أعمال التنقيب تكشف أن «ندود» كانت مدينة رئيسة في جلفار التاريخية

كشفت أعمال تنقيب اختتمت مؤخراً أن منطقة “ندود” كانت من المدن الرئيسة في جلفار التاريخية تبلغ مساحتها 1,5 كيلومتر، حيث كانت تضم بيوتاً تحوي غرفاً كبيرة ومسجداً وطريقاً يربط البحر يعود تاريخها إلى القرنين 17و18 قبل الميلاد. وأظهرت أعمال التنقيب أن ندود تعاملت تجارياً مع حضارات الصين وشمال أفريقيا وغيرها من الحضارات السابقة، بحسب أحمد هلال خبير الآثار في دائرة الآثار والمتاحف بحكومة رأس الخيمة. وأكد هلال لـ”الاتحاد” أن أعمال التنقيب الأثرية كشفت أن مدينة جلفار التاريخية المطلة على ساحل الخليج العربي التي يعود تاريخها لـ 5 آلاف عام خلت عاصرت كثيراً من الحضارات القديمة من خلال موقعها الاستراتيجي والتجاري كما أن ميناءها كان من أكبر موانئ المنطقة ومجهزاً لاستقبال السفن التجارية العملاقة في تلك الحقبة الزمنية، كما أن أهلها كانوا يعيشون رغد الحياة. وكانت المدينة محاطة بسور ممتد على 7 كيلومترات من قصر الزباء وحتى النخيل، كما كان السور محمياً بخنادق عمق كل منها 2,5 متر وعرضه 3 أمتار، موزعة على مسافة 300 متر على امتداد السور الذي قام أهل المنطقة في بنائه لحماية المدينة وسكانها من النساء والأطفال والمسنين وقت خروج الرجال للعمل في التجارة البحرية أو صيد السمك أو الغوص في أعماق الخليج للبحث عن اللؤلؤ. وقال هلال إنه بتوجيهات من سمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي ولي عهد ونائب حاكم رأس الخيمة قامت فرق التنقيب التابعة لجامعة أكسفورد في أميركا وبريطانيا وإسبانيا بالتعاون مع جامعة جوتنجن الألمانية في التنقيب عن آثار منطقة ندود - جلفار التاريخية، لافتاً إلى أن الفرق اكتشفت في منطقة الندود أنها أكبر من مدينة المطاف التي تم الكشف عنها سابقاً حيث ضمت الندود بيوتاً مبنية من الحجر والطين. وأشار إلى أن التنقيب في منطقة ندود - جلفار بدأ في أواخر الستينيات لتحديد موقع جلفار القديم والوصول إلى النصب التاريخية فيها، حيث إن جلفار عاصرت كثيراً من الحضارات القديمة من خلال موقعها الاستراتيجي والتجاري. وأوضح أن أعمال التنقيب التي استمرت من مطلع فبراير وامتدت حتى مايو الحالي كشفت عن أن مناطق شمل والفحلين ومدينة رأس الخيمة كانت من المدن القديمة في جلفار حيث تم العثور على 3 مساجد يسع كل منها ما بين 50 و100 مصل، إضافة إلى العثور على قلاع وحصون للدفاع عن المدينة.