الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أحمد خليل: الهدفان الأغلى في حياتي

أحمد خليل: الهدفان الأغلى في حياتي
16 مارس 2012
أعاد “فهد الإمارات الأسمر” اكتشاف نفسه، وسجل هدفين في توقيتين قاتلين أعادا الأمل إلى “الأبيض الأولمبي” في التأهل لأولمبياد “لندن 2012”، وخلال 5 دقائق فقط، حول أحمد خليل مهاجم المنتخب الأولمبي الإحباط إلى أمل وفرحة، عندما أحرز الهدفين اللذين ساهما في إرباك أصحاب الأرض، وانتهاء المواجهة لمصلحة منتخبنا بثلاثية مستحقة، وذلك بعد أن ضاع الأمل بفعل التأخر بهدفين حتى الدقيقة 51 التي شهدت هدفه الأول في مرمى أوزبكستان، قبل أن يعود بعدها بأربع دقائق ويسجل هدف التعادل، وبالتالي فتح باب الأمل. ويروي أحمد خليل أحد أبطال مباراة التأهل، قصة الدقائق الخمس، حيث قال: لقد كانت تلك الدقائق الخمس الأكثر غرابة في حياتي، لأنها شهدت مروري بالعديد من التجارب النفسية المختلفة، وتذكرت في مخيلتي كل مشوار هذا الجيل من اللاعبين منذ منتخب الناشئين، حتى بلوغ هذه المباراة، وبرغم ما سيطر عليّ من خوف ورعب، إلا أنها كانت مشوبة بالسعادة والفرحة الكبيرة، والثقة في النفس أيضاً. وأضاف: الهدفان اللذان أحرزتهما في مرمى أوزبكستان، هما الأغلى بالنسبة لي في مسيرتي حتى الآن، وعلى الرغم من ذلك، كانت أيضاً هي الأكثر خوفاً ورعباً، من منطلق الخوف على مصير المنتخب. وقال: لم أحتفل بالهدفين، ولم أشعر بهما خلال المباراة، حتى بعد أن أطلق الحكم صافرة النهاية، حيث بقيت في حالة أشبه بالصدمة، وذلك من “هول الفرحة” بتحقيق حلم طال انتظاره، وكان يداعبنا جميعاً منذ العام 2009، ولكني بدأت في استعادة الهدوء والتركيز في طريق العودة إلى المطار ومنه إلى دبي مرة أخرى، حيث شعرت بأهمية ما حققناه وأنا في الطائرة“ وأضاف خليل “لقد تعبت كثيراً، وتعرضت لضغوط ضخمة وصعبة في الوقت نفسه، ولكني لم أفقد الأمل ولو ثانية واحدة، على الرغم من كل ما مررت به من ظروف ومطبات، وذلك بفعل الدعم النفسي الدائم الذي أجده من كل من حولي، خاصة أسرتي، وتحديداً فيصل خليل الذي أعتبره المثل الأعلى في الملعب، وكذلك شقيقي الأكبر فؤاد خليل، ووالدتي وأشقائي، فدعم أسرتي كان له أكبر الأثر في مواصلتي لمشواري، برغم ما أمر به من ظروف، وتعليمات فيصل وفؤاد وراء تألقي، حيث كان الجميع يشجعني على تقديم كل مجهودي مع المنتخب، والمساهمة في إسعاد الجماهير الإماراتية بالتأهل. وأشار أحمد خليل إلى أنه وجد الدعم والمساندة الكبيرة أيضاً من إدارة الأهلي، ومهدي علي مدرب المنتخب الذي بات قريباً جداً مني، وجميع اللاعبين، وهو من بث فينا الروح في وقت صعب خلال المباراة، وأحيا الأمل مرة أخرى. وأكد خليل أنه كان حريصاً خلال فترة المعسكر التحضيري على التواصل مع أسرته، حتى يسمع دعواتها، وكشف أنه كان لديه ثقة في أنه سوف يسجل في الشوط الثاني، خاصة بعدما كان المنتخب قد قدم مستوى جيداً للغاية خلال الشوط الأول، ولكنه تأخر بهدف فيه توفيق كبير لأصحاب الأرض، وقال “تعلمت أنه لا يوجد كلمة مستحيل في كرة القدم مهما كانت قوة المنافس أو موقفه في المباراة” وأضاف أهم شيء هو الفوز، وليس أهدافي الشخصية، لأن حلم شعب الإمارات تحقق، وإدخال الفرحة على شعب الإمارات لا تقدر بثمن، وأوضح أنه وعد الجماهير والجهاز الفني بأنه سوف يسجل في مرمى أوزبكستان وأوفى بوعده، وقال “لقد عانيت من إصابة خلال شهر كامل قبل الانضمام للمنتخب الأولمبي في المعسكر، والجميع فوجئ كيف أشارك في المباراة وأنا عائد للتو من الإصابة”. وقال أحمد خليل: أعترف بأنني لم أكن في كامل مستواي خلال المباراة، ولكن ذلك كان بسبب الإصابة التي غيبتني لفترة طويلة، وعلى الرغم من ذلك أسعدت الجماهير، وكذلك النجاح في تسجيل هدفين، وهذا هو المهم. وأضاف: أهدي إنجاز التأهل إلى شعب الإمارات وأيضاً لروح والدي، وذياب عوانة، الذي غاب عنا فقط بالجسد، وسوف يظل معنا بروحه، خاصة أننا تعاهدنا على أن نحقق إنجازاً كان يحلم به معنا”. معاناة كبيرة وفيما يتعلق بالمعاناة التي يتحدث عنها مع الأولمبي قال “نعم بالفعل مررت بمحطات وجدت فيها معاناة بلا شك، وذلك بسبب كثرة مشاركاتي مع منتخبات عدة في وقت سابق، فكنت ألعب في الأولمبي ثم الشباب ونهاية بالمنتخب الأول في الشهر نفسه، بخلاف مشاركتي مع الأهلي في الوقت الفاصل بين تلك التنقلات، وهي كلها محطات أصابتني بنوع من افتقاد التركيز، وبالتالي قل مستواي بعض الشيء، ولكني لم أعرف اليأس، بل استمرت عزيمتي وارتفعت معنوياتي كثيراً، بدعم وتوجيه من حولي”. وأضاف “الفترة الأخيرة بات التركيز أعلى مع المنتخب الأولمبي، وعلى الرغم من ضياع أمل التأهل في بداية مشوار التصفيات، إلا أن عودة الأمل بنقاط مباراتي العراق، جعلت الجميع يتخلى عن أي شيء ويفكر فقط في إنجاز التأهل، لقد كافأنا الله على مسيرة صعبة وطويلة لهذا الجيل من اللاعبين، حيث بدأنا معاً منذ منتخب الناشئين، واجتهدنا كثيراً والتزمنا خارج وداخل الملعب من أجل تحقيق هذا الإنجاز ولم نيأس” طموح لا ينتهي وأشار خليل إلى أن إنجاز التأهل لن يكون الأخير لهذا الجيل من اللاعبين، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة سوف تتطلب منهم الكثير، خاصة أن شعب الإمارات سوف ينتظر منهم الكثيرة بعد مرحلة الأولمبياد، وقال “طموحي كبير ولا يقف عند سقف معين، وتفكيري حالياً ينصب على استعادة كامل مستواي ولياقتي، من أجل أفضل ظهور في أولمبياد لندن الصيف المقبل، والسعي للتأهل للأدوار النهائي، وليس التمثيل المشرف فقط، والعالم يجب أن يرى منتخب الإمارات وما يقدمه من كرة قدم”. وأضاف “أما المرحلة الثانية التي أحلم بها، وسوف أسعى مع زملائي لتحقيقها، هي المنافسة على لقب بطولة الخليج المقبلة في البحرين، ومن ثم التفكير في التأهل لنهائيات كأس آسيا 2015 والمنافسة أيضاً على التأهل للأدوار النهائية، وأخيراً الحلم الأكبر بالتأهل لمونديال 2018 في روسيا”، والفوز على أوزبكستان في أجواء الصقيع والثلج، جعلني أتخيل أجواء اللعب في روسيا عندما نتأهل للمونديال 2018”. وطالب خليل من زملاءه اللاعبين بالبدء في التفكير فيما هو قادم، بعد انتهاء الاحتفالات بالإنجاز الذي حققوه وقال “المشوار صعب، ولا يزال أمامنا الكثير لنقدمه للدولة، كما أننا أصبحنا فريق عمل متكامل والإنجازات لا تتحقق إلا بالعمل الجماعي”. الفتى الذهبي لم يعرف أحمد خليل الفتى الذهبي للإمارات والنادي الأهلي، سوى تحقيق الإنجازات منذ نعومة أظافره بصفوف المنتخبات بالمراحل السنية أو بين صفوف فريقه “الأحمر” بالدوري المحلي، حيث حقق ما لم يسبقه إليه لاعب إماراتي من إنجازات، ليقف “الفهد الأسمر” كحالة إماراتية خالصة عقب إنجاز التأهل لأولمبياد “لندن 2012”، فقد ساهم في فوز منتخب الناشئين بلقب كأس الخليج في 2006 وكان هداف البطولة برصيد 5 أهداف. وفي العام نفسه انضم للفريق الأول بالأهلي، وفي الموسم التالي مع “الفرسان”، وفاز بأول بطولة له مع الفريق، هي بطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة، وكان الهداف أيضاً وله 4 أهداف. وفي 2008، فاز مع الأهلي بلقب كأس السوبر وأول دوري محترفين 2008–2009، أما مع منتخب الإمارات فقد فاز بكأس آسيا للشباب تحت 19 سنة في عام 2008، وهو العام الأكثر إشراقاً للفهد الأسمر، الذي اختير فيه أفضل لاعب في البطولة، كما فاز أيضاً بلقب الهداف برصيد 4 أهداف، قبل أن يتوج في أواخر العام بلقب أفضل لاعب شاب في آسيا، وفي عام 2009 اختير من صحيفتي الأهرام والحدث، كأفضل لاعب عربي صاعد. وفي عام 2009، قاد أحمد خليل منتخب الإمارات تحت 20 سنة إلى ربع النهائي في كأس العالم للشباب التي استضافتها مصر، كما سجل هدفين في البطولة، واختير للمرة الثانية على التوالي من الأهرام أفضل لاعب عربي صاعد، ولقب الوصيف لجائزة أفضل لاعب آسيوي شاب. وفي 2010، واصل أحمد خليل أداءه الرائع، بقيادة المنتخب الأولمبي بالفوز بكأس الخليج للمنتخبات الأولمبية 2010 بتسجيله لخمسة أهداف في البطولة، والفوز بلقب الهداف، وللمرة الأولى في تاريخ الكرة الإماراتية نال الميدالية الفضية في دورة الألعاب الآسيوية، وسجل ثلاثة أهداف فيها، كما أختير كأفضل رياضي صاعد من جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي. وعن هذه المسيرة وتلك النتائج قال “الحمد لله، وأنا أقوم بما يجب علي فعله ولا أفكر إلا في ضرورة المساهمة في الفوز مع زملائي اللاعبين، وتحقيق نتيجة تسعد الشعب الإماراتي”. أما عن طموحه الشخصي الجديد بعد سلسلة من الإنجازات غير المسبوقة للاعب إماراتي في مثل عمره قال “حصدت على العديد من الألقاب الشخصية والوطنية مع المنتخبات السنية المختلفة، ولكن أحبها إلى قلبي لقب كأس آسيا للشباب، وأفضل لاعب شاب في آسيا، وأتمنى تكرار لقب الأفضل في آسيا مع المنتخب الوطني الأول”. الاحتراف يأتي وقته ولا أغير من الكمالي دبي (الاتحاد) -نفى أحمد خليل مهاجم المنتخب الأولمبي والأهلي أن يكون احتراف زميله حمدان الكمالي بفرنسا قد أصابه بالغيرة على مستقبله، ودفعه لإعادة التفكير في قراره السابق بعدم الاحتراف إلا بعد نهاية عقده مع الأهلي الممتد لثلاثة مواسم قادمة، وأشار إلى أن الاحتراف سيأتي له في وقته المحدد، وهو لا يتعجل هذه الخطوة، وقال “سبق وصرحت بأني لن أفكر في هذه الخطوة قبل تحقيق إنجازات محلية وإقليمية مع الأهلي أولًا، وبعدها أبدأ في التفكير بالمرحلة الجديدة والمتعلقة بالاحتراف الخارجي”. وأضاف “لكن لا يعني ذلك رفضي للفكرة لو أتيحت قبل هذه الفترة ووافقت عليها إدارة الأهلي”. وشدد خليل على قوة العلاقة بين جميع لاعبي الأولمبي وقال إن نجاح الكمالي في أوروبا نجاح لنا جميعاً لأنه سوف يفتح الباب أمام غيره من اللاعبين، لذلك كلنا نتمنى له التوفيق في هذه الخطوة لأنه يحمل مسؤولية هذا الجيل من اللاعبين”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©