السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اختيار «مدائن صالح» ضمن قائمة التراث العالمي سيكون دعما للسعودية كوجهة سياحية

اختيار «مدائن صالح» ضمن قائمة التراث العالمي سيكون دعما للسعودية كوجهة سياحية
18 أغسطس 2009 01:27
نفضت السعودية أخيرا الغبار عن المناطق الأثرية القديمة والمواقع التاريخية وأخذت في إعدادها للاستثمار السياحي، فقطاع السياحة فيها يسعى جادا لاستثمار تلك المواقع لجعلها وجهة سياحية يقصدها السائح المحلي والأجنبي على السواء، وقد ساعدها في ذلك اختيار لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو منتصف سنة 2008 (مدائن صالح) في مدينة العلا السعودية كأول موقع تاريخي سعودي ضمن قائمة التراث العالمي التي تضم أكثر من 851 موقعا ثقافيا وطبيعيا ذات قيمة استثنائية للتراث الإنساني. ويعد ذلك داعما قويا للسعودية في السنوات المقبلة لكي تكون وجهة سياحية تاريخية جديدة يقصدها السياح من مختلف دول العالم. وتنفذ السعودية حاليا مشروعا وطنيا ضخما لتنمية القرى التراثية اعتبره رئيس هيئة السياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان واحداً من الوسائل المساهمة والحلول الاقتصادية في تحقيق رؤية الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مواجهة قضية الفقر، مؤكدا بقوله :»إن مباني التراث العمراني التي كانت آيلة للسقوط غدت اليوم آيلة للاستثمار السياحي» ويعد مشروع «القرى التراثية» مشروعا اقتصاديا متكاملا، نظراً لما يمثله من مورد اقتصادي مهم يساهم في تنمية المناطق التي ينفذ فيها، حيث يحتضن العديد من الحرفيين والحرفيات، ويساهم في توفير فرص العمل، ويشجع الاستثمار في ترميم مباني التراث العمراني وإعادة تأهيلها وتوظيفها كنزل ومطاعم سياحية، إضافة إلى قيمته الثقافية والحضارية. لذا فقد بدأت الهيئة العامة للسياحة والآثار, ضمن برنامج القرى التراثية الذي أطلقته بخطة تشمل تنمية 64 قرية تراثية تقوم الهيئة بالعمل على تأهيلها في مختلف أنحاء السعودية ويستهدف في مرحلته الأولى 5 قرى على مستوى البلاد، من ضمنها، قرية رجال ألمع في منطقة عسير، والبلدة القديمة في محافظة الغاط في منطقة الرياض، والبلدة القديمة في محافظة العلا في منطقة المدينة المنورة، وقرية ذي عين في منطقة الباحة، والبلدة القديمة في محافظة جبة في منطقة حائل. وبدأت الهيئة مؤخرا تدشين المرحلة الأولى من مشروع تأهيل القرية التراثية بالعلا ، والتي يصنفها علماء الآثار بأنها إحدى ثلاث مدن إسلامية باقية من القرن السابع الهجري تمثل المدينة الإسلامية بمساجدها ومنازلها وأسواقها. هذا المشروع يهدف إلى تحويلها إلى قرية سياحية عالمية متعددة الأنشطة بطريقة تكفل المحافظة على تراثها العمراني وتحقق عوائد لمالكيها وسكان المحافظة من خلال توفير فرص وظيفية واستثمارية جديدة عبر التنمية والتطوير وإعادة التأهيل وتوظيفها اقتصاديا. القرية التراثية في العلا تتميز بالخصوصية كونها قريبة من مراكز تجمع السياح الذين يزورون مدائن صالح، كما تساهم مشاريع تنمية القرى التراثية في استدامة التنمية وتشجع على إقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة مما يعود بالنفع على السكان والمستثمرين، ومع توفر الخدمات الأساسية اللازمة فإن ذلك يشجع السياح ويساهم في قضاء جزء من برنامجهم السياحي داخل هذه القرى، مما يعود بالفائدة الكبرى على السكان المحليين، ويشجع الأسر على العمل في إنتاج متطلبات السائح. تدخل قائمة التراث العالمي جاء اعتماد لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو منتصف العام الماضي مدائن صالح بمدينة العلا كأول موقع تاريخي في السعودية ضمن قائمة التراث العالمي والتي تضم أكثر من 851 موقعا ثقافيا وطبيعيا ذات قيمة استثنائية للتراث الإنساني وذلك خلال اجتماع اللجنة الذي انعقد في مدينة كيبك بكندا عام 2008، جاء ذلك داعما قويا لتدشين مشروع القرى التراثية ولاستثمار المواقع التاريخية. مدينة الحجر أو مدائن صالح، موقع أثري في السعودية يقع في محافظة العُـلا التابعة لمنطقة المدينة المنورة، ويحتل موقعاً استراتيجياً على الطريق الذي يربط جنوب الجزيرة العربية ببلاد الرافدين وبلاد الشام ومصر، والحجر اسم ديار ثمود بوادي القرى بين المدينة المنورة وتبوك، ويقال الحجر كانت تعرف بمدائن صالح أو قرى صالح. تقع الحجر على بعد 22كم شمال شرق مدينة العلا ـ عند دائرة عرض 47ـ26 شمالاً، وخط طول 53ـ37 شرقاً ويطلق الحجر على هذا المكان منذ أقدم العصور ويستمد الحجر شهرته التاريخية من موقعه على طريق التجارة القديم الذي يربط جنوب شبه الجزيرة العربية والشام، ومن أصحابه المعروفين بقوم ثمود الذي جاء القرآن بذكرهم بأنهم لبوا دعوة نبي الله صالح وثم ارتدوا عن دينهم وعقرهم الناقة التي أرسلها الله لهم آية. 1700 قبل الميلاد حسب علم الآثار فقد سكنت مدينة الحجر من قبل المعنيين الثموديين في الألفية الثالثة ق.م ومن بعدهم سكنت من قبل اللحيانيون في القرن التاسع ق.م، وفي القرن الثاني ق.م احتل الأنباط مدينة الحجر وأسقطوا دولة بني لحيان واتخذوا من بيوت الحجر معابد ومقابر، وقد نسب الأنباط بناء مدينة الحجر لنفسهم في النقوش التي عثر عليها. تحتوي مدينة الحجر على كمية هائلة من النقوش المعينية واللحيانية والتي تحتاج لدراسة وفك رموزها، مناطق العلا وديدان والخربية هي آثار لحيانية وأقدمها ربما يعود إلى 1700 ق.م حسب الكتابات وقد دمر جزء منها بزلزال وأما مدينة الحجر فهي آثار المعنيين التجار الثموديين الأوائل القادمين من جنوب الجزيرة العربية. في منطقة الباحة التي تقع في جنوب غرب السعودية بدأ الاهتمام بالقرى التراثية حيث تم تخصيص ثمانية ملايين لمشروع القرى التراثية في محافظة القرى ولقرية «ذي عين» في محافظة المخواة. الجدير ذكره أن مشروع الحفاظ على القرى التراثية وتنميتها اقتصاديا يحظى بأولوية اهتمامات الهيئة لما له من مردود اقتصادي وثقافي على أبناء تلك القرى، إضافة إلى دوره في إبراز قيمتها التاريخية ومساهمة أهلها في بناء وتوحيد البلاد، والتأكيد على أن قضية المحافظة على التراث الوطني قضية وطنية. كما تسعى الهيئة العامة للسياحة والآثار لتأسيس شركة للفنادق التراثية و يعتبر هذا الأمر نقلة جديدة في تنظيم هيئة السياحة الجديد. ومن اجل هذا الاستثمار الجديد أو الخطة الجديدة أُطلِقت البرامج التوعوية للمحافظة على مباني التراث العمراني.
المصدر: الرياض
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©