الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأميركيون ومناصرة إسرائيل

الأميركيون ومناصرة إسرائيل
20 يونيو 2008 22:50
أنهت لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك) -واحدة من أقوى مجموعات التأثير في الولايات المتحدة- للتو مؤتمرها السنوي في واشنطن، وقد اجتذبت صفاً طويلاً من المسؤولين في الإدارة الأميركية والمرشحين الرئاسيين إلى عتبتها، يسوّقون جميعاً سطوراً من الآراء المستقيمة حول ما يعنيه أن تكون من أنصار إسرائيل، هي رسائل أعدّت بدقة وانتباه لإرضاء مجموعة التأثير· الوقت مناسب الآن لطرح السؤال، ماذا يعني بالضبط أن تكون من أنصار إسرائيل، ومن هم أنصار إسرائيل اليوم في الولايات المتحدة؟ هل هم هؤلاء الذين يلوون كل ذراع في الكونغرس لإسكاته ولكبت ما يعرفون أنه الأمر الصحيح الذي يجب عمله لتحقيق صفقة إسرائيلية فلسطينية عادلة؟ نحن نواجه الآن سلسلة من المواجهات المحتملة لأقل استفزاز، من لبنان إلى الخليج العربي، بوجود صواريخ بعيدة المدى قادرة على حمل أسلحة نووية وكيماوية موجهة نحو إسرائيل من قبل دولة في الخليج الفارسي لا علاقة لها بغزةن لكن رغم ذلك، وبسبب تفاقم المأساة الفلسطينية، دخلت إيران الشيعية إلى غزة السنية، إضافة إلى العراق ولبنان، بالدرجة الأولى لأن الولايات المتحدة فشلت في التدخل والمشاركة بشكل عادل أو حتى على الإطلاق خلال السنوات الثماني الماضية· هل جعلت تصرفاتنا من إسرائيل أكثر أمناً وهل تعكس هذه التصرفات مساندة لإسرائيل؟ أم هل يعتبر هذا في الواقع موقفاً مضاداً لإسرائيل يضحّي بالأطفال اليهود والفلسطينيين على مذبح المخاوف والأحقاد التي تدمر نفسها؟ سوف يقول السياسيون الأميركيون في نهاية المطاف ويفعلون ما يخبرهم به دعاة التأثير الأكثر فعالية فيما يتعلق بإسرائيل، وهذا يعود لينعكس على الشعب الأميركي وصوته، يتوجب على الشعب الأميركي أن يقرر ما هو أن تكون مناصراً لإسرائيل أو معادياً لها· تأتي بعض الدروس المثيرة للاهتمام من أيرلندا الشمالية، ففي 26 مارس ،2007 جلس ''إيان بيزلي'' مؤسس الحزب الديمقراطي الاتحادي في إيرلندا الشمالية، جنباً إلى جنب مع ''جيري أدامز'' من ''الشين فين'' عدوه اللدود، وتعهد الاثنان بمشاركتهما الكاملة في حكومة إيرلندية، هذا هو ''إيان بيزلي'' نفسه الذي طالما كان صوت المعارضة البروتستانتية الذي خلع الشيطانية على الكاثوليك، وتلك هي نفس ''الشين فين'' التي مثلت الجيش الجمهوري الأيرلندي الذي نفذ عقوداً من العنف ضد البروتستنت، كيف وصل هؤلاء الأعداء إلى عام 2007؟ كانت هناك وقفة قصيرة في عام 1998 لعبت فيها الولايات المتحدة وشخص يدعى ''جورج ميتشل'' دوراً مركزياً· في العام 1998 أشرف السيناتور السابق ''جورج ميتشل'' الأيرلندي الأصل على إتمام معاهدة الجمعة الحزينة التاريخية، والتي أدت في نهاية المطاف إلى ترتيبات التشارك في السلطة التي تتمتع بها أيرلندا اليوم، وقد دعمه في ذلك أيرلندي آخر بشكل جزئي هو الرئيس ''بيل كلينتون''، أخبرني السيناتور ''ميتشل'' شخصياً في يوم ما كيف تمكّن بالضبط من النجاح في التغلب على المخربين في النزاع الأيرلندي البروتستنتي، شرح لي قائلاً: كنت أمسك بيدي دفتراً عليه ملاحظاتي مكتوبة بخط اليد، كانت هي النسخة الوحيدة، كتبت ما التزم به كل طرف، وبالضبط متى وفي أي تتابع سيفعلون ذلك، جعلتهم يعرفون أنه إذا فشل أي طرف في التتابع، فإن رئيس الولايات المتحدة سوف يلقي بلوم فشل المعاهدة بمجملها علناً على الطرف الذي لم يحفظ كلمته· كانت تلك الكلمات بسيطة جداً ومثيرة للإعجاب وأصلية في فهمها لعملية التفاوض والتحكيم، هذا بالضبط ما كان مفقوداً في عمليات السلام الفلسطينية الإسرائيلية منذ البداية، ليس الأمر أن الطريق الأميركي لصنع السلام في أيرلندا كان سهلاً، كان هناك مخربون في أميركا، تماماً كما هو الحال الآن بالنسبة للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، كان هناك أناس على الجانبين ظنوا أنهم يساندون الأيرلنديين، ولكن هل كانوا حقاً من أنصار أيرلندا طوال هذه العقود أم ضدها؟ في نهاية المطاف كان ''ميتشل'' و''كلينتون'' هما الأكثر مناصرة لأيرلندا لأنهم أوقفوا قتل أطفال أيرلندا بشكل نهائي· غنيّ عن القول إن الأمور كانت معقدة جداً، وإن الأمر احتاج لسنوات لتحديد التسويات، وأن شعبية ''ميتشل'' ومهاراته انتهت بأكثر من ورقة وقلم بكثير، إلا أن ما لا يمكن استبداله في هذه المعادلة كان هو العزيمة الأميركية على تكليف ''ميتشل'' بأن يختصر جميع هذه الأمور إلى دفتر كتبت عليه الشروط، قد يكون الوقت قد حان لأن نخبر أعضاء الكونغرس الذين يمثلوننا أن يطلبوا من ''جورج ميتشل'' أن يذهب إلى الأراضي المقدسة وبيده دفتر واحد، وهو مسلح بالسلاح الوحيد الضروري: العزيمة الأميركية لكتابة ما يجب كتابته في ذلك الدفتر، وما يعلم الجميع أنه يجب كتابته، كم من الأطفال الفلسطينيين واليهود يجب أن يموتوا قبل أن يجد الأميركيون العزيمة لإرسال مفاوض بارع إلى الشرق الأوسط وبيده دفتر واحد؟ مارك غوبن أستاذ بجامعة جورج ميسون بواشنطن العاصمة ينشر بترتيب خاص مع خدمة كومن جراوند الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©