الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كفيف» مصري يحلق مع الإنشاد الصوفي.. وقعبور يغني آلام وطن وصمود حجر

«كفيف» مصري يحلق مع الإنشاد الصوفي.. وقعبور يغني آلام وطن وصمود حجر
8 مايو 2010 20:09
ليلة أخرى ساحرة جاءت من أعماق الشرق البعيد، شهدها قصر الإمارات أمس الأول، امتزجت فيها أعذب الألحان مع أرقى الكلمات، في لقاء فني رائع جمع بين اثنين من حراس الموسيقى العربية الأصيلة، وهما الفنان أحمد قعبور، وعازف العود والمطرب المصري “الكفيف” مصطفى سعيد، وذلك ضمن مهرجان “أنغام من الشرق” في دورته الثالثة المقامة حالياً في العاصمة أبوظبي. بدأت الليلة بحضور ملفت لمصطفى سعيد وفرقته الموسيقية “أصيل” بمصاحبة مجموعة من العازفين الذين جاءوا من بيت العود العربي في أبوظبي للمشاركة في هذا العرس الموسيقي الفريد من نوعه في العالم العربي. وفرقة “أصيل” التي يقودها مصطفى متخصصة في التخت الشرقي وتأسست عام 2003 بهدف تقديم الموسيقى العربية الشرقية الكلاسيكية، وتضم إضافةً إلى مصطفى، كلاً من محمد عنتر “ناي”، وغسان سحاب “قانون وانشاد” ، وأسامة عبد الفتاح “غناء” وجوس تيرنبل “إيقاع”، أما بيت العود منه 5 عازفين للعود واثنين للإيقاع. تأملات موسيقية قدم سعيد مجموعةً أغنيات في أداء إنشادي صوفي طربي، وعلى قاعدة كلاسيكية شرقية. كشف من خلالها عن صوت كبير ومميز، وأداء موسيقي عالي المستوى، أدخل الجمهور في حالة طربية باتت نادرة هذه الأيام. استهل مصطفى الأمسية بمقطوعة موسيقية من لون البياتي العربي القديم، وهو من تراث النهضة الموسيقية العربية، وشارك في الأداء مجموعة عازفي بيت العود، تلا ذلك عزف منفرد لمصطفى مع آلة العود بعنوان “ تأملات “، ثم جاءت فقرة مرتجلة حوارية بين العود والإيقاع عبر عزف ثلاثي شارك فيه كل من مصطفى وجوس تيرنبل، وغسان سحاب وهو في الأصل عازف “قانون”، لكنه أبدى أداء مذهلاً حين استخدم آلة الرق في تلك المقطوعة. تالياً فاجأ مصطفى جمهوره بتقديم وصلة غنائية من ألبومه القادم، وهي من شعر أبي منصور الحلاج، والتلحين على ضروب السماعي الثقيل، قال فيها: كـــانـت لقــلـبي أهـــواءٌ مـفـرّقــــةٌ فاستجمعَتْ مـُذْ راءَتـْك العينُ أهوائي فصــار يحســدني مَن كـنـتُ اَحْسُـدُه وصـِرتُ مـولى الوَرَى مُذْ صِـرتَ مَولائي مــا لامــني فيـــك أحــبابي وأعــدائي إلاّ لِغَفْــلَتِـهـِــم عن عِظـــمِ بَلْوائــــي تركــتُ للنـــاس دنيـــاهـم و دينَهُـم شُـغْلاً بحـُــبـِّك يـا ديني و دُنيـائــــي أشــعلتَ في كَـبـِــدي ناريـن واحـدةٌ بينَ الضـلوعِ وأخــرى بينَ أحشـائــي موسيقى ثمينة ومع إعجاب الجمهور واندهاشهم لما يقدمه مصطفى من ألوان قيمة وثمينة من الموسيقي، آلى على نفسه إلا أن يستمر في تقديم الأروع، حتى أدهشهم بعزف تقاسيم مرسلة، أي بدون دورة إيقاعيّة، ثم ارتجال غنائي مرسل على أبيات من نظم أبي يزيد البصطامي، ومن هذه الأبيات: ولَو قلت جـد بِالكـل منك لَنا لَما تأَبـت في ما قلت ند ذلك فَحـبك فَـرض كَيـف لي بأدائه ولست لقرضٍ ما حيِيت بتارك ثم كانت رائعة أبي فراس الحمداني “أراك عصي الدمع”، قال عنها مصطفى إنها ملحنة على ضرب الوحدة، ارتكازاً على لازمة العواذل، وقدمها سعيد بشكل مغاير تماماً لما جاءت به سيدة الغناء العربي عندما غنت تلك القصيدة منذ عقود مضت، ووضع ألحانها ملحنين مختلفين على فترات متباعدة، وهم زكريا أحمد ورياض السنباطي، وعبده الحامولي. أما آخر ما أبدعه سعيد وأعضاء فرقته في تلك الليلة الطربية بامتياز فكان لحن “ أنا قتيل الهوا” من نظم المتنبي، وقال في مطلعها: أنا قتيـل الهـوى وميتــه لا عذب اللهُ قاتِلِي بِدَمِي ومع انتهاء الفرقة من آخر وصلاتها الموسيقية ضجت القاعة بتصفيق الجمهور الذي وقف احتراماً وتقديراً لما جاء به مصطفى سعيد وصحبه من أعضاء الفرقة، بموسيقى نوعية متميزة جعلت الجمهور يحلق في آفاق من النشوة الروحية، وأرجعتهم إلى زمن الفن الجميل. الفنان النبيل الفقرة التالية في هذه الأمسية المميزة من أمسيات “أنغام من الشرق” كانت مع الفنان النبيل صاحب الأغنية الأشهر في تاريخ النضال الفلسطيني “ أناديكم”، الذي أطل على الجمهور بكلمات جميلة قال فيها “ليس أحلى من أغاني الحب إلا الحب، ومن أغاني الربيع إلا الربيع، ومن الأغاني الوطنية إلا الوطن نفسه .. وليس أقسى من أغاني الجرح إلا الجرح نفسه، وقد بدأت بأغنية وطنية منذ 35 عاماً ومازلت مرتبطاً بها لكونها تتحدث عن الأوطان التي هي همنا اليومي والخبز الذي نقتات عليه”. واستهل حضوره على المسرح بأغنية “ يارايح صوب بلادي” والتي وضع كلامتها في العام 1983، بعد ذلك جاءت أغنية “أناديكم”، واشتعل المسرح تصفيقاً وانفعالاً بالأداء الرائع والصادق وهو يؤدي واحدة من الأغاني الخالدة والتي تؤرخ لجهاد شعب ووضع كلماتها الشاعر الفلسطيني زياد توفيق، قبل ما يقرب من أربعة عقود. أتبع ذلك أغنية أهداها إلى روح صديقه شهيد الكلمة والحق والحرية “سمير أصيل”. رحلة إلى مدن فلسطين ثم ذهب مع فرقته في رحلة إلى مدن فلسطين المختلفة عبر أغنية “عودة” وأخذ يردد ومعه الجمهور، الله الله على رام الله، الله الله على البيرة وأم الفحم، الله يبارك على أهلي وناسي.. فيما أخذ من الفولكلور الفلسطيني أغنية “ وين على رام الله” وانفعل معه الجمهور في القاعة الذي كان أغلبه من الفلسطينين، والأغنية واحدة من أشهر تراثيات الشعب الفلسطيني وأغانيه الشعبية أثراً في النفوس، وتنافست على أدائها عديد من الفرق الموسيقية، وإن كان أحمد قعبور وفرقته أعطياها رونقاً مختلفاً وطبعاها بطابع الحب للشعب الفلسطين وقضيته. ثم كانت أغنية “ أحلف بسماها وبترابها” التي سبق وأن غناها عبد الحليم حافظ في ستينيات القرن الماضي، وكان يتغنى فيها بالوحدة العربية، وعبر من خلالها أحمد قعبور، عما يجيش في نفوس الملايين من أبناء الوطن العربي، من رغبة في الوحدة والتكامل بين أنحاء العالم العربي. وانتقل قعبور إلى لون آخر من الموسيقى وغنى بعضاً من أغنيات عملاق الموسيقى الراحل سيد درويش، ومنها أغنيته الشهيرة” الحلوة دي”، واستقبلها الجمهور بحب وإعجاب بالأداء الرائع لأحمد قعبور وفرقته. إهداء إلى عودة ثم كانت العودة إلى أغاني الوطن برائعة “ يوما ما” التي أهداها إلى الطفل الفلسطيني الأشهر في العصر الحديث فارس عودة، صاحب صورة الطفل الأعزل الذي يواجه دبابة بحجر، ضارباً أروع الأمثلة في التصميم والدفاع عن الأرض ممن يستشعرون المعنى الحقيقي لكلمة الأرض وهم أطفال فلسطين الذين يماثلونه في العمر. تلا ذلك النشيد الوطني الفلسطيني “موطني” وهو قصيدة للشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان، كتبها في العام 1934م وأصبحت النشيد غير الرسمي لفلسطين، ووضع لحنها محمد فليفل، غير أن العراق في عام 2004 باعتمادها نشيد موطني كنشيد العراق الوطني، لتحل بدلاً لأنشودة أرض الفراتين “نشيد”. ثم كانت نهاية الحفل والأمســـية الموسيقية الراقية مع أغنية “ أناديكم” التي استزاد الجمهـــور ســـماعها من أحمد قعبور، أشـــهر من غنى لقضـــية فلســــطين وعبر عن أحــــلام وآمــال أبنائها في العـــيش بحرية في وطــن ترفــرف عليه رايات الحب والســـلام. علي خوري: الموسيقى.. لون الحياة شارك الموسيقي الإماراتي علي خوري في أمسية ضمن مهرجان أنغام من الشرق، مع فرقة “أصيل” وبصحبة طلاب “بيت العود”، في عزف واحدة من روائع الموسيقى العربية الكلاسيكية من اللون البياتي العربي القديم. أوضح خوري أن أعضاء بيت العود المشاركين في تلك الأمسية، اختص كل منهم بوصلة موسيقية قام بعزفها منفرداً، وجميعها كانت من الموسيقى التراثية القديمة، وبين أن هذه المشاركة جاءت بعد بروفات استمرت 3 أيام قبل الحفل، مع مصطفى سعيد وفرقته، حتى يخرج الحفل في أبهى صوره، خاصة وأنها المرة الأولى التي يشارك فيها مع زملائه في مهرجان “أنغام من الشرق”. وذكر خوري أن بدايته مع عالم العود بدأت منذ 3 سنوات حين أخذته إبداعات عبادي الجوهر ومحمد عبدالوهاب وفريد الأطرش، حينها أدرك أن كبار الموسيقيين في العالم العربي ذوو علاقة لصيقة بالعود، وهو ما جعله يقبل على تعلم العزف على العود بشغف. وبرغم الصعوبة التي لاقاها في بداية التدريب على العود، مثل عدم القدرة على التحكم في الأصابع بسهولة، وكذا كيفية ضرب الريشة على الأوتار، إلا أنه مع التدريب المستمر والجلد، صار العزف على العود لديه عملية ممتعة ويمارسها يومياً بحب وحبور. وقال خوري إنه اكتشف أن الموسيقى هي لون الحياة، وتعطي لممارسها شعوراً خاصا بالرقي الروحي، ومن ثم تشجعه أكثر وأكثر على الاقتراب من عالمها. غسان سحاب: الموسيقى العربية يسودها النمط الاستهلاكي عازف القانون غسان سحاب وأحد أعضاء فرقة “أصيل”، بقيادة مصطفى سعيد، قال إن أكثر ما يميز مهرجان “أنغام من الشرق”، يتمثل في إتاحة الفرصة لمجموعة كبيرة من الفرق الموسيقية راقية المستوى، تقديم عروضها في محفل موسيقي واحد، وهو ما يعد وجبة موسيقية مميزة لعشاق الموسيقى الشرقية، وإن كان يتمنى لو أن كل فرقة أخذت ليلة كاملة لتقدم كل ما عندها بدلا من أن تتشارك مع فرقة أو مطرب آخر في ذات الليلة. ولفت إلى أن الموسيقى العربية حالياً يسودها النمط الاستهلاكي، ولابد من تشجع الأنواع الأخرى على الظهور، وبعد ذلك يختار المستمعون ما هو جيد منها، ولكن بالأخير لايمنع أن هذا المهرجان يعد خطوة في اتجاه تكريس وإبراز الموسيقى الممتعة والراقية الموسيقى الراقية تميز مهرجان أنغام من الشرق بحضور جماهيري لافت، حيث حرص الكثيرون من متذوقي الموسيقى العربية الأصيلة على متابعة هذه الفعاليات. والتي تغوص في بحار الإرث الموسيقي العربي لتخرج لنا بلآلئ الفن الجميل الذي سطره عمالقة الطرب العرب. وكان لنا لقاء مع اسماعيل عسكر أحد المتابعين والعاشقين لهذا النوع من الموسيقى الراقية والذي قال: أحرص على متابعة فعاليات مهرجان “أنغام من الشرق”، لكونه يهتم بأنواع الموسيقى الراقية، خاصة في ظل وجود عدد كبير من نجوم الموسيقى والغناء في العالم العربي، ممن لهم بصماتهم المميزة وجماهيريتهم الواسعة، مثل صباح فخري ولطفي بوشناق ومدحت صالح وأحمد قعبور، الذي جاء خصيصاً من أجله أمس الأول. وأيضاً للاستمتاع بالتجربة الموسيقية المميزة للمطرب والعازف مصطفى سعيد، كونه يقدم نوعاً من الموسيقى التراثية يصعب تقديمه في الوقت الحالي إلا من قبل فئة قليلة جداً من المطربين. وأشاد اسماعيل بفكرة المهرجان، موضحاً أنه يخاطب فئة معينة من الجمهور قد لاتجد هذا اللون من الموسيقى فيما سواه من الفعاليات والمهرجانات الموسيقية المختلفة، وهو جهد كبير من جانب هيئة أبوظبي للثقافة والتراث التي تحرص على إرضاء كافة الأذواق. يستعد ليصدر ألبوماً جديداً بعنوان «سماع من العاشقين» الموسيقي مصطفى سعيد: أشعر بانزعاج عندما أسمع صوت «آلة غربية» وسط «تخت شرقي» أبوظبي (الاتحاد) - اختص مصطفى سعيد “الاتحاد” بحوار قال فيه، إن “أنغام من الشرق” مهرجان موسيقى ذي نُكهة خاصة، وأكثر ما يميزه، الحرص على جمع أكثر من نمط موسيقي في فعالية واحدة، وهو ما يعد إثراء لفن الموسيقى، وعمل غير عادي، لابد وأن يترك آثاره الإيجابية على حالة الموسيقى العربية، وهي في حاجة إلى مثل هذه الجهود، للحافظ عليها في وسط الزخم المتلاطم من الموسيقات الوافدة علينا عبر الفضائيات وغيرها من الوسائل السمعية والبصيرة، وأن أهم ما يعنيه في “أنغام من الشرق”، هو الحالة التي سيكون عليها مستقبلاً، والي يتوقع أن لاتقل عن الوضع الرائع لها الآن، بل سيكون للمهرجان مزيداً من النجاح والانتشار مع استمرار إقامته عاماً بعد عام. وعن المهارات التي يتطلبها عازف العود، يحددها مصطفى فيما يلي: 1- أن يمتلك لاعب العود أذناً موسيقية، لأن فن الموسيقي في الأصل هو فن استماع، ولذا عليه أن يحسن سماع الموسيقى العربية، قبل الشروع في تعلم أو ممارسة العزف على أي آلة. 2- أن يعطي الكثير من وقته للتدريب التقني والموسيقي، وعلى العازف أن يصبر ويثابر على التدريب، لأنه من الطبيعي وجود مهارات ربما لا يعرف عنها ولا يتقنها في الوقت الحالي. الموهبة والدراسة وبصفته دارساً للموسيقي ومدرساً لها في ذات الوقت، لكونه حاصلاً على درجة الماجستير في العلوم الموسيقية، ويقوم بتدريسها وإلقاء محاضرات في معاهد موسيقية عديدة، وكذلك إقامة ورش عمل عن الموسيقي في كثير من بيوت العلم الموسيقية، أكد سعيد على أن كلاً من الموهبة والدراسة مطلوبين على حد سواء لكل من يمارس الموسيقي، ضارباً المثل بالرعيل الأول المؤسس للموسيقى الشرقية التي نعرفها حالياً، ومنهم محمد عبد الوهاب، وزكريا أحمد، وقبلهم عبده الحامولي، ومحمد عثمان، واصفاً إياهم بالدارسين الجيدين للموسيقى، وقرءوا كثيراً عنه وعن غيرها من العلوم، إذن العلم والموهبة يتكاملان في مجال الموسيقى الناجحة ولا ينبغي أن ينفصل أحدهما عن الآخر. غير أن سعيد أوضح أن المشكلة الآن أننا صرنا كسالى، وبقينا سجناء النوتة الموسيقية، وأصبحت الأكاديميات تهتم بالموسيقى وليست بعلوم الموسيقى، لأن الموسيقى في الأصل علم واسع ويرتبط أيضاً بكثير من العلوم، كالتاريخ والأدب على سبيل المثال، والمعاهد والأكاديميات الموسيقية تخرج لنا الآن مؤدي يستطيع اللعب على الآلة ولكنه لا يستطيع التفكير، وبالإجمال فإن تلك المؤسسات التي تعنى بدراسة الموسيقى لا تهتم بعلم الموسيقى، مما أدى لاختلاط الحابل بالنابل، ولم يعد أحد يعرف الفارق بين الأنواع المختلفة للموسيقى شرقية كانت أم غربية. حدث فني راق أما عن مشاركته في مهرجان “أنغام من الشرق”، فقد أعرب مصطفى عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث الفني الراقي الصعب تكراره في هذه الحقبة الزمنية التي تهتم الغالبية فيها بالموسيقى الاستهلاكية على حساب الموسيقى الراقية، وأجمل ما في المهرجان، ما وراء المهرجان والذي يتمثل في ورش العمل والمحاضرات العديدة التي تتناول الموسيقى كعلم وفن في آن، ويمكن القول إن المهرجان يعد منبراً قوياً يتيح التعريف بالجانب العلمي الذي افتقدناه في تدريس الموسيقى. أما عن بداياته في عالم الموسيقى والإنشاد التراثي، قال سعيد، إن إرهاصاته الموسيقية الأولى كانت مع المشايخ في مسجد الأحمدي في مدينة طنطا المصرية، ومن خلالهم تعلم الكثير عن الإنشاد الديني، الذي يعتبره تراثاً غنائياً أصيلاً وعريقاً يمتد لمئات الأعوام وينبغى الاستفادة به لكل دارس ومؤد ومستمتع بفن الموسيقى. وعن الحالة الراهنة للموسيقى العربية، أشار مصطفى إلى أن لديه حالة من التفاؤل، والموسيقى العربية الآن تسير في المسار السليم، لأنه من الطبيعي أن يحدث انحطاطاً قبل الانطلاق إلى الأمام مرة أخرى، والمرحلة الأخيرة هي التي نعيشها حالياً وأتمنى استمرارها بنفس القوة عبر هذا المهرجان وغيره من الفعاليات التي تحتفي بكل ما هو جيد من الفنون. التقنيات الحديثة وحول تأثيرالتقنيات الحديثة على الموسيقى العربية، أكد أن أي تقنية حديثة لها شقها السلبي والآخر الإيجابي، ومع ذلك فهو يصاب بحالة إنزعاج – حسب تعبيره - عندما يسمع صوت آلة غربية مثل الجيتار وسط تخت شرقي، ومع ذلك فإن فن الموسيقى يخضع لكل الأذواق، والمشكلة لا تكمن في التقنية وإنما في طريقة استخدامها بالشكل الصحيح الذي يخدم الموسيقى. وطرحت عليه سؤالاً حول المتعة التي يستشعرها تكون أكثر عندما يستمع للموسيقى أو عندما يؤديها؟، أجاب بأن المتعة تكون في ذات المستوى إذا كانت الموسيقى التي تؤدى أو تسمع راقية، بخلاف ذلك تنتفى المتعة من الأساس، وتصبح الموسيقى خالية من أي روح أو مضمون. وعن جديد مصطفى سعيد في المرحلة القادمة، كشف عن ألبوم يتم تسجيله حالياً عن عزف منفرد على العود، وهناك مشروع غنائي موسيقي سوف يرى النور قريباً تحت اسم “سماع من العاشقين”. حمل رسالة للمجاهدين من خلال “أناديكم” أحمد قعبور: الموسيقي يجب أن يتجاوز نفسه ويتمرد عليها أبوظبي (الاتحاد) - أوضح الفنان أحمد قعبور أن هذه هي زيارته الثانية لأبوظبي، وكانت الأولى العام الماضي وشارك في أمسية غنائية بدعوة من جمعية أصدقاء القدس، غير أن المشاركة في “أنغام من الشرق” استدعت منه إعداداً خاصاً يليق بالمهرجان سبق مجيئه إلى العاصمة الإماراتية بعدة شهور، وهو ما جعل البرنامج الذي شارك به حافلاً وشاملاً لكل المراحل والمحطات الفنية منذ أغنية” أناديكم” التي انطلق منها إلى عالم الغناء في سن التاسعة عشر. فرصة ثمينة وأكد قعبور على أن المهرجان فرصة ثمينة لإعادة الاعتبار للغناء ذي القيمة بأنواعه، الشعبي والكلاسيكي والتجريبي، بالإضافة لإتاحة الفرصة لفنانين من مختلف أنحاء العالم العربي للاحتكاك ببعضهم بعضاً، وكذا التعرف إلى تجارب موسيقية جديدة لا تستهوى شاشات التلفزيون، والمهرجان بصفة عامة يمثل إعادة اعتبار للشأن الثقافي والفني الحقيقي، خاصة أن الثقافة والفن في عالمنا العربي لا ينبغي أن يخضعا لمعادلة العرض والطلب، كوننا لانتحدث عن وجبة سريعة، ولكن عن ذاكرة غنائية عربية، آن الأوان كي ننفض الغبار عنها، وهذه ما تقدمه أبو ظبي عبر مهرجان “أنغام من الشرق”. وبالحديث عن واقع الأغنية العربية، قال:” كما تكونوا يغنى لكم” ومع ذلك لا أستطيع تحميل الجمهور أسباب التدهور المشين في الأغنية العربية، لأنه إذا ما عرف بوجود شيء يغني ويحمل قيمة، يقبل عليه الجمهور ويتلقفه بسرور وحب، إذا المشكلة تكمن في النمط الإنتاجي الذي يسيطر على صناعة الأغنية العربية. صانعو الأغنية من كان يصنع الأغنية العربية العظيمة سابقاً هم الموسيقيون، الشعراء، الذواقة، الإعلاميون، أما من يصنعها الآن أصحاب الشركات، حتى أنهم يتدخلون في ملامح المغني أو المغنية، فيصبح الحال كما نقول في لبنان” المعطر برغي” وذلك في المعادلة الانتاجية، وبالطبع أتعاطف مع هذا النمط من الفنانين وآمل أن يتعاطفوا هم مع أنفسهم. وحول واقع الأغنية الخليجية واللبنانية والمصرية، وأيهم يتصدر ساحة الغناء في العالم العربي في عصر الفضائيات والسماوات المفتوحة، ذكر أن الألوان الغنائية تتكامل، ولا يحب أفعال التفضيل في الحديث عن فن الأغنية، فهناك في فلسطين وتحت نير الاحتلال تجارب موسيقية هائلة بقيمتها، والقاهرة بما لها من تاريخ طويل مؤتمنة على الفن العربي وتعريف الجمهور العربي به، أما بالنسبة لبيروت، فهي تعيش بين نقيضين، وهذا التناقض يولد توتراً لي أنا شخصياً، حيث نجد انتاجات ترفع الرؤوس، وانتاجات أخرى تتطأطأ الرؤوس خجلاً منها، وهذا حال الفن في كل الحقب. وحول حال الموسيقى العربية قديماً وحديثاً، قال قعبور، إن الجواهر الثمينة إن وضعتها في الظلام تظل محافظة على بريقها، وإن أهملتها وكثر الغبار تحافظ أيضاً على حالها، وبقدر احترامنا لهذه الأعمال يجب ألا نقلدها ويجب أن تكون مصدر إيحاء لنا، بالإضافة لكل المؤثرات التي نعيشها ولابد وأن تترك أثراً على ما نقدمه من ألوان مختلفة من الفنون ومن بينها الغناء، وعن نفسي فأنا من أشد المعجبين برياض السنباطي، وأعتقد أنه كان مجدداً في الموسيقى والغناء العربي، ولكن تقليده اليوم إساءة للمُقلِد، والمُقلَد. الموروث الشعبي وعن المعاهد التي تدرس الموسيقى المنتشرة في عالمنا العربي والتي عجزت عن إصدار قامة موسيقية كبيرة مثل عظماء الموسيقى العرب مثل رياض السنباطي، وغيره من وضعوا أسس الموسيقى العربية في العصر الحديث، قال إن هذه المعاهد تعلم أصول الغناء والنظريات والعزف، غير أن مسألة الإبداع في مكان آخر، فإن وضعت تلميذاً في أكبر معاهد الموسيقى سيظل ببغاء، كون الإبداع محله الاحتكاك بالناس وحفظ الموروث الشعبي والرغبة في التجديد، والتمرد. كون الموسيقي يجب أن يتجاوز نفسه ويتمرد عليها من وقت إلى آخر، فالموسيقى عملية ابتكار وليست واجباً مدرسياً يكلفنا به هذا الأستاذ أو ذاك. وأضاف قعبور، وعن نفسي أنا أتمرد كل يوم عليها، وأرفض بشكل قاطع أن أكون أسيراً لأي شعار حتى لو كنت أنا واضعه، لأن كل شعار ونظرية يومياً يطرأ عليها تغيرات، ويجب أن تتطور وتواكب العصر. والتجاوز والتمرد مطلوبان دائماً شرط أن يكون الفنان وفياً لجوهر قناعاته، وليس للشعارات، لكون الفن أصدق وأدوم من الأيديولوجية. الموسيقى البحتة وبالحديث عن الموسيقى العربية البحتة، أشار قعبور إلى أن المساحة المخصصة لها في وسائل الإعلام المختلفة وفي المهرجانات محدودة للغاية، لأننا كشعب عربي نحب الكلمة ولا نعطي فرصة للتعبير المجرد للموسيقى، وهذا يتطلب كثيراً من الجهد والعناء من جانب الموسيقيين، والعازف الجيد عليه أن يعطى الفرصة ليعبر عن إمكاناته الموسيقية. وعن تأثير والده عازف الكمان فيه وتشجيعه على اختراق مجال الموسيقى والغناء أكد على أن الوالد رفض وبشدة دخوله عالم الموسيقى والغناء، غير أن هذه المعارضة الشديدة تحولت إلى دعم لا محدود وصار أول المحرضين بعد نجاح أولى أغنياته “ أناديكم”. وعن جديد قعبور في المرحلة القادمة، كشف عن تحضيره لألبومين جديدين يقتربان للمرةالأولى من ذاته، يتناول فيهما حصة المرأة في حياته حباً وصداقة، ومن خلال أحد هذين الألبومين تحت اسم “ لما تغيبي بموت شويّ” يعبر فيه عن حبه لمحبوبته بطريقته الخاصة، وسيكون ذلك نمطاً جديداً من الغناء يدلف إليه للمرة الأولى. وعن العنصر المهم في الأغنية، بيّن قعبور، أن كلاً من اللحن والكلمة والآلة عناصر أساسية، غير أن المهم هو جوهر الأغنية وماذا نريد أن نقول، في الحالات المختلفة التي نمر بها، من حب وثورة وغضب. المهم هنا هو فعل القول وهو الذي يحدد اختيارنا الشعري والغنائي أو أياً كانت خياراتنا، وعلى سبيل المثال أغنية “أناديكم” لا يمكن أن تميز أي عنصر عن الآخر، المهم فيها هو فعل القول والرسالة التي حملتها الأغنية، واستطاعت من خلالها التعبير عن نداء في الصحراء العربية على المجاهدين في كل مكان.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©