الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مطلوب فولورز

9 ابريل 2018 22:09
مذيع يشجع متابعيه على التمرد ويسخر من العادات والتقاليد ويدَّعي التطور والانفتاح، وآخر يفتخر بمخالفته للسُنّة ولا يعلم أنه يخالف الدين، فلا تزعج نفسك معه وقل له «لكم دينكم ولي دين»، وإعلامي يخبر متسابقاً بوفاة والده على الهواء دون مراعاة للمشاعر من أجل حصد مشاهدين أكثر لقناته، وممثل مع زوجته يقدمان لنا كل يوم فاصلاً من قلة الحياء مدعوماً بإعلانات، وشاب يتقدم لخطوبة مقدمة حفل حي على طريقة الغرب مع فاصل من التصفيق والمقصد زيادة «الفولورز». هذا طبعاً غير مجموعة من المتقاعدين المفروض أنهم زبدة الحياة وخبرة السنين للأجيال القادمة، ولكنهم للأسف يقدمون لنا خبرتهم في قلة الأدب وقلة الحياء في أسفارهم وجلساتهم، وإذا ربي كتب وتوفي واحد منهم «كيف تدعو له» وقلة أدبه لا تزال منتشرة وتحصد آثام المشاهدين. وشباب يتبارون في صناعة المقالب في آبائهم وأمهاتهم ليثيروا الضحك ويجذبوا متابعين أكثر، ولكنهم لا يعلمون أنهم «يعقون أهلهم» ويتسببون في تشويه المجتمع بخلقهم «سنناً سيئة» عن والديهم، وهناك أطفال ومراهقون يتابعونهم ويقلدونهم، فأين ذهبوا عن (... وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا...). ومجموعة فتيات يفاخرن «بهدايا الخرفان» وحفلات هنا وقلة أدب هناك، ومجموعة من أشباه الرجال يقدمون لنا نصائح في كيفية التحول والتغير من جنس إلى آخر، وهناك مجموعة من قوم «ليتكم ساكتين» بمحاولاتهم الانتصار لأهداف الوطن والدفاع عنه والرد على من يحاولون النيل من سمعته وهم مشكورون على ذلك، ولكن أسلوبهم ساذج وضعيف ويثير الضحك والشفقة (عليهم وليس لهم)، وهذا طبعاً غير من يشاهرون بسياراتهم وملابسهم وسفراتهم برعاية قروض البنوك التي تطاردهم، وبسبب «السوشيال ميديا» ضاعت الشهامة و«هبة الريح»، فحينما تشاهد حادثاً ومصابين لا تتصل على الشرطة أو الإسعاف، ولكنك تتوقف للتصوير، ليكون لك قصب السبق من «قلب الحدث»، وخدامة تريد تنتحر لا يتم إنقاذها ولكن نصورها ونضحك عليها، وأطفال يلعبون في أماكن خطرة لا نحذرهم ولكن نصورهم لننتقد تربية أهلهم، وعامل بسيط في الشمس لا نساعده ولكن ننتقد الشركة التي وظفته «وإذا جتنا الرحمة وساعدناه بكم درهم» صورناه وذلينا أهله، فما الذي حصل لمجتمعاتنا التي أصبح جنون السوشيال ميديا وأضواؤها يسحرهم، فإذا كان لديك 50 أو مليون متابع لن يفيدوك في دفع فاتورة السوبر ماركت ولا أقساط السيارة ولن تتجاوز طابور المعاملات في المؤسسات لأن العالم الافتراضي عالم مغشوش وليس كالعالم الواقعي، فهناك من تفيدك متابعته بمعلومة وطنية أو طبية أو علمية لتزيد حصيلتك الإنسانية في السير في دروب الحياة، ولكن أمثال أولئك الباحثين عن زيادة المتابعين إنتاجهم مثل أكلات الوجبات السريعة تسرق من جيبك وتضر صحتك وتزيد من أمراضك، ويعاودك الجوع بعد فترة بسيطة، ولا يستفيد من كل ذلك إلا بعض شركات الاتصالات للسحب من رصيد بياناتك.. وفهمكم كفاية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©