الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خطباء الجمعة: التعاون يعزز تماسك المجتمع وينشر قيم المحبة والتكافل

خطباء الجمعة: التعاون يعزز تماسك المجتمع وينشر قيم المحبة والتكافل
8 مايو 2010 00:37
دعا خطباء الجمعة في مساجد الدولة أمس أفراد المجتمع إلى التمسك بقيمة التعاون، مشيرين إلى أهميته البالغة في تماسك المجتمع وقوته ونشر المحبة فيه، وتحقيق التكافل بين أفراده، لقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”. ولفت الخطباء إلى أنّ الله سبحانه قد خلق الإنسان مدنيا بطبعه، لا تستقيم حياته، ولا يدوم بقاؤه إلا بمعاونة غيره له، فقد سخر الله عز وجل الناس بعضهم لبعض في الغذاء والكساء والتصنيع والحماية، فلا يستطيع أحد أن يستقل بنفسه، لذلك لا بد من التعاون بين الناس لقيام المجتمعات وبناء الحضارات، وتقدم الشعوب ورفعتها وازدهارها، ولا يمكن أن يعيش الفرد بدون معونة الآخرين، ولا يحيا حياة آمنة مطمئنة بدون تعاون مع غيره وذلك أسوة بنبي الله إبراهيم عليه السلام القدوة الحسنة حينما أمره ربه ببناء البيت قال: يا إسماعيل إن الله أمرني بأمر.. قال: فاصنع ما أمرك ربك. قال: وتعينني؟ قال: وأعينك. قال: فإن الله أمرني أن أبني ها هنا بيتا... فعند ذلك رفعا القواعد من البيت وهما يقولان: (ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم). وأشار أئمة المساجد إلى أنّ الحاجة إلى التعاون في الأسرة والبيت تتجلّى بين أفراد الأسرة جميعا من الزوجين والأولاد، وكل فرد فيها مطالب بأن يساعد الآخر في واجبه، وأن يسهم في تكوين الأسرة وبنائها واستقرارها وسعادتها، فالزوج والزوجة يتعاونان على تأسيس هذه الأسرة على التفاهم والمودة والرحمة، بأن يعرف كل منهما واجبه تجاه أسرته، لأن مسؤوليتهما مشتركة، اقتداء بسنّة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في تحقيقه مبدأ التعاون مع أهله، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصف نعله، ويخيط ثوبه، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته. كما أكّد الخطباء على أنّ التعاون مطلوب من كل فرد من أفراد هذا المجتمع، كل في مجال عمله واختصاصه، فالعلماء يتعاونون على غرس القيم الإيمانية والأخلاقية، ونشر منهج الوسطية والاعتدال، وبيان أحكام الدين بيسر وسماحة، والأطباء يتعاونون على علاج المرضى، وتحقيق الأمن الصحي لمجتمعهم، وجميع أفراد المجتمع يتعاونون في المحافظة على أمن هذا الوطن واستقراره وصيانة ممتلكاته ومقدراته، ونظافة بيئته وشوارعه وأمن طرقه الذي لا يتحقق إلا بتعاون الجميع من سائقين ومشاة بالتزامهم قواعد السير والمرور. كما أنّ نجاح الموظف والعامل في عمله يتوقف على مدى تعاونه مع زملائه، فهو معهم يشكل فريق عمل واحد، فالتعاون في الوظيفة والعمل يحقق المحبة والتآلف بين الموظفين، ويختصر زمن الإنجاز، ويزيد في الإنتاج، وبذلك نكون مساهمين في المحافظة على تقدمه ورقيه وتطوره وازدهاره، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يد الله مع الجماعة». كما دعا الإسلام أفراد المجتمع الواحد أن يتعاونوا فيما بينهم في جميع أمورهم وأحوالهم، لذلك أقرّت الشريعة الزكاة ورغبت في الصدقة والوقف بكل أنواعه وجميع أبوابه، وحثّ على الإحسان للجيران ومعاونتهم، وعيادة المرضى والوقوف بجانبهم، ومساعدة المحتاجين وإدخال السرور على قلوبهم. وأكّد الخطباء أنّ التعاون هو سبيل النجاح وإدراك الغايات السامية والأهداف النبيلة، ففي ميدان التعليم يجب أن تتضافر جميع الجهود لتحقيق الأهداف المرجوة من التعليم، فالآباء والأمهات بالمراقبة والمتابعة، والمدرسون والمدرسات بأداء الأمانة والطلاب بالجد والاجتهاد، والمفكرون بتقديم أبحاث لتطوير التعليم، والإعلاميون ببث النشاط وتقوية العزيمة في نفوس أبناء المجتمع، ورجال الأعمال بدعم العلم والأبحاث العلمية عن طريق الوقف والمساهمة في تطوير المؤسسات التعليمية، ورعاية المبدعين والمتفوقين، وبذلك يستحق الجميع ثواب الدلالة على الخير، امتثالاً لقوله عليه الصلاة والسلام «من دل على خير فله مثل أجر فاعله».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©