السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الانتخابات الأفغانية رهان صعب لأوباما

17 أغسطس 2009 01:51
تأتي الانتخابات الأفغانية المرتقبة الخميس المقبل في فترة محورية بالنسبة لادارة الرئيس الاميركي باراك أوباما الذي يضخ القوات والعتاد في مهمة تزداد طموحا ومرشحة للاستمرار طويلا في وجه تمرد شرس. وفي الواقع يعتبر اجراء الاقتراع في أفغانستان اختبارا هاما بالنسبة للقوات المسلحة الأميركية والدولية التابعة للحلف الأطلسي والتي وضعت في حالة تعبئة لتوفير اجواء تسمح للأفغان بالتصويت بحرية وأمان، فيما تثير أعمال العنف المخاوف من نسبة امتناع كثيفة وانتخابات تفتقر للمصداقية. لكن اضافة إلى هذا الاستحقاق الانتخابي، سيحكم في الأشهر المقبلة على الالتزام الأميركي في افغانستان الذي لم يكف عن التوسع منذ وصول باراك اوباما الى البيت الابيض فيما لم يكن الوضع على الصعيد الامني بهذه الخطورة منذ بدء الحرب في اواخر العام 2001. ويشير انتوني كوردسمان الخبير المعروف في شؤون الامن القومي في مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية الى ان حركة «طالبان» كانت تسيطر على 160 إقليماً افغانياً من اصل 364 أواخر 2008، مقابل 30 في 2003. الى ذلك ازدادت هجمات المتمردين بنسبة 60% بين اكتوبر 2008 وابريل 2009. وشهر يوليو كان الأكثر عنفا ودموية بالنسبة للقوات الأميركية منذ بدء الحرب مع سقوط 44 قتيلاً. وقد أمر الرئيس الأميركي الذي جعل الجبهة الأفغانية في رأس أولويات ولايته في الوقت الحاضر بنشر 21 الف جندي اضافي، ما سيرفع عديد القوات الى 68 الفاً بحلول نهاية العام. والهدف الذي أعلنته الادارة الاميركية أساسا هو «زعزعة وتفكيك وهزم القاعدة في باكستان وافغانستان ومنع عودتها». لكن أمام تدهور الوضع يبدو أوباما الآن اكثر ميلا للسعي الى وضع الامة الافغانية على قدميها بمساعدة وسائل تم اختبارها في العراق، والتي تتمثل في حماية السكان أولا بدلا من مطاردة المتمردين وتشكيل قوات أمنية وطنية كبيرة وتشجيع التنمية الاقتصادية والسياسية للبلاد. ولخص تقرير للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي هذا الأسبوع الوضع بالقول «ان الادارة زادت الرهان بتحويلها الحرب الافغانية من تدخل محدود الى استراتيجية لمكافحة التمرد اكثر طموحا وتنطوي على مجازفة». وللقيام بالمهمة قد يطالب قائد القوات الاميركية في افغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال قريبا واشنطن بتعزيزات من الاف الجنود. لكن هذه الاهداف الطموحة الجديدة قد تكلف باهظا وتؤدي الى استمرار الوجود العسكري لمدة طويلة في افغانستان برأي خبراء وايضا مسؤولين سياسيين. وفي أكتوبر سيدخل النزاع الذي يكلف الولايات المتحدة اربعة مليارات دولار في الشهر، في عامه التاسع، اي اطول حرب في التاريخ الأميركي منذ فيتنام. واقر وزير الدفاع روبرت جيتس الخميس الماضي ان مدة المهمة العسكرية الاميركية في افغانستان تبقى «صعبة التوقع». لكنه يبدو انه مدرك لضرورة دعم الرأي العام في هذه الحرب التي بدأت تثير انتقادات حتى داخل فريق الرئيس الديمقراطي نفسه، واعتبر ان القوات ينبغي بالضرورة ان «تظهر تقدما خلال العام المقبل» في هذا البلد «حفار قبور الامبراطوريات» حيث لم يتمكن المحتل البريطاني وكذلك السوفياتي من فرض سيطرته. واسر في حديث في يوليو ان القوات التي واجهت ست سنوات من الحرب في العراق باتت «متعبة. والشعب الاميركي ايضا».
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©