انتقلت أزمة ''فول الصويا'' في الأرجنتين والمستمرة منذ أكثر من مئة يوم بين الحكومة والأرياف، مؤخراً من الشوارع إلى البرلمان مع طرح الحكومة قانوناً على المشرعين لفرض ضريبة على صادرات فول الصويا·
وكان وزير الاقتصاد الأرجنتيني قد أعلن في 11 مارس الماضي زيادة تبلغ 25% في الرسوم على صادرات فول الصويا، الثروة الزراعية الرئيسية للبلاد، وقد أرادت الدولة بذلك الاستفادة من الواردات الهائلة التي تعود على المزارعين في الارياف الارجنتينية مستفيدة من الارتفاع القياسي في أسعار المواد الزراعية الأولية ومن بينها الصويا·
ولكن مع رفع هذه النسبة إلى 35 ثم 44% وبجعلها ''متحركة'' اي ترتفع مع ارتفاع الاسعار الدولية للصويا، اثارت الحكومة غضب المزارعين بشكل لا سابق له·
وحاولت الرئيسة الارجنتينية في الأيام الأخيرة تهدئة التوتر الذي بلغ اوجه في تظاهرات لآلاف الاشخاص نزلوا الى الشوارع مساء الاثنين الماضي لدعم المزارعين، وقد اقترحت الثلاثاء الماضي ان يتولى البرلمان فض هذا النزاع الضريبي لكنها هاجمت بعنف منظمات المزارعين التي تقود حركة الاحتجاج، وقد ساعدها في ذلك زوجها (الرئيس السابق) الذي وصفهم بأنهم ''انقلابيون''·
كما نزل إلى الشوارع أيضاً الآلاف من مؤيدي الحكومة وأعضاء النقابات العمالية لدعم فرض الضريبة مما أضفى توتراً متزايداً على الوضع· واثارت حكومتها القلق من إمكانية الوصول إلى تسوية بتأكيدها ان مشروع القانون الذي تقدمت به في هذا الشأن غير قابل للتعديل وعلى النواب القبول به على حاله او رفضه، قبل ان يلمح وزراء الى عكس ذلك·
أما المزارعون فقد أعلنوا الاربعاء الماضي مواصلة إضرابهم حتى اليوم على الأقل قبل عقد اجتماعات اخرى ليبتوا في الخطوات المقبلة لحركتهم الاحتجاجية التي يعاني القسم الأكبر من الارجنتيين من انعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية·
ويؤكد هؤلاء المزارعون أن أرباحهم تراجعت كثيرا بسبب الارتفاع الكبير في كلفة الانتاج وانهم يساهمون اكثر من اي قطاع آخر في ميزانية الدولة وأن هذه الرسوم لا توزع إلا نادرا داخل البلاد·
أما الحكومة فتؤكد انها تتبع سياسة تعود بالفائدة على كل الارجنتينيين وانه من العدل اعادة توزيع عائدات استثنائية يستفيد منها قطاع بعينه لمساعدة الأكثر فقراً، كما تؤكد خصوصا انها تتمتع بشرعية حكومة منتخبة بطريقة ديموقراطية لاتباع هذه السياسة·
وأدى حوار الطرشان هذا الى خمسة اضرابات متعاقبة نفذها المزارعون الذين يرفضون بيع محاصيلهم من الحبوب (البقول والصويا) للضغط على الحكومة التي ترتبط ميزانيتها الى حد كبير برسوم تصدير هذه المواد الزراعية الأولية·
كما ادى الى نصب عشرات من حواجز الطرق وشل الحياة الاقتصادية داخل البلاد وسبب مشاكل في تزويد بعض المدن بالمؤن وساهم في بطالة تقنية في بعض القطاعات وسبب اضطرابا خصوصا في تصدير الصويا والبقول الى الصين والاتحاد الأوروبي·
عدد اليوم
