الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صغار لبنان يتصاعدون على «زعامة» الأحياء الشعبية

صغار لبنان يتصاعدون على «زعامة» الأحياء الشعبية
18 أغسطس 2009 01:21
يكشف لعب الأطفال عن مجموعة من السلوكيات الاجتماعية التي تعبر بدورها عن الأوضاع السياسية في البلاد. والأطفال معرفون بالبراءة، وهم المرآة العاكسة لما يحدث في واقعهم، ولما يشاهدونه من أحداث، وما يعايشونه من مواقف، وعادة ما يكون اللعب في أوقات الفراغ. وتبرز لعبة «العسكر والحرامية» قائمة الألعاب المفضلة للأطفال خصوصاً حين تكون الأسلحة البلاستيكية هي «زوادة» الألعاب، وهي تشبه كثيراً الاسلحة الحقيقية. وتنتشر الظاهرة في كثير من شوارع وأحياء بيروت، كذلك المناطق اللبنانية، وتعتبر جزءاً من تربية الأطفال على الكراهية والعنف تجاه مجتمعهم، وتثير القلق لأن الأطفال الصغار يلعبون بدمى على شكل رشاشات وبنادق ومسدسات، وهم يقلدون أنماط القتال لما يشاهدونه من أفلام «الكاوبوي» و«رامبو» وغيرها، وما ينتج عنها من أذى يلحق بالطفل نتيجة قفزة خطرة. لعبة «شرطي المرور» يلعب الأطفال لعبة «شرطي المرور» إذ يقف أحدهم على الممر وبقطع الطريق على المارة، ويسألهم: أين الرخصة؟ أين بطاقة الهوية؟ بعض المارة ينزعج والبعض الآخر يراها تسلية بريئة. والأطفال رفاقه جالسون يضحكون، وهم يرون الجدية على وجه رفيقهم. ويستدل من هذه اللعبة أن الطفل يريد أن يصبح شرطياً عندما يكبر على أساس أن هذه الوظيفة تعطي الجاه والسلطة والرقابة على الناس. لعبة أخرى مقابلة، وهي لعبة «عسكر وحرامية»، إذ ينقسم الأطفال إلى قسمين: الأول العسكر أو البوليس، والثاني الحرامية واللصوص. وفي هذه الحالة الحرامية هم الأشجع والأذكى والأقوى والأخف ظلاً، وأولاد البلد من العسكر هم المحبون والاضعف والأكثر تجهماً، والغرباء عن الحي يقومون بلعب هذا الدور وتكون الغلبة للحرامية. ولا ننسى أن هذه اللعبة أصبحت مشهورة ورواية «اللص والكلاب» شاهدة عليها. «قبضايات» الحي لعبة «الخوات» أو «القبضايات»، حيث ينقسم الأطفال إلى فريقين، وكل فريق تحت زعامة الأقوى باعتباره الزعيم، وتدخل الأحياء في نزاع على الزعامة ويتصارع الفريقان، والمهزوم هو الذي يطرح أرضاً حيث يستسلم وسط تهليل الأطفال من الفريقين، فينصب المنتصر على الحي كله أو على الأحياء الأخرى. ويلعب الأطفال أحياناً الثابت في الأحياء الشعبية، لعبة الجن والعفاريت، وشخصيات الغول وابو رجل مسلوخة والأحدب. من جهتهم، يعتبر علماء اجتماع أن لعب الأطفال ليس بلا دلالة، بل هو كاشف عن شخصية الطفل واوضاع المجتمع، واللعب إثبات وجود مثل الفكر عند الفلاسفة، ويلعب الأطفال على طريقة الكبار، ويتغيرون بتغيرهم، والكبار ضحايا المرحلة التاريخية وأحد أسباب أزمتها، والحقيقة أنهم نور كاشف لما يحدث في قاع المجتمع.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©