قرر وزراء تجارة افريقيا وأميركا الجنوبية في إعلان اعتمدوه أمس الأول في مراكش مساعدة الأكثر تضررا بين بلدانهم بارتفاع أسعار المواد الغذائية والنفط·
وقال ''إعلان مراكش'' الذي اعتمده ممثلو 65 بلدا في افريقيا واميركا الجنوبية: ''نتعهد إبداء تضامن مع دول افريقيا واميركا الجنوبية الاكثر تضررا في مواجهة تقلبات اسعار المواد الغذائية والنفطية''·
وعبر الموقعون عن: ''قلقهم العميق من الآثار المدمرة للارتفاع الكبير في اسعار المواد الغذائية مؤخرا الذي يشكل تهديدا حقيقيا للأمن الغذائي والأمن الإنساني والاستقرار والتنمية المستدامة، لمنطقتينا خصوصا''·
وشكل ارتفاع اسعار النفط والمواد الغذائية موضوع مناقشات واسعة في هذا المؤتمر الذي دعا خلاله بعض المشاركين دول افريقيا واميركا الجنوبية المنتجة للنفط الى تزويد غير المنتجة منها النفط بشروط تفضيلية· ودفع ارتفاع المواد الاولية بشكل عام المشاركين الى دعوة الاسرة الدولية الى ان تأخذ في الاعتبار ''القلق المتزايد'' في هذا الشأن· وكان وزير التجارة الخارجية المغربي عبدالفتاح معزوز قد صرح أن مؤتمر مراكش يرمي الى تحقيق هدفين هما ''تنسيق تحركات دول افريقيا واميركا الجنوبية في المفاوضات التجارية الدولية وتطوير المبادلات التجارية بين المنطقتين''·
وأكد الوزراء في إعلانهم أنهم قرروا تعزيز التكامل الاقتصادي الاقليمي بين بلدانهم من: ''اجل الاستفادة من اقتصادات الكميات الوفيرة التي تؤمنها اسواق اقليمية اوسع''·
وقال الوزير المغربي الذي ترأس المؤتمر ان افريقيا واميركا الجنوبية تضمان عشرين بالمئة من سكان العالم لكنهما لا تساهمان في التجارة العالمية باكثر من 2,6% بالنسبة لأفريقيا و2,8% لأميركا الجنوبية· وبلغت قيمة صادرات افريقيا الى اميركا الجنوبية في 2006 حوالى 11 مليار دولار (3% من مجمل صادراتها)، بينما تقدر قيمة صادرات اميركا الجنوبية الى القارة السوداء في الفترة نفسها بـ 13,5 مليار دولار (5% من مجمل الصادرات)· ولتطوير المبادلات بين المنطقتين عبر المشاركون عن: ''تصميمهم على دعم وتشجيع الآليات التي تهدف الى زيادة التجارة الاقليمية بين افريقيا واميركا الجنوبية بما في ذلك اتفاقات تجارية تفضيلية بين بلدانهما''·
وأكدت الدول المشاركة أنها ''تريد المساهمة بفاعلية'' في إنجاز اتفاق دورة الدوحة لمنظمة التجارة العالمية في أقرب وقت ممكن للتوصل الى ''نظام تجاري تعددي عالمي وقابل للتطبيق يرتكز على قواعد مفتوحة وغير تمييزية وعادلة تشجع التنمية''·
وأكدت دول افريقيا وأميركا الجنوبية في الإعلان ''أن الزراعة هي احد المحاور الاساسية لدورة الدوحة وتبقى القطاع الذي يشهد الخلل الاكبر على حساب الدول النامية''·
ودعا الوزراء الى خفض الدعم المالي للصادرات الزراعية من اجل التخفيف من حدة الازمة الغذائية العالمية، على حد قول نائب وزير التجارة البرازيلي ايفان راملو منسق اميركا الجنوبية في هذا المؤتمر الذي استمر يومين في مراكش، من جهة اخرى، قرر المشاركون دعوة رجال الاعمال من بلدانهم الى تنظيم منتدى مرتين سنويا بالتزامن مع وزراء التجارة في المنطقتين·
عدد اليوم
