أميركا وكندا وإسبانيا الأكثر إنفاقاً على «المحمول»

يدفع مستخدمو الهاتف المحمول في أميركا وكندا واسبانيا، أعلى فواتير في العالم، وفقاً لتقرير منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الأخير. وكشف التقرير عن أن المستخدمين في العالم يهجرون بازدياد استخدام الخطوط الأرضية للهواتف لمصلحة استخدام الهواتف النقالة وحدها. وخلص التقرير الجديد للمنظمة، بعد أن أجرت استبياناً في الدول الثلاثين الأعضاء في المنظمة، إلى أن الإيرادات المتحققة من قطاع الهاتف المحمول استمرت إلى ارتفاع برغم الركود العالمي. ويقول تيلور رينولدز الاقتصادي في إدارة سياسات الاتصالات الهاتفية والإنترنت في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية «يبدو أن من الصعوبة بمكان أن يتخلى الأشخاص عن هواتفهم الخليوية، كما أن معظمهم ما زال يرتبط بعقود تمتد إلى عامين، فالارتباط بهذه الخدمة أصبح يعتبر ضرورة قصوى عوضاً عن مجرد سلعة كمالية». وأصبحت الهاتف المحمول أرخص ثمناً وتكلفة، كما أن الخدمة أصبحت تتسم بالمزيد من المصداقية والوفرة بحسب ما ورد في التقرير. وأبرز التقرير وجود تباينات في أسعار خدمات الهاتف المحمول في جميع أنحاء العالم. ففي القارة الأوروبية، على سبيل المثال لا تزال خدمة المحمول بشكل عام أرخص تكلفة بكثير عمّا عليه الحال في الولايات المتحدة، وكذلك فإن المستخدمين في شمال أوروبا وبخاصة في الدنمارك، وفنلندا، والسويد، وهولندا، يدفعون أقل مبالغ نظير استخدام هواتفهم الخليوية. ويقول رينولدز إن «هواتف المحمول أرخص بكثير، مما يجعل الأوروبيين لا يرون سبباً يدعوهم للاحتفاظ بهواتف الخط الثابت». ومن أجل مقارنة الأسعار وحزم خدمات «المحمول» من دولة إلى أخرى عمدت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية إلى دراسة ما اعتبرته أنماط الاستخدام المعينة قبل أن تلجأ إلى استخدام هذه الأنماط لكي تحدد الكيفية التي يمكن من خلالها قياس الاستخدامات في هذه الأسواق المتعددة. وخلصت الدراسة إلى أن المستخدم المتوسط يجري في المتوسط مكالمات صوتية بحوالي 800 دقيقة ويبعث بنحو 600 رسالة نصية في كل عام. وفي فنلندا، وهولندا، والسويد، فإن المستخدمين يدفعون مبلغاً يتراوح ما بين 11 و12 دولاراً في الشهر نظير الخدمة بينما يدفع المستخدمون في كندا، واسبانيا، والولايات المتحدة الأميركية مبلغاً يتراوح ما بين 42 و53 دولاراً في الشهر مقابل خدمة مماثلة. وأحد الأسباب التي تجعل كل من كندا، والولايات المتحدة الأميركية أحد أكثر الأسواق تكلفة في استخدامات «المحمول» يكمن في أنه وعلى خلاف ما يحدث في أوروبا فإن المستخدمين في أميركا الشمالية يدفعون في كثير من الأحيان مقابل المكالمات الواردة أو المستلمة، وهو الأمر الذي يحتاج بالتأكيد إلى مستوى معين من الدخل حتى تتمكن من تحمل هذه التكلفة كما يقول رينولدز. وهنالك دولة أوروبية واحدة - اسبانيا - استمرت تتسم بتدني أسعار الأجهزة إذ أن شراء الهاتف أو بطاقة اس آي ام ليس مرتفع السعر إلا أن الخدمة نفسها ما زالت باهظة التكلفة، كما يقول رينولدز، ولقد جاءت المكسيك أحد أسرع الأسواق نمواً في استخدامات هاتف الموبايل في الدول التي تم استبيانها في مرتبة ثاني أقل سوق في معدل النفاذ إلى خدمة الموبايل في القائمة. أما مرتبة الدولة الأقل اختراقاً في معدل خدمة هاتف الموبايل في جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية فقد احتلتها كندا، وجاءت إيطاليا في صدارة الدول الأكثر شعبية للمحمول بنحو 150%. (عن وول ستريت جورنال)