الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مصافي التكرير ومسؤولية المضاربين

20 يونيو 2008 22:35
بدأت شركات المصافي والتكرير تدفع أسعاراً قياسية مقابل الخام عالي الجودة الذي يتم استخدامه من أجل إنتاج الديزل والبترول في مؤشر يدل على الطلب القوي في سوق النفط الفورية· ولكن حقيقة أن المصافي أصبحت راغبة في دفع سعر أعلى مقابل الإمدادات الفورية بدلاً من الأسعار المستقبلية التي تستخدمها الأسواق المالية كمؤشرات للتعاملات بدأت تلقي بثقلها خلف الدعاوى التي تشير إلى أن المضاربين ليسوا هم السبب في ارتفاع أسعار النفط القياسية· والآن فإن المصافي تدفع مبلغاً يتراوح ما بين 5 و6 دولارات إضافية على السعر القياسي الحالي للبرميل من أجل تأمين الحصول على النفط من الدرجة العالية كما يشير المتعاملون أي بسعر يبلغ ضعف مستواه في العام الماضي· ولكن هذا السعر أعلى بأربعة أضعاف مستوى متوسطه في الفترة ما بين عامي 2000 و·2008 أما الأهم من ذلك فإن حركة الأسعار التي يتم دفعها مقابل براميل النفط الفورية استمرت تمضي بمعزل عن الأسواق المالية ويتم التعامل بها بشكل حصري في داخل أوساط صناعة التكرير بسبب أن الأسواق المالية تركز اهتمامها فقط على أسعار النفط المستقبلية التي يتم التعامل بها في لندن ونيويورك· وفي نفس الأثناء فقد ظلت المصافي برغم ذلك تحصل على خصومات كبيرة غير عادية على النفط الخام الأقل جودة والذي يتم تكريره بشكل تقليدي إلى زيت الوقود· وذكر متعاملون ان المعروض من النفط المتدني الدرجة والذي يتم انتاجه عادة في منطقة الشرق الأوسط أصبح يتمتع بوفرة نسبية هائلة· وإلى ذلك فقد قفز سعر خام بوني الخفيف النيجيري ذو الدرجة العالية الشهر الجاري بمقدار 4 دولارات للبرميل مقارنة بسعر إضافي لا يزيد على 2,5 دولار في العام الماضي· وفي نفس الفترة فإن النفط الإيراني الثقيل المنخفض الدرجة قد ازداد إلى مستوى 13,05 دولار للبرميل من 7 دولارات فقط في العام الماضي· وهذا التباين والانقسام الحاد في السوق الفورية إنما يفسر تردد ورفض منظمة أوبك لزيادة انتاجها حيث إن معظم السعة الاحتياطية للدول الأعضاء في المنظمة تحتوي على النفط ذي الجودة المتدنية· وعلى كل فإن الوضع برمته ربما يتجه نحو التغير في ظل تخطيط المملكة العربية السعودية بجلب انتاج النفط العالي الجودة من حقلها العملاق المعروف باسم ''خور سنيه'' إلى الأسواق· وهو الأمر الذي يسلط الضوء أيضاً على نقص السعة في المصافي التي بإمكانها تحويل النفط الثقيل الأقل جودة إلى منتجات مثل الديزل· وكما يشير فرانسيسكو بلانش رئيس إدارة بحوث السلع في ميريل لينش فإن أسعار النفط الأقل درجة من منطقة الشرق الأوسط أصبحت إلى تراجع وانخفاض بسبب أعناق الزجاجة التي تعاني منها مصافي التكرير· واستطرد يقول: ''لقد ظلت الخامات الثقيلة من الشرق الأوسط غير قادرة على مواكبة الشهية المتنامية على منتجات التقطير المنخفضة الكبريت مثل الديزل''· وأضاف: أن الفرق ما بين النفط السعودي العالي الجودة والمتدني الجودة أصبح في أعلى مستوى قياسي له· إلا أن من المؤكد أن الندرة في النفط الفوري ظلت تتفاقم بصورة أكبر بسبب النقص المريع في الانتاج النيجيري والطلب القوي غير المتوقع على الديزل في الدول التي تواجه انقطاعات في الطاقة الكهربائية مثل الصين وتشيلي وجنوب أفريقيا· نقلاً عن فاينانشيال تايمز
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©