تحالف الحريري وكرامي يحسم التوافق البلدي في طرابلس

اكتمل المشهد الانتخابي في محافظة بيروت عشية الاحتكام إلى صناديق الاقتراع لاختيار أعضاء المجلس البلدي الذي يتكون من 24 عضواً، وسط تأكيدات مصادر لائحة “وحدة بيروت” برئاسة بلال الحمد لـ”الاتحاد” بأن اللائحة واثقة من الفوز بكامل أعضائها، مقللة من أهمية المنافسة غير المتكافئة بين “وحدة بيروت” و”البيارتة المعارضة” وجماعة “الأحباش”. ومع تحول المعركة غداً الأحد إلى سباق بين كل الأطراف على المجالس الاختيارية، توجهت الأنظار إلى مدينة زحلة البقاعية التي شهدت أمس “حماوة” انتخابية غير مسبوقة بين 3 لوائح كاملة للفوز بمجلس بلديتها، ويتواجه فيها الوزير والنائب السابق إلياس سكاف الذي يدعم لائحة “القرار الزحلي” مع لائحة “الكتائب” و”القوات اللبنانية” المدعومة من قوى 14 مارس، ولائحة ثالثة مستقلة تخص العائلات، حيث يتوقع أن تتحول إلى معركة “كسر العظم”. واتهم تكتل “التغيير والإصلاح” الذي يتزعمه النائب العماد ميشال عون فريق 14 مارس بشراء الأصوات في زحلة، وعزا انسحابه من معركة زحلة اتجاه الأمور نحو السجال والمال الانتخابي، فيما نفى المدير العام السابق للأمن العام اللواء الركن جميل السيد، اتهام “الكتائب” و”القوات اللبنانية” له بدعم تحالف سكاف ووصف ذلك بالأكاذيب. وأبدت مصادر “حزب الاتحاد” الذي يتزعمه الوزير والنائب السابق عبد الرحيم مراد، ويخوض معركة البلديات في البقاع الغربي ضد تيار “المستقبل” رداً على سؤال لـ”الاتحاد” خشيتها من أن تتحول المعركة إلى شراء الناخبين بشكل علني، والقوى الأمنية في البقاع الغربي بالانحياز إلى مرشحي تيار “المستقبل” الذي نفى بدوره بشدة لـ”الاتحاد” صحة هذه المزاعم. وقال رئيس الهيئة التنفيذية لـ”القوات اللبنانية».وفيما انفرط عقد التحالف في مدينة صيدا عاصمة الجنوب التي تستعد للمواجهة بين لائحتين الأولى مدعومة من تيار “المستقبل” برئاسة محمد السعودي، والثانية مدعومة من التنظيم “الشعبي الناصري” المقررة في 30 مايو، اتجهت مدينة طرابلس إلى التوافق نتيجة لقاء الحسم بين رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والزعيم الطرابلسي رئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي الذي عقد في دارة الأخير في بيروت واستمر حتى ساعة متأخرة من ليل أمس. وأوضح الرئيس الحريري بعد اللقاء أن البحث تناول الانتخابات البلدية وقضايا إقليمية ولا سيما التهديدات الإسرائيلية. وقد تم الاتفاق على التعاون في الانتخابات البلدية في طرابلس.وقال رئيس مجلس الوزراء : لقد اتفقنا على أن لا نختلف في أي مرحلة من المراحل من أجل المصلحة الوطنية، معتبراً أنه لا يجوز أن نقحم سوريا في الأمور الداخلية اللبنانية. ولفت إلى أن لكل حزب حرية التصرف كما يشاء في انتخابات بلدية بيروت مشاركة أو مقاطعة، مطالباً بإبقاء البلديات في إطارها الإنمائي وعدم إدخال السياسة فيها. وأكد الرئيس كرامي من جانبه أنه اتفق مع الرئيس الحريري على عدم الاختلاف مهما كانت الأسباب والظروف. وقال: “إن تفاهمنا واتحادنا هو الذي يؤمن المصلحة العامة والتي هي مبتغانا الأول والأخير”. وفور إعلان التوافق بين الحريري وكرامي بادر رئيس بلدية طرابلس الحالي عبد القادر علم الدين إلى إعلان ترشحه لولاية ثانية وقال: “إنه يعمل لكي تبقى هذه المدينة متجددة وحيوية”.ورحب نائب طرابلس السابق مصباح الأحدب بالتوافق بين الحريري وكرامي لكنه “اشترط أن يكون جدياً، وأن يشمل شرائح المجتمع المدني كافة وأن يفسح المجال أمام المرأة لتأخذ دورها بشكل فعلي في هذا الاستحقاق”. وكشف نجل الرئيس كرامي فيصل كرامي “أن لقاء الحريري – كرامي كان بمثابة وضع اللبنة الأولى للتوافق في طرابلس”. وأكد “يجب أن يكون رئيس البلدية على مسافة واحدة من جميع الطرابلسيين”.