الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«بيئة أبوظبي» تقود الجهود الدولية لإعادة توطين «المها الأفريقي» في تشاد

«بيئة أبوظبي» تقود الجهود الدولية لإعادة توطين «المها الأفريقي» في تشاد
18 يونيو 2016 00:29
هالة الخياط (أبوظبي) تقود هيئة البيئة في أبوظبي الجهود المحلية والدولية لإعادة توطين المها الأفريقي ونقل تصنيفه من فئة الحيوانات المهددة بالانقراض إلى الحيوانات الأقل تهديداً، ضمن مشروع يعتبر الأول من نوعه في العالم من حيث الحجم والنوع لإعادة توطين قطيع من المها الأفريقي (أبو حراب) في بيئتها الطبيعية في جمهورية تشاد. وتستعد هيئة البيئة في أكتوبر المقبل لإطلاق أول قطيع في البرية في جمهورية تشاد، لتكون بذلك أول خطوة لإعادة المها الأفريقي إلى البرية في دول الانتشار بعد انقراضه في موائله الطبيعية منذ 25 عاماً، فيما يتم الإعداد لإرسال قطيع آخر مكون من 25 رأساً إضافية إلى تشاد. ويهدف المشروع إلى توفير بيئة متوازنة ومستدامة عبر خطة خمسية لإطلاق نحو 500 رأس من المها الأفريقي (أبو حراب) في محمية وادي أخيم الطبيعية في تشاد، والتي ستكون مفتوحة تماماً وغير مسيجة لتشجيع الحيوانات على الاندماج والتكيف مع بيئتها الطبيعية. وقد تم اختيار هذه المحمية بعد دراسات وأبحاث دقيقة ومكثفة لضمان تكيّفها وزيادة أعدادها، والتي استمرت لأكثر من 500 ساعة عمل من قبل فريق هيئة البيئة ومختصين دوليين. وكانت الهيئة قد أرسلت خمسة وعشرين رأساً من (أبو حراب) مارس الماضي إلى بيئتها الطبيعية في جمهورية تشاد، وحالياً يتم الإبقاء على مجموعة المها الأفريقي، التي تعتبر أول مجموعة للإطلاق، في مسيجة للتأقلم على البيئة قبل أن يتم إطلاقها بعد أن يبدأ موسم الأمطار، حيث تنمو المراعي والأعشاب بغزارة (صيف 2016). وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة في أبوظبي: إن «برنامج إعادة توطين (أبو حراب) في بيئته الطبيعية يعد جزءاً من التزام هيئة البيئة لتوسيع برامجها الخاصة بإعادة التوطين التي قامت بتنفيذها بنجاح على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي». وأضافت لـ «الاتحاد»: «إن هذه المبادرة تأتي استكمالاً لنهج وإرث المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في حماية الأنواع المهددة والمحافظة عليها من خلال إطلاقها في موائلها الطبيعية الأصلية، وتنفذ الهيئة البرنامج بالتعاون مع حكومة جمهورية تشاد، وقد يكون هذا المشروع الطموح الأكبر من نوعه لإعادة توطين الثدييات، والأول من نوعه لإعادة توطين هذا النوع من المها منذ انقراضه في ثمانينيات القرن الماضي، كما أنه يمثل خطوة هامة في مجال المحافظة على الأنواع». وتوجهت الظاهري بالشكر لديوان سمو ولي عهد أبوظبي لتوفير طائرات الشحن للقطيع الأول الذي تم إرساله في مارس لجمهورية تشاد، مؤكدة أنه سيتم تركيب طوق لكل مها أفريقي ليتم تتبعها عبر الأقمار الصناعية، حيث ستتم مراقبة البيانات الناتجة عن عملية التتبع من قبل معهد سميثسونيان للمحافظة على الكائنات الحية في واشنطن العاصمة، وتسهم هذه البيانات في حماية المها، وجمع معلومات حول سلوكيات هذه الأنواع، ما يساعد في تعزيز جهود إعادة التوطين. وأفادت الظاهري بأنه من المتوقع أن تكون أطواق التتبع جاهزة الشهر المقبل، وسيتم فحص الأطواق لمدة شهر، وبعدها سيتم جمع البيانات قبيل عملية الإطلاق للحصول على معلومات مفيدة عن سلوكيات هذه الحيوانات قبل الإطلاق. وسيتولى فريق من الهيئة مكون من 5 خبراء للرفق بالحيوان مسؤولية رعاية الحيوانات في المنشأة الواقعة بمحمية وادي أخيم. «أبوحراب» في القائمة الحمراء يصنف المها الأفريقي (أبو حراب) حسب القائمة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ضمن الحيوانات المنقرضة في موائلها الطبيعية منذ 15 عاماً، حيث لعبت عمليات الصيد غير المنظم، وخسارة الموائل وقلة الموارد الطبيعية في تلك المناطق دوراً رئيساً في انقراضه. ويعيش اليوم المها الأفريقي (أبو حراب) في الأسر ضمن محميات خاصة في مناطق مختلفة حول العالم، وتحتضن دولة الإمارات العربية المتحدة أكثر من ثلاثة آلاف رأس من هذه الحيوانات وهو التجمع الأكبر لها في العالم. وتتميز المها الأفريقي بقدرتها على التكيف مع درجات الحرارة المرتفعة، كما أنها تستطيع البقاء لفترات طويلة دون أن تشرب المياه. وقامت هيئة البيئة – أبوظبي باتخاذ الخطوات اللازمة لتأسيس «القطيع العالمي» للمها الأفريقي في دولة الإمارات، وشملت هذه الخطوات جمع واختيار أفراد متنوعة من 16 مؤسسة من عدة دول أوروبية ومن الولايات المتحدة الأميركية، ومن دولة الإمارات العربية المتحدة. وانضم إلى القطيع الأساسي 42 رأساً من (أبو حراب) من الولايات المتحدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©