الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان كريم ...

18 أغسطس 2009 01:24
ما هي إلاّ أيام معدودات، ويهل علينا هلال شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة، والمغفرة، والعتق من النار، رمضان الذي لم يخلف موعده، ووعوده، بإسباغ عطاياه السخية، لمن أحسُنوا الظن بالله، وأعدّوا العدة، وتحزموا بيقين إيمانهم، رافعين الهمم لإحياء لياليه المباركة، بترطيب اللسان بطيّب الأذكار، وتلاوة القرآن، آناء الليل والنهار، والمداومة والإقبال على فعل الخيرات، والصبر على ترك المكاره، وحب الشهوات، والتعفف، والترفع عن الصغائر، والإقبال على الطاعات، والبذل في سبيل الله، ابتغاء مرضاته، وطمعاً في مغفرته عزّ وجلّ، مترفعين عن كل ما قد يخدش صيامهم، من قول، أو فعل، أو عمل، أو يُفسد نيل ثوابهم وأجرهم كاملاً. رمضان ذلك الضيف الكريم، يُقبل علينا في كل عام، بقوافله المحملة بعطاياه الجليلة، وأسرار رحماته، ومكرماته، يأتينا مهرولاً، فكيف نستقبله نحن بعد أيام فاصلة؟ كثيرون وقد بلغوا من العمر أعماراً، ولم يعوا معاني، وفضل صيامه، وقيامه، غير مدركين الحكمة، وغاياته الربانية العظيمة، أو الدروس الإنسانية، والإيمانية المستلهمة منه في تهذيب النفس، أو في ترسيخ مبادئ المشاركة الوجدانية، باستشعار حاجات المعوزين في كل مكان من العالم، وهم من قال فيهم سيد الخلق صلى الله عليه وسلم: «كم من صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش»، وأولئك ممن تخلفْوا عن سباق التنافس على الطاعات، وبلوغ المكرمات، واكتساب الحسنات، ونيل الأجر مضاعفاً. فمنهم من أعدّ عدته السنوية الخاصة لاستقباله، في نصب الخيام الوثيرة، «الفايف ستارز»، المُجهْزة، بأكثر من خمس شاشات بلازما، وبطلبيّة أراجيل معتبرة، بالإضافة إلى كميات المعسّل الفاخر، بمختلف النكهات، من «أبو نفختين» ، و»أبو سعلتين»، وفحم شجر الزيتون ماركة «أولعّ بروحي»! وقبل هذا تعيين معلّم شيشة محترف، لزوم تعمير رؤوس الأراجيل، في ليالي السمر الرمضانية الطويلة، مع توفير «عدّة التسالي»، من أجهزة ألعاب إلكترونيّة، وطاولات الزهر، و«الكيرم»، وورق «الكوتشينة»، والأهم تقديم ما لذ وطاب، من أصناف المشروبات، والمأكولات المحلية، والشرقية، والغربية، إرضاءً لكافة الأذواق! أمّا أصناف الحلويات، فسيطرأ عليها بعض التغييرات هذا العام، فستنخفض معدلات نسبة السكر فيها، بعد أن ارتفعت بورصة السكر العالمية، مما يزيد من احتمالات، فرص تقديم الكنافة، والقطايف بدون «شيرة» للأسف الشديد!. ورمضان كريم... ألتقيكم في مدود رمضانية قادمة بإذن الله. فاطمة اللامي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©