الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

السندباد على بساط الروس في مهب الطاحونة

السندباد على بساط الروس في مهب الطاحونة
20 يونيو 2008 02:45
لقد كتب أن تكون رحلات سندباد الكرة، المدرب الهولندي جوس هيدينك اطول من مدتها المتوقعة، مغالطا من راهن على قصر اقامته في البطولات الكبيرة، ومؤكدا انه جالب النصر اينما حل· للمرة الاولى منذ تفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991 قاد هيدينك منتخب روسيا الى المراحل الاقصائية في احدى البطولات الكبيرة، على حساب السويد التي كبلها قبل ان يسقطها بالضربة القاضية في ختام الدور الاول ليقابل هولندا في ربع النهائي· ستكون المواجهة مع هولندا في ربع النهائي مناسبة خاصة وعاطفية لهيدينك عندما يواجه ابناء جلدته بمدافع روسية اثبتت ان التعثر الاول امام اسبانيا لم يكن سوى دعسة ناقصة صححها هيدينك بتعديلات جذرية على خط دفاعه والزج في المباراة الاخيرة بساحر الهجوم اندريه ارشافين الذي روع دفاع السويد بعدما كان الروس على شفير الخروج من الدور الاول· يقول هيدينك (61 عاما) ان لقاء روسيا وهولندا يوم الاحد المقبل في مدينة بال السويسرية هو ''موعد مميز لي''، خصوصا وانه قاد بلاده الى نصف نهائي مونديال 1998 في فرنسا ووقتذاك خرج الهولنديون برأس مرفوعة من ركلات ترجيحية قاتلة امام برازيل ''رونالدو''· يبدو هيدينك واثقا من نفسه الى اقصى الحدود، وتصريحه بعد الفوز على السويد يدل على ذلك: ''اعرف اللاعبين جيدا (الهولنديون)، وأعرف المدرب (فان باستن) وكثرا من معاونيه الذين عملت معهم سابقا، نحن نلعب كرة جميلة، مثلهم، لذا سيكون اللقاء حماسيا''· وبموازاة علاقة الربط بين هولندا وهيدينك، ينتظر الروس هذه اللحظة منذ عشرين عاما عندما اسقطهم البرتقاليون في نهائي 1988 بتسديدة خرافية من المدرب الحالي ماركو فان باستن، لذا ستكون معركة ثأرية بامتياز يقود الجيش الروسي فيها ضابط هولندي يعرف من اين ''يقشر البرتقاليين''· عندما استضافت كوريا الجنوبية مونديال 2002 بالاشتراك مع اليابان، كان مجرد تخيل وصول ''محاربي التايجوك'' الى الدور نصف النهائي بمثابة ضرب من الجنون، لكن هيدينك حول طرقات العاصمة سيول الى موجات جماهيرية جارفة، ودخل كتب الارقام القياسية عندما اوصل كوريا الجنوبية المعروفة بلاعبيها ''الانطوائيين'' الى المركز الرابع وهي افضل نتيجة لمنتخب اسيوي في تاريخ البطولة العالمية· حزم ''جوس'' حقائبه وطار من كوريا الجنوبية الى اوقيانيا عبر محطة نادي ''القلب'' ايندهوفن الذي احرز معه لقبا غاليا عام 1988 في كأس اوروبا للاندية البطلة (دوري الابطال حاليا)· مع استراليا لعب ''لعبته'' مجددا وعزف على اوتار لاعبيه النفسية، فالجزيرة القارة لم تخرج من المونديال الالماني الا بضربة جزاء مشكوك بصحتها باقدام الايطاليين ابطال العالم· الترياق المناسب يقع المدربون في حيرة من امرهم في اختيار اللاعبين المناسين للمباراة الاخيرة الحاسمة في الدور الاول، لكن لمسات المدربين الكبار تبقى راسخة لوقت بعيد، فما فعله هيدينك باشراك ارشافين الموقوف لمباراتين والبعيد عن ''كيمياء'' الفريق كان ضربة معلم، نظرا لما فعله الطفل الاشقر ''الشرير'' في دفاعات السويد خصوصا عندما قضى عليهم بهدفه الثاني مطلع الشوط الثاني· وجد هيدينك الترياق المناسب للسويديين عندما اعتبر انهم ''يحبون مواجهة فريق يلعب بمهاجمين كي يرتاح وسطهم الدفاعي وينطلق بالمرتدات، لكنهم ينزعجون لوجود لاعب بين دفاعهم ووسطهم وهو ما فعله ارشافين في المباراة· من الصعب ان تحصى، اكان مع الاندية التي دربها او المنتخبات، وكان اخرها واضخمها منتخب انجلترا في التصفيات، لكن المحطة المقبلة لن تكون عادية، فهل يعلم الهولنديون ومدربهم فان باستن كيف سيقود السندباد بساط الروس، ام ان ريح هيدينك ستهب من حيث لا تدري الطاحونة؟
المصدر: انسبروك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©