه ثم قرر بعدها الرحيل للعب مع العين. وقال ساند: إنه إذا احتاج مارادونا إلى خدماته فلن يتردد في ضمه إلى المنتخب، وهو كلاعب حريص على البقاء في القائمة الدولية للتانجو، الأمر الذي يفرض عليه مضاعفة جهوده وزيادة عطائه وتطوير مستواه، لكي يكون في قمة قائمة الهدافين بالإمارات، خصوصاً أن خط وسط العين يضم لاعباً يعد من بين أفضل صانعي الألعاب بالعالم، ولهذا يتمنى أن يتابع مارادونا مباريات العين بالدوري الإماراتي للوقوف على جاهزيته للمنتخب، حيث أنه مازال أحد لاعبي المنتخب الأرجنتين حتى الآن، ويعتقد أن مارادونا يستطيع تحقيق أفضل النتائج مع المنتخب الأرجنتيني ولكن يتعين عليه الوصول إلى الطريقة المثالية التي تقوده إلى بلوغ هدفه. طموح ورغبة كبيرة وعن الوعود التي يمكنه أن يؤكدها لجماهير العين في أول موسم له مع الفريق أكد أنه ليس من اللاعبين الذين يفضلون إطلاق الوعود ولكنه التزم إلى إدارة النادي والطاقم الفني وزملائه اللاعبين بعد انضمامه إلى المعسكر بأن يبذل كل الجهود الممكنة التي تساعد الفريق في بلوغ غاياته، وتحقيق طموحاته على المستويين المحلي والقاري، وشخصياً يعرف جيداً أن جماهير العين تنتظر من «ساند» الكثير، الأمر الذي لا يمكن أن يأتي بالكلام، فهم يودون رؤية «بي بي» الذي يقاتل من أجل فوز الفريق وتحقيق البطولات. ومن جانبه سوف يعمل بكل تأكيد على أن يكون من أفضل المهاجمين الذين يستقدمهم النادي، لأنه يطمح إلى ذلك، ورغبته كبيرة في الدخول إلى قلوب الجماهير التي تعتبر أحد أهم العوامل التي تسهم في تألق اللاعبين وتساعدهم في المباريات على تحقيق الفوز والحصول على البطولات المحلية والقارية، لأنه هنا من أجل تحقيق هذا الحلم الذي يراود جميع محبي وعشاق العين. وتحدث محترف العين الجديد عن علاقته مع وسائل الإعلام المختلفة مشيراً إلى أنه بطبيعته يحب الهدوء ويحاول دائماً الابتعاد عن الأضواء قدر المستطاع، وعلاقته جيدة مع كل وسائل الإعلام بصورة عامة، ويتمنى أن يمتد هذا التواصل مع الإعلام الإماراتي أيضاً، ولكنه لن ينسى المؤتمر الصحفي الذي قدمته خلاله إدارة العين بمدينة فالنسيا لأجهزة الإعلام العالمية والصحف الأرجنتينية والإسبانية والإماراتية، حيث أنه شعر وقتها بأن اختياره كان صحيحاً، وأدرك حقاً أنه التحق بنادٍ مرموق، وهو مايشكل دافعاً قوياً بالنسبة له لكي يكون على قدر الثقة التي أولته إياها إدارة النادي والجهاز الفني والجماهير العيناوية.