الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطيور المهاجرة في الخليج تحتاج إلى برامج حماية من الانقراض

الطيور المهاجرة في الخليج تحتاج إلى برامج حماية من الانقراض
20 مارس 2011 19:47
خلال مشاركته في الندوة العلمية الخاصة بالمناطق البرية والاستدامة، التقينا الدكتور محمد يسلم شبراق رئيس قسم الأحياء بكلية العلوم بجامعة الطائف في المملكة العربية السعودية وعضو مجلس إدارة المنظمة العالمية لحماية الطيور، ومستشار غير متفرغ بالهيئة السعودية للحياة الفطرية، والذي شارك بورقة عمل عن دور حماية البيئات المختلفة للحفاظ على التنوع الأحيائي، في التنمية الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية المستدامة في الجزيرة العربية. تدهور بيئي ويقول الدكتور محمد يسلم، الذي نال درجة الدكتوراه من جامعة جلاسكو عام 1997م، وكانت أطروحته حول طائر نسر الأذون المتكاثر بمحمية محازة الصيد، إن المناطق الجافة وشبه الجافة في شبه الجزيرة العربية، ذات تنوع في بيئاتها الجبلية والرملية والسهلية، بالإضافة للبيئات البحرية المختلفة ما جعلها تتميز بتنوع أحيائي كبير. ويضيف: ربما هذا التباين يرجع إلى وقوعها بين ثلاثة نطاقات بيوجغرافية، وكذلك وقوعها في مسارات الهجرة للطيور بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، ولأنها ذات مناطق تتميز بالدفء عند مناطقها البحرية، ما يجعلها مهمة لتكاثر العديد من الأسماك والسلاحف البحرية، بالإضافة لتنوع الشعاب المرجانية. وذكر أنه على الرغم من هذا التنوع في البيئات والأنواع والجهود المبذولة لحمايتها، لايزال هناك تدهور في بعض البيئات والأنواع، وتحتاج إلى مزيد من العمل لتلعب دورها في منظومة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية المستدامة، حيث يرجع هذا التدهور إلى النشاطات البشرية المتزايدة، التي لا تراعي المحافظة على البيئة والموارد الطبيعية. متابعة الطيور وتكمن أهمية الدراسات الخاصة بالطيور المهاجرة في أن الدراسات لا تزال قليلة جداً عن الطيور بالمملكة، وربما يرجع ذلك لقلة عدد المتخصصين بالمملكة في هذا المجال، أما عن أهمية دراسة الطيور، يوضح يسلم أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق كائناً حياً أو حتى جماداً إلا لحكمة، وهي أن يلعب دوراً معيناً وفي وقت معين، ولتوضيح ذلك نجد أن طائر عقاب السهول الذي يعشش في صحارى كازاخستان، يتغذى على نوع من القوارض وعندما يأتي إلى المملكة أو أي دولة خليجية، فهو يتغذى بشكل كبير على الحيوانات النافقة، وعندما يصل إلى أفريقيا يدخل في مكوناته الغذائية النمل الأبيض. هذا التغير في الغذاء مهم لعمل التوازن وعلى أية حال فالكثير من العلماء يعتبرون الطيور مؤشراً لمعرفة أية تغيرات بالبيئة، لذا فإن كثيراً من الدول والاتفاقيات الدولية تشير إلى أهمية قيام الدول بمتابعة الطيور خاصة المهاجرة منها، ودراسة الطيور المهاجرة يمكن أن تعطي مؤشراً عن التغيرات التي تحدث بالبيئة. برامج لحماية الطيور وأشارت دراسة إلى أن زيادة رقعة انتشار الحمام المطوق ترجع إلى التغير المناخي الحاصل، حيث بدأت تصل لمناطق لم تكن معروفة من قبل بسبب ارتفاع درجة الحرارة، كما أن الدخان الناتج من حرق آبار النفط بالكويت خلال حرب الخليج، أدى إلى زيادة عدد البيض الفاقس للطيور البحرية، بسبب حماية البيض من درجة الحرارة العالية. وكذلك فإن للطيور المهاجرة مهمة كمصدر اقتصادي للدول، حيث تدخل في برامج الكثير من الدول من خلال البرامج السياحية، ويصل دخل بعض الدول الأفريقية من هذه السياحة إلى مليارات الدولارات، بالإضافة لكل ذلك فمتابعة الطيور المهاجرة يمكن أن تحمي الإنسان من الأمراض، حيث أن بعض الطيور يمكن أن يكون ناقلاً لعدد من الأمراض التي تؤثر على الإنسان. وتحدث يسلم عن المنظمة العالمية لحماية الطيور، فقال إنها منظمة تهتم بحماية الطيور في العالم، ولها أعضاء بمختلف دول العالم من خلال جمعيات وجهات مهتمة بحماية الطيور وموائلها، وفي المملكة تعد الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية ممثلة لهذه المنظمة، وتلعب هذه المنظمة دوراً كبيراً في تحديد وضع الطيور وأنواع الطيور المهددة بالانقراض، كما تقوم بالدراسات اللازمة وإعداد البرامج التي تهدف إلى حماية الطيور في العالم. ويلعب مجلس إدارة المنظمة دوراً في تحريك التوجهات وتحديد الاستراتيجيات المتعلقة بحماية الطيور بالعالم، عن طريق تحديد الأولويات والبرامج والبحث عن مصادر للتمويل لتطبيق هذه البرامج، وبالنسبة لدور الدكتور محمد فهو يمثل منطقة الشرق الأوسط بهذا المجلس. طيور مهددة بالانقراض وبالنسبة للملكة، فيقول د. يسلم إن عدد الطيور المهددة بالانقراض والتي وصلت للمرحلة الحرجة من الخطورة، تتمثل في ثلاثة طيور هي أبو منجل الأقرع والزقزاق الاجتماعي والكروان أسطواني المنقار، وكلها طيور مهاجرة للمملكة والأول سجل خلال الهجرة بمناطق على امتداد سهل تهامة، أما الأخير فلم يسجل بالمملكة منذ أكثر من 25 سنة تقريباً. وأما الطيور التي تواجه الخطر فقد وصلت إلى أربعة طيور منها الصقر الحر والرخمة المصرية، بالإضافة لنوع من البط يعرف بالبط ذي الرأس الأبيض والذي سجل في المملكة بالبحيرة بمنطقة دومة الجندل عام 1983م، أما الرخمة المصرية والصقر الحر فقد وضعا في هذا المستوى، بسبب التناقص الحاد في أعدادهما. وهناك الأنواع المعرضة للخطر والتي وصلت لحوالي 13 نوعاً ومن أهمها طيور الحبارى والغاق السقطري أو اللوهة، ونسر الأذون، أما الطيور القريبة من مرحلة التهديد فعددها يصل إلى 34 نوعاً من أهمها الطيور المتوطنة والتي لا توجد إلا في مناطق غابات العرعر بجنوب غرب المملكة، وقد وصلت لهذه المرحلة بسبب تأثر بيئتها سواء من جراء التوسع العمراني أو التغير المناخي والصيد الجائر.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©