الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الألعاب النارية البداية تسلية.. والنهاية مأساوية

18 يونيو 2016 12:51
استطلاع: فهد بوهندي، منى الحمودي، جمعة النعيمي تعتبر الأعياد والمناسبات فرصة للتعبير عن البهجة والفرح، ويفضل البعض التعبير عن ذلك باستخدام الأضواء والأصوات التي تصدرها الألعاب النارية، ويلجأ الكثيرون خصوصاً الفئات العمرية الصغيرة «الأطفال والصبية» إلى استخدام الألعاب النارية الممنوعة قانوناً، دون مراعاة الخطورة الكبيرة التي تحدثها هذه الألعاب بكافة أشكالها. حيث يعرض استخدامها حياة الإنسان للخطر، ولا تقتصر الخطورة على استخدامها فقط، بل تمتد خطورتها إلى أساليب وأماكن تخزينها أيضاً، وقد سمعنا عن حوادث الحرائق الكبيرة التي تعرضت لها بعض المخازن المخالفة خلال السنوات الماضية. ظاهرة استخدام الألعاب النارية والمفرقعات من الظواهر السلبية المنتشرة في المجتمع، رغم التحذيرات الصحية والاجتماعية من خطورة هذه الألعاب، حيث إن بيعها ما زال منتشراً بلا رقيب، ويقوم بائعوها بتوفيرها في مناسبات ومواسم معينة مثل الأعياد والمناسبات والأعراس، وباتت هذه المواد تشكل خطراً ليس على مستخدميها فقط بل على المتواجدين في محيط استخدامها لما تسببه أحياناً من حروق وتشوهات مختلفة تؤدي إلى عاهات مستديمة أو مؤقتة، كما تحدث أضراراً في الممتلكات جراء ما تسببه من حرائق، إضافة إلى التلوث الضوضائي الذي يؤثر على طبلة الأذن، وبالتالي يسبب خللًا وظيفياً في عمل المخ قد يستمر شهراً أو شهرين?.? كما أن الألعاب النارية تتسبب في تلوث البيئة وتحدث أضراراً صحية لمن يستنشق الهواء الممزوج بمواد الألعاب النارية المنتشرة والمتطايرة في الهواء الطلق?.? وتبذل الجهات المختصة جهوداً لضبط الألعاب النارية غير المرخصة التي تعد سبباً رئيسياً للانفجارات، وتُصنع خارج الإطار الرقابي وبعيداً عن المواصفات الآمنة والمعتمدة مما يجعل اشتعالها سريعاً خصوصاً مع التخزين الخاطئ، إضافة إلى تنوع وسائل الترويج. استطلعت «الاتحاد» رأي الجمهور لتقف على أهم العوامل الجاذبة لهذه المواد والألعاب الخطرة، وأخذ وجهة نظر الشارع في التعبير عن الفرحة والاحتفال باستخدام مواد محظورة قانونا وتشكل خطورة على الجمهور. أرباح طائلة يقول سعيد ع. س أنه ينفق ما يزيد عن 5 آلاف درهم لشراء الألعاب النارية، ويستغل التجار هذا الموسم لبيع هذه الألعاب بمبالغ خيالية عبر مواقع التواصل الاجتماعي والذي لا تكون قادراً على التعامل معه وجهاً لوجه، مشيراً إلى أن استخدام الألعاب النارية هواية له يدرك أخطارها، ولكنه يحب الأضواء والأصوات التي تصدرها وتضيف جواً على المناسبات والأعياد، ويحرص على عدم تواجد أحد بالقرب منه عند إشعال الألعاب النارية، حرصاً على سلامتهم. وذكرت عزة أن ابنها كاد أن يفقد حياته بسبب الألعاب النارية، بعد أن انفجرت في عينة ورأسه، ودخل على إثر الإصابة لغرفة العمليات 9 ساعات، لإجراء عملية تجميل لازالت آثارها واضحة رغم مرور سنوات على الحادث، بالإضافة إلى أنه فقد عينه اليمنى، ويعاني من ضعف النظر في اليسرى. خطر كبير أما منى تسببت الألعاب النارية بحادث لها في طفولتها، وقالت كان هناك نوع من المفرقات الذي تقوم بإشعاله وأنت ممسكاً به بيدك ثم يلقى على الأرض، وعندما أشعلته انفجر في يدي بنفس الوقت، مما تسبب بحروق كبيرة وانتفاخ وألم بيدي. وترى أن الألعاب النارية لا تشكل خطراً على مستخدميها فقط، بل على جميع الموجودين بالقرب منها، وتسبب حروقاً وتشوهات وعاهات مستديمة وتلوثاً في الجو. ودعت أولياء الأمور لتوعية الأبناء والمجتمع بمخاطر الألعاب النارية، التي أساسها مواد متفجرة وعناصر كيميائية شديدة الاشتعال. حادث مستودعات القوز ويعتبر راشد النقبي أن الألعاب النارية مثل القنابل الموقوتة قد تنفجر في أي لحظة وأي مكان، فالألعاب النارية تجعله يستذكر حادثة مستودعات منطقة «القوز» في دبي، التي تعرضت لانفجار كبير نتج عنه وفيات وجرحى، بسبب التخزين غير القانوني للألعاب النارية، حيث لم يكن المستودع مهيأ لعملية التخزين، وغير ذلك كان هناك مواد بلاستيكية وإلكترونيات وغيرها من المواد القابلة للاشتعال، فهذا الأمر يجعلنا نتساءل عن مدى الثقة في أسلوب وطريقة تخرين هذه الألعاب، فعليك أن تتخيل أنك تخزن مواد متفجرة في غرفة نومك! وأشار إلى أهمية عدم التهاون وتشديد العقوبة على كل من يدخلها الدولة بطريقة غير مشروعة، بالإضافة إلى نصح الأهل والاصدقاء بمخاطر الألعاب النارية، مع محاولة منا جميعاً باستدراج من نعرفهم عن عنوان تاجر الألعاب النارية والإبلاغ عنه، ففي النهاية هي تسلية مؤقتة مهدرة للأرواح والأموال، تحمل من المخاطر الكثير على مستخدميها، فقد تتسبب بعاهة مستديمة أو تشوه، وأذى جسدي على مستخدميها، وأن التسلية بها تنتهي بكارثة ونتائج لا تحمد عقباها. خوف ومعاناة وأشارت أماني إلى أن الألعاب النارية تسبب معاناة لقاطني الأحياء السكنية الذين يعانون في الأعياد وشهر رمضان من أصوات الألعاب النارية المزعجة، وقالت إن رمضان هو شهر العبادة، لكن الألعاب النارية وقت صلاة التراويح تسبب التوتر والانفعال، وتؤثر على الأشخاص، وغير ذلك فإن هناك مرضى وأطفال وكبار السن في المنازل وهذه الأصوات تؤثر عليهم وتصيبهم بالذعر، وطالبت الجهات المختصة بملاحقة البائعين وتكثيف الحملات ومحاولة الوصول لمروجي هذه السلع الخطرة خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، فالجميع على علم بأنها ممنوعة من الأسواق وشرائها غير قانوني، إلا أنها تأتي بطريقة لا نعلم بها. قال جاسم محمد:لا يمكن لأي شخص أن يقبل على سلوكيات أو يستخدم مواد محظورة قانوناً، لأن دولتنا دولة يسودها القانون، ويحكمها النظام ولا يمكن تجاهل أي شخص لهذا النظام لأنه سيجد السلطات المختصة له بالمرصاد، وبما أن استخدام هذه الألعاب النارية يشكل خطراً على المجتمع بوجه عام، فحتما سنجد الجهات المختصة تتصدى لمستخدميه ومروجيه، وبرأيي أنه على الجميع أن يكون على وعي تام بخطورة هذه المواد خصوصاً على الأطفال والمراهقين لأنها قد تسبب ما لا يحمد عقباه. كما يجب أن يكون الجمهور إيجابياً فيما يتعلق بالأمور المخالفة قانوناً ويتصدى لها من خلال إبلاغ الجهات المختصة عن أي تاجر يروج لبيع الألعاب النارية، لأن سلامة أبنائنا أغلى من أن تكون سلعة تجارية تباع وتشترى. وقال سلطان محمد: نلمس جميعاً أن الألعاب النارية قل استخدامها بشكل كبير خلال الفترة الماضية، بفضل الجهات المختصة التي تقوم بدورها على أكمل وجه، وبالنسبة للحالات الفردية التي لازالت تستخدم هذه الألعاب وتسمع لأطفالها باقتنائها، يجب أن تكون على قدر كاف من المسئولية، لأن الأب والأم هما المسؤول الأول عن سلامة أبنائهما، وحتما لن يستطع الابن أن يشتري هذه الألعاب النارية دون مال، كما أن تراخي الأسرة عن القيام بواجبها والسماح للابن باستخدام هذه الألعاب قد يعرض جميع أفراد الأسرة والمنزل لمخاطر كبيرة قد تزهق أرواحهم. الممنوع مرغوب واعتبرت عائشة أن كل ممنوع مرغوب وهذه طبيعة بشرية، لذا يجب أن تكون حملات التوعية أكثر فاعلية للأسر، التي يجب أن لا تكتفي بمنع أبنائها وإنما يجب أن تقوم بتوعيتهم بمخاطر الألعاب النارية، إضافة إلى أنه يجب أن يكون الطفل مدركاً أن هذه الألعاب النارية وجدت لتستخدمها جهات محددة في المناسبات والاحتفالات، وتتم تحت إشراف جهات مختصة مع تطبيق أعلى مقاييس الأمن والسلامة. ولابد أن يدرك الطفل أن هذه الألعاب يجب أن لا تكون بين يديه لأنها عبارة عن قنابل موقوته قد تودي بحياته، وكم شهدنا حوادث للألعاب النارية راح ضحيتها أطفال وأشخاص أبرياء تعرضوا لحروق وتشوهات وغيره، قد تصل إلى الوفاة أحيانا. وقال عبدالعزيز سيف: علينا أن نتكاتف ضد التجار والباعة الذين يوفرون هذه المواد لأبنائنا ونبلغ الجهات المعنية، لأنهم أشخاص غير مسؤولين وهدفهم الوحيد، هو جني الأموال والربح، دون الالتفات إلى تعريض سلامة أبنائنا للخطر، كما أن الجهات الرقابية تحمل مسؤولية كبيرة، ويجب أن تضاعف جهودها للتصدي للمحال التي توفر هذه المواد الخطرة، علما بأنه للأسف يبتكر تجار الألعاب النارية طرقاً جديدة للترويج بشكل مستمر، حيث كانت الألعاب النارية تباع خلال فترات بعيدة عن المحال التجارية واليوم للأسف نجدها تعرض على وسائل الاتصال الاجتماعي، ولا نجد تفسيراً لذلك، كيف تدخل هذه المواد للدولة وكيف يحصل عليها هؤلاء التجار؟. الألعاب والاحتفالات قال عبدالله الهاشمي: ترتبط الألعاب النارية بمشاهد الفرح والاحتفال والكثير من المناسبات السعيدة، وأضحت سبباً يدعو الجماهير للحضور والفرجة حيثما حلت، فمظهرها الجميل يسر الناظرين. ولكن في الوقت ذاته لابد من لفت الأنظار نحو المخاطر التي تسببها هذه الأدوات في حال استخدمت بطرق غير سليمة وفي بيئة غير مناسبة، من المؤسف أن تتحول مشاهد الفرح إلى ترح بسبب الحوادث التي تقع جراء استخدام الألعاب النارية بالطرق المخالفة، برغم القوانين والإجراءات التنظيمية إلا أن البعض لايزال مصراً على استخدامها، والأسوأ من ذلك من يشجع الأطفال على استخدامها، فيصبح الخطر أعظم. وأضاف: الحصول على الألعاب النارية بالطرق غير المصرح بها غير قانوني، فالبائع والمشتري يخالفان القانون وهما على علم بذلك، فالبائع يسهل للناس الوصول للممنوعات، والمشتري يعرض نفسه للخطر، كل هذا لايبدو تصرفاً عقلانياً من الجهتين، لحظات الفرحة المؤقتة لا تستحق مثل هذه التضحية بكل تأكيد، وكفى بنا عبرة بمن تضرر من هذه الألعاب، كما يجب على المجتمع أن يتكاتف مع الجهات المعنية لنقاوم مثل هذه الظواهر السلبية، فبتكاتف الجهود تتحقق النتيجة المرجوة، وحماية المجتمع مسؤولية الجميع، وعلى المجتمع أن يساعد في زيادة الوعي العام وعدم إهمال إرشادات الأمن والسلامة، مهما بدا حجمها، فهي وضعت لغرض محمود وهو حماية الأرواح والممتلكات من الضرر. الاستخدام المقنن من جهته قال عمر سلمان العبكري: أنا مع الاستخدام المقنن للألعاب النارية، وبوجود ترخيص لاستخدامها، أما الاستعمال العشوائي وغير القانوني فإنه يعرض المشتري للخطر، والأشخاص الذين يبيعونها من المفترض إنزال أقصى العقوبات عليهم، كما أن تثقيف وتوعية المجتمع بمخاطر التداول غير القانوني أمر ضروري، إضافة إلى توجيههم بالإبلاغ عن الأشخاص الذين يقومون ببيعها في الإمارات، ما يساعد في تحقيق التعاون بين الجهة المسؤولة والشعب في آن واحد. وأضاف: أحب أن أنوّه إلى نقطة مهمة وهي أن الشخص الذي يبيع الألعاب النارية بشكل غير قانوني سيكون عرضة للمساءلة في حال حدوث ضرر للمشتري، كما أنه لايوجد هناك توثيق لعملية البيع وتمت بشكل مخالف. وأضاف: يجب على الأسرة أن تعي مخاطر الألعاب النارية على أبنائها وتقوم بتوضيح ذلك لهم، وتوجيه الأطفال بالابتعاد عن استخدامها وعدم تداولها بينهم، كما أنه يقع على الأسرة دور متابعة أبنائهم وردعهم عن استخدام هذه الألعاب ومحاسبتهم على كيفية إنفاق النقود التي تعطى لهم والمراقبة الدائمة على مشترياتهم. ومن واجب الأسرة تبليغ الجهات المعنية عن الأشخاص الذين يقومون ببيع وترويج هذه المواد الضارة بالوطن والمواطن. الرقابة غير كافية ويرى سلطان الشملان أنه لا توجد رقابة كافية حتى الآن فيما يتعلق بالألعاب النارية لافتاً إلى أنه يوجد تسيب في العمل وإلا فكيف وصلت الألعاب النارية إلى الدولة حيث إن الموضوع مهم جداً وخطير في الوقت نفسه. ولابد أن يكون هناك إحكام في الرقابة وإلا كيف وصلت الألعاب النارية إلى يد الأطفال. وأضاف لو كان الأمر بيدي لما جعلتها تدخل الإمارات، وإن من أراد أن يشاهدها فعليه بالذهاب إلى برج خليفة في دبي للنظر إليها والاستمتاع بأشكالها وأصواتها المدوية. ولا ننسى أن إصابة أحد من الناس بهذه الألعاب النارية قد ينتج عنه حروق بسيطة وأخرى خطيرة، وذلك ?ن أنواع الألعاب النارية والبارود المستخدم فيها مختلف من حيث القوة والاشتعال، فلا أحد يعلم بكيفية تصنيع الألعاب النارية وهل هي آمنة أم لا. وتابع: استهلاك آلاف الأطنان من الألعاب النارية والمفرقعات خاصة في شهر رمضان والأعياد والمناسبات والأيام التي تليها وترويجها المتواصل في الأسواق يؤدي إلى إنفاق مبالغ كبيرة من دخل الأسر ما يؤدي إلى تأثير سلبي على الاقتصاد الوطني، وفي المقابل يجني ثمار تسويق وترويج هذه الألعاب المحفوفة بالمخاطر ضعاف النفوس من التجار الذين همهم الأول تحصيل الربح والحصول على الأموال دون أدنى اهتمام بالأضرار التي قد تخلفها هذه المفرقعات النارية، سواء على مستوى الصحة أو البيئة أو المجتمع أو على صعيد الاقتصاد الوطني?.? موسم رمضان من جهته قال سيف أبو المالح: الألعاب النارية أمر ممتع ولكن الأمر جد خطير كما أن موسم الألعاب النارية يكثر في رمضان والأعياد والمناسبات الوطنية والتهاني في الأعراس. ناهيك أن بائعي الألعاب النارية لا يبالون البتة بمدى خطورة الألعاب النارية ومتى يمكن أن تلحق به أضراراً وخيمة على الجسم البشري، مشيراً إلى أن البارود الموجود في الألعاب النارية يعتبر أساس أي لعبة نارية فهو الذي يقوم بعملية انطلاق وانفجار الألعاب النارية في الهواء، حيث تعتبر هذه الألعاب النارية متفجرات نارية بسيطة للهو واللعب ولكن ما يخيف في الأمر هو أن عدم معرفة استعمالها قد يؤدي إلى أمور لا تحمد عقباها. إضافة إلى أن البارود قوي جداً، ما يمكن أن تتسبب في حروق من درجة مختلفة وقد تصل إلى حروق من الدرجة الثالثة. وأضاف يجب عمل رقابة مشددة في منافذ الحدود البرية والبحرية على حد سواء فمن يدري من أين تأتي هذه الألعاب النارية وكيف تتسرب ألينا. بالإضافة إلى أنه توجد شبكات متعددة ومختلفة في إمارات الدولة تقوم باستيراد وتصدير الألعاب النارية إلينا وبطرق احترازية وبعيدة عن أعين الرقابة. سلامة المجتمع وأضاف سالم الجحوشي: أن دولة الإمارات تتمتع بمنظومة متكاملة شاملة تضمن سلامة الأفراد والمجتمع ومنها المرسوم بقانون رقم 5 لسنة 2013 بشأن الأسلحة والذخائر والمتفجرات والعتاد العسكري والذي يعاقب على مزاولة أي نشاط يتعلق بالألعاب النارية وحيازتها وتداولها دون ترخيص من سلطة الترخيص المختصة، أضف إلى ذلك أن هناك حملات توعية تقوم بها الجهات المختصة بالدولة لنشر ثقافة الأمن والسلامة بين أفراد المجتمع ومدى خطورة هذه الألعاب خصوصاً إذا ما وصلت إلى أيدي الأطفال وكانت رديئة الجودة سواء من حيث الصناعة أو سوء التخزين، مما قد يشكل ضرراً لا يحمد عقباه سواء على الفرد نفسه أو على الممتلكات، وأضاف مع الدور الكبير الذي تقوم به الجهات المختصة في التقليل من ظاهرة الألعاب النارية ومواصلة عمليات مراقبة وتفتيش وضبط وتنفيذ عقوبات قضائية، ساهمت بشكل كبير وملحوظ في الحد من هذه الظاهرة، ونتمنى أن تعم ثقافة الأمن والسلامة بين أفراد المجتمع لتساهم في حماية الأرواح والممتلكات من كل ما من شأنه إلحاق الضرر بالفرد أو الجماعة أو المنشآت والممتلكات. الباعة والتجار هدفهم الوحيد الربح المادي مخزن في سيارات متنقلة!! يرى المحامي مكتوم عبد الرحمن الكعبي أن الألعاب النارية خطيرة جداً على المجتمع، لافتاً إلى أن الباعة والتجار لا هم لهم إلا الربح المادي، وعدد كبير منهم يتلاعب ويستغل موسم الأعياد والمناسبات والأعراس لبيع الألعاب النارية بهدف جلب الفرحة والسرور على قلوب الناس. وأضاف: كما أنه لا يوجد نص قانوني يعاقب على ارتكاب الجريمة وأنها جريمة يعاقب مرتكبها. ناهيك عن أن الفئة العمرية التي تستعمل الألعاب النارية وتلهو بها أياد صغيرة جداً لا تتجاوز سن الرابعة عشرة. كما أنني اكتشفت ذات مرة وجود مخزن للألعاب النارية في سيارات متنقلة تجوب البلاد وتوضع في أماكن مختلفة وبعيداً عن أنظار الرقابة والقانون. وأضاف: الألعاب النارية لا تصنع في الإمارات بل تأتي من دول أجنبية، ما يوجب علينا تشديد الرقابة في المنافذ الحدودية لتقليص نسبتها في الدولة وتقليل عددها إلى نسب جيدة، إضافة إلى أن برامج ومواقع التواصل الاجتماعي تعتبر منفذاً لبيع وشراء الألعاب النارية، ومن الشباب من يقوم بشراء الألعاب النارية بسعر الجملة ويبيعها لمن يشاء بسعر يحقق له أكبر فائدة ربحية دون أن يفكر في خطورة الألعاب النارية، وما يمكن أن تسببه من أضرار خطيرة على جسد الأطفال ولا ننسى أن مثل هذه الألعاب النارية تسببت من قبل في حرق البيوت والمساكن، عند استخدامها بطريقة خاطئة. القانون: الحبس والغرامة المادة (65) من القانون الاتحادي رقم (5) 2013م، بشأن الأسلحة والذخيرة والمتفجرات تنص على العقوبة بالحبس مدة لا تزيد عن ستة أشهر أو غرامة لا تزيد عن عشرة آلاف درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين، لكل من قام من دون ترخيص بالاتجار بالألعاب النارية أو استيرادها أو تصديرها أو تصنيعها أو الشروع في إدخالها للدولة. المادة (66) يعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن ثلاثة أشهر أو غرامة لا تزيد عن خمسة آلاف درهم أو إحدى هاتين العقوبتين كل مرخص أستورد أو صدر أو باع أو اشترى أو حاز أو نقل أو خزن أو مارس أي تصرف من التصرفات الأخرى دون الحصول على الترخيص اللازم بذلك. إطلاق حملة «توقف.. عِش بأمان» العميد الغيثي: مصادرة 750 كرتونة ألعاب نارية خلال شهر أكد العميد عبدالله علي الغيثي مدير الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ في القيادة العامة لشرطة دبي، أن استخدام الألعاب النارية من الظواهر السلبية المنتشرة في مجتمعنا، رغم التحذيرات الصحية والاجتماعية حول استخدامها، كما أنها تشكل خطراً جسيماً على مستخدميها من الأطفال بشكل خاص وعلى الآخرين، وينتشر استخدام الألعاب النارية بشكل كبير في شهر رمضان المبارك وأيام الأعياد، لذلك تقوم الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ في شرطة دبي بحملة سنوية خلال شهر رمضان المبارك بهدف الحد من ظاهرة الألعاب النارية، والقضاء على مروجيها وبائعيها، وانطلقت حملة التوعية بمخاطر الألعاب النارية لهذا العام تحت شعار «توقف.. عِش بأمان». مشيراً إلى أنها لاقت تفاعلاً مع خلال الأسبوع الأول لها وصل إلى عدد 885.236 ألفاً من بلاغات واستفسارات وتشجيع الحملة عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وتم في هذا العام إدراج لغات أخرى للحملة مثل الانجليزي والأوردو والصيني، حتى نستطيع الوصول بذلك إلى شريحة أكبر من أفراد المجتمع. وأشار الغيثي إلى أنه تم تفتيش 259 مستودعاً من تاريخ 13-5- 2016 إلى 11-6-2016 أسفر عن ضبط 750 كرتونة لألعاب نارية، فالقانون واضح وصريح في هذا الجانب، حيث صنف الألعاب النارية ضمن الأسلحة والذخيرة والمتفجرات، ولدى الجهات المختصة الحق في التفتيش وضبط الألعاب النارية غير المصرح بها ومصادرتها، وعلى أفراد المجتمع التعاون مع الحملات التي تقوم بها الجهات المعنية مثل الجهات الأمنية أو الدوائر الاقتصادية، سواء كان كالإبلاغ عن البائعين أو المروجين أو المستخدمين، ونشر الوعي عن أخطار هذه الألعاب وما تسببه من تشوهات وإصابات بليغة لمستخدميها من الأطفال حيث تؤدي إلى الإعاقة والوفاة في بعض الأحيان. وقال الغيثي &ldquoرسالتنا للجميع إن الألعاب النارية خطر فهي تبدأ بتسلية وتنتهي بمأساة ولذلك نرجو من جميع الأسر عدم السماح لأبنائهم باللهو بالألعاب النارية لما تشكله من خطر كبير على صحتهم وسلامتهم، وتكون تلبية رغبات أبنائهم بأشياء بديلة لا تضر بسلامتهم، كما ندعو الجميع بتحمل المسؤولية وصحوة الضمير لاسيما المخالفين الذين يبيعون هذه الألعاب برغم خطرها، سعيا وراء الكسب المادي وأن يكونوا عنصراً فاعلًا في المجتمع ونطالب جميع أفراد المجتمع مواطنين ومقيمين بالإبلاغ عن أي شخص يروج أو يبيع أو يخزن هذه الألعاب النارية.&rdquo دور أساسي لأولياء الأمور في الوقاية يجب التحدث مع أولياء الأمور والتواصل معهم بهدف التأثير عليهم التأثير الإيجابي وتوعيتهم وتثقيفهم بما ينفعهم وينفع أبناءهم وأسرهم. لافتاً إلى أن تأثير أولياء الأمور وخاصة الأب ?نه رب الأسرة وبإمكانه ضبط التحكم بما يفعله أبناؤهم في أوقات الفراغ والعطلات والإجازات والمناسبات والتهاني والأعياد. وأضاف: كما يجب على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة أن تقوم بتوعية المجتمع بمخاطر وسلبيات استخدام الألعاب النارية، خاصة من خلال برامج التلفاز الذي يجب أن يكثف برامج التوعية بين كل فقرة وأخرى مادة إرشادية عن مخاطر وعواقب استخدام هذه الألعاب، وعقد اللقاءات مع ذوي العلاقة لتوعية المواطن بالمخاطر والعقوبات التي يمكن أن تلحق به الأذى وبأفراد المجتمع. الرأي الطبي وائل كرامة: عدم الاتزان والحروق والتلوث الكيماوي أهم الأخطار يقول الدكتور وائل كرامة استشاري طب العائلة في قسم الصحة الأولية في شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» إن الألعاب النارية لها مخاطر متنوعة تؤثر على الصحة الجسدية والنفسية لمستخدميها خصوصاً الأطفال، والمواد التي يتم منها التصنيع تتسبب بتشوهات وإعاقات إذا سبب أي خطر أو تم استخدامها بطريقة خاطئة. موضحاً أن المراهقين والأطفال هم الأكثر عرضة للتأثر بمخاطرها في بعض الأحيان الصوت القوي الذي يصدر من هذه الألعاب يؤثر على طبلة الأذن لدى الشخص وبالتالي يؤدي إلى خلل وعدم اتزان في وظائف الجسد بسبب تأثر المخ. وأضاف أن هذا النوع من الألعاب بحاجة إلى خبرة للتعامل معها، فقد تنفجر في يد مستخدمها ما يؤدي إلى جرح أو بتر لليد، وأن الألعاب الأخرى العادية والأقل خطراً قد تسبب حروقاً للجلد. وأوضح أن الشرار أو الضوء والحرارة الصادر من الألعاب النارية قد يلحق ضراراً في العين والجلد، حيث يؤدي إلى حدوث حروق في الجفن أو تمزق، إضافة إلى دخول مواد وأجسام غريبة في العين، وقد يؤدي إلى فقدان كلي للعين، ويجب تضافر جميع الجهات للحد من انتشارها خصوصاً بين طلبة المدارس. وتعتبر الألعاب النارية ملوثاً كيماوياً وفيزيائياً، والرائحة التي تصدر من احتراقها تؤدي إلى أضرار في التنفس. كما أنها تؤثر على نفسية قاطني الحي السكني بسبب صوتها المزعج الذي يسبب الهلع والخوف. وأخيرا يبقى هنالك دور مهم للمؤسسات التعليمية ولوسائل الإعلام دور محوري في التوعية والحد من انتشار هذه الألعاب الخطرة.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©