دعا عبد الله بن عقيدة المهيري الأمين العام لصندوق الزكاة أثرياء الدولة إلى تأدية الزكاة المفروضة عليهم، فضلاً عن الإكثار من الصدقات، مشيراً إلى أن الوعاء الزكوي للأثرياء من سكان الدولة يقدر بمليارات الدراهم.
وكشف ابن عقيدة المهيري عن وجود فجوة بين المتحصل من الزكاة وبين عدد المقتدرين على دفعها في الدولة، مبيناً أن الزكاة المفروضة على أثرياء الدولة ستقضي على الفقر داخل الدولة.
وقال إن الزكاة دين لا يسقط عن كل من بلغ ماله حد النصاب الشرعي وعليه أن يسارع بتقديمها ليشعر بالسعادة التي يمنحها له الله في الدنيا والآخرة.
وأشار أمين عام صندوق الزكاة إلى عدم وجود قواعد بيانات كاملة حول الأشخاص الذين تجب عليهم الزكاة على مستوى الدولة، لكنّ الصندوق يملك قاعدة بيانات يوفرها الأفراد والمؤسسات الذين قدموا زكواتهم للصندوق في فترات سابقة، لافتاً إلى أن التواصل معهم يكون عن طريق الخطّة التشغيلية التي ينتهجها الصندوق، من خلال التقارير الربع سنوية والتقرير النهائي آخر كل عام، بحيث يرسلها لهم الصندوق ليوضح لهم مصير أموال الزكاة والمصارف التي ينفق فيها الصندوق تلك الأموال وذلك من مبدأ الشفافية التي يتقيد بها الصندوق.
وبعد مضي خمس سنوات على إنشاء صندوق الزكاة، قال المهيري إن الصندوق أسهم في ارتقاء الخدمات والمشاريع الخيرية إلى جانب ارتفاع المخصصات الشهرية للمستحقين التي تصل إلى 6 آلاف درهم شهرياً “حتى نصل بالمحتاج إلى مرحلة الاستغناء وهي حكمة الزكاة العظيمة”.
وقال المهيري إنّ التنسيق مع باقي الجمعيات والمؤسسات الخيرية والاجتماعية الأخرى مستمر، وقد حظيت الإمارات بالعديد منها والتي أسهمت في زيادة رقعة مظلة العمل الخيري على جميع أنحاء الدولة، مما أسهم في رفع المعاناة عن العديد من العائلات المواطنة والوافدة على حد سواء، والتنسيق معها يسير بشكل طبيعي ومهني ومتواصل دائماً.
مرجعية زكوية
وقال الأمين العام لصندوق الزكاة إنّه على الرغم من السنوات القليلة من عمر صندوق الزكاة، إلا أنّه بات مرجعية زكوية ليس على المستوى المحلي فقط بل على المستوى الدولي، فصندوق الزكاة يستقبل زيارات عديدة من هيئات ومؤسسات زكوية من مختلف دول العالم التي سبقتنا في تقديم خدماتها بسنوات عديدة، تحضر للاستفادة من الخبرات التي اكتسبناها وطورناها وتخطينا أفكارها بأفكارنا العصرية والإلكترونية.
مشروع «اقرأ»
ولفت المهيري إلى أنّ مشروع “اقرأ” من المشاريع الجديدة التي أطلقها الصندوق العام 2010، وهو مشروع المنح الجامعية ويهدف إلى مساعدة طلاب العلم المتفوقين الذين لا يستطيعون استكمال دراستهم الجامعية بسبب ظروفهم المادية، “حيث نقدم لهم منحاً لاستكمال دراستهم ضمن لائحة منظمة لتلك المنحة أهمها مواصلة مسيرة التفوق خلال سنوات الدراسة وإلا تلغى هذه المنحة، إضافة إلى عدة مشاريع أخرى نعكف على دراستها حالياً وسنعلن عنها قريباً”.
مليونان و600 ألف درهم زكوات خارجية
وقال المهيري إنّه نظراً لثقة المزكين خارج الدولة في سياسة الحكومة الرشيدة والوسطية المتبعة في صندوق الزكاة، كما يثق كل من على أرض دولة الإمارات في صندوق الزكاة ومصارفه، فقد بلغ حجم الزكوات من خارج الدولة نحو مليونين و600 ألف درهم، حيث بلغ عدد الدول التي زكى أفرادها عبر الموقع الالكتروني للصندوق 33 دولة، منها المملكة المتحدة وأميركا وكندا ومصر وفلسطين وبولندا وسنغافورة وألمانيا ومالي والهند واليابان ومنغوليا وهايتي وهونج كونج وغيرها من الدول العربية والأوروبية.
إيصال الزكاة إلى المستحقين
وقال المهيري إنّ إيصال الزكوات للفئات المستحقة يتم من خلال لجنة الصرف التي يرأسها الأمين العام للصندوق وتتشكل من شخصيات ثقات من داخل الصندوق وخارجه، والتي تتخذ قرارات الصرف طبقاً لتقرير الباحثين الذين يجرون بحوث مكتبية وميدانية على كل حالة للتأكد من استحقاقها.
دفع الزكاة عن طريق الصراف الآلي
قال أمين عام الصندوق إنّ الصندوق وزع مؤخراً أجهزة تقنية في المجمعات التجارية تعمل على احتساب وتحصيل الزكاة، وذلك في إطار دور الريادة الذي انتهجه صندوق الزكاة، وإدراك الأساليب العصرية التي تسهم في تيسير أداء فريضة الزكاة، وهي خدمة دفع الزكاة عن طريق جهاز الصراف الآلي، التي تعد الأحدث في العالم في مجال تحصيل الزكاة.
وتبرز هذه الخدمة سعي الصندوق الحثيث ليكون الصندوق المؤسسة الرائدة في الدولة التي تطلق خدمات وحلولاً مبتكرة جديدة تتميز بمفرداتها وتلبيتها لكل المتطلبات، كما أنها تعد إضافة مميزة إلى باقة الخدمات الالكترونية التي يقدمها الصندوق، والتي تمتاز بالتجديد والتطور المستمر.
وأضاف المهيري أنّ تجاوب الأفراد مع هذه الخدمة إيجابي لدرجة كبيرة، خصوصاً أن الخدمة ماتزال جديدة، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن إطلاق تلك الخدمة لم يتجاوز عدة أشهر إلا أن أحد الأجهزة استطاع جمع نحو 400 ألف درهم، قدمها 730 مزكياً، منهم 703 بشكل نقدي، و27 مزكياً من خلال البطاقات الائتمانية.
ولفت إلى توفير صندوق الزكاة أكثر من وسيلة للزكاة، سواء الكترونية أو شخصية عبر زيارة الصندوق، والاجتماع إلى طاقم الاستقبال وعضو من اللجنة الشرعية للإجابة على أي سؤال أو استفسار، وكذلك المحاسب المختص في حساب وتحصيل الزكاة من المزكي.
مشاركة لا مغالبة
ولفت المهيري إلى وجود تعاون مع الهيئات الاتحادية والمحلية في الدولة للتيسير على المزكين، خصوصاً في مجال زكاة الفطر، لافتاً إلى كثيراً من أهل الخير يفضلون التوجه إلى صندوق الزكاة “ثقة في مصارف الصندوق الشرعية”.
وبين أن الصندوق يعمل كهيئة حكومية اتحادية مع الجهات الخيرية الأخرى بمبدأ مشاركة لا مغالبة، مشيراً إلى توقيع مذكرات تفاهم مشترك مع العديد من تلك الجهات للتعاون فيما بينها، بغرض الوصول إلى كل مستحق موجود على أرض دولة الإمارات، ومنع ازدواجية الصرف من خلال تبادل المعلومات الخاصة بالمستحقين، لتوسعة مظلة العمل الخيري وتقديم الزكاة لمستحقيها فقط، وهو التنافس المحمود من أجل تقديم أفضل الممارسات في مجال التحصيل والصرف لأموال الزكاة.
عدد اليوم
