عواصم (وكالات)
قتل 14 عنصراً من الجيش السوري وحلفائه الإيرانيين في غارات جوية شنتها مقاتلات «F-16» إسرائيلية واستهدفت مطار «تي فور» العسكري السوري في حمص. وأكدت روسيا وسوريا أن غارات إسرائيلية شنت عبر الأراضي اللبنانية، بعدما كانت دمشق اتهمت الولايات المتحدة التي نفت وحليفاتها فرنسا وبريطانيا ضلوعهم في الغارات، لتؤكد واشنطن لاحقا أن المقاتلات الإسرائيلية هي التي نفذت الهجوم.
وذكر المرصد السوري، أن القتلى هم من السوريين والآسيويين والإيرانيين والعرب، المتحالفين مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد. واستهدفت الصواريخ في وقت سابق من أمس، القاعدة العسكرية في حمص. وقال المرصد إن الصواريخ أصابت المنشأة وأطرافها.
واعترفت إيران بمقتل 4 ضباط من الحرس الثوري من بين الـ14 قتيلاً أثناء غارات إسرائيلية، خلال الساعات الأولى من صباح أمس على مطار «تي فور» والقاعدة العسكرية المعروفة باسم «التياس»، التي تقع بين مدينتي حمص وتدمر.
وأكد الجيش الروسي أن طائرات حربية إسرائيلية قصفت مطار «تي فور» العسكري انطلاقا من الأجواء اللبنانية. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن وزارة الدفاع أن «طائرتي إف-15 تابعتين للجيش الإسرائيلي قصفتا المطار بين الساعة 03,25 و03,53 بتوقيت موسكو (00,25 و00,53 ت غ) بثمانية صواريخ موجهة عن بعد من الأراضي اللبنانية بدون دخول المجال الجوي السوري».
وأشارت الوزارة إلى أن الدفاع الجوي السوري دمر خمسة صواريخ من أصل ثمانية، فيما سقطت الثلاثة المتبقية على «الجهة الغربية من المطار». وأوضحت أنه «لم يصب أي مستشار روسي موجود في سوريا في هذا الهجوم». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «روسيا وإيران وحزب الله لهم وجود في المطار» أيضا.
وفي وقت لاحق أمس، أكد مصدر عسكري سوري إن إسرائيل شنت الضربة الجوية على مطار «تي فور» العسكري وفق ما نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).
وقال مسؤولان أميركيان لشبكة «إن بي سي نيوز» أمس، إن الغارات، التي استهدفت قاعدة «تي فور» السورية نفذها الطيران الإسرائيلي، مشيرين إلى أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بالعملية مسبقا. ونقلت القناة الأميركية عن المسؤولين المطلعين قولهما، إن «العسكريين الإسرائيليين أخبروا البنتاجون بخططهم لتوجيه الضربة إلى القاعدة الجوية السورية ليلة الأحد إلى الاثنين».
وتعليقا على ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن الضربة الجوية التي تم شنها على قاعدة «تي فور»، تطور خطير.
بدوره، أعلن الجيش اللبناني أن 4 طائرات حربية إسرائيلية اخترقت المجال الجوي اللبناني ليل الأحد، وحلقت فوق مدينة جونيه الساحلية، ثم توجهت شرقا باتجاه مدينة بعلبك قرب الحدود السورية. وأضاف في بيان أن الطائرات بقيت في المجال الجوي اللبناني لمدة 10 دقائق، بدءا من الساعة 3,35، قبل أن تغادر.
واتهمت سوريا في البداية الغرب بالوقوف وراء القصف، إذ كان كل من الولايات المتحدة وفرنسا هددتا بالرد على الهجوم الكيماوي المزعوم، بيد أنهما نفتا قصف القاعدة.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية في البداية عن الضربة الصاروخية على قاعدة «تي فور»، بأنه «يشتبه بأنه هجوم أميركي»، لكنها حذفت لاحقا أي إشارة إلى مسؤولية الولايات المتحدة عنها.
ولم تعلق إسرائيل التي سبق لها أن قصفت أهدافا داخل سوريا، لكن الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان» عاموس يدلين حدد هدفين حققتهما إسرائيل بشنها فجر أمس غارة على قاعدة «تي فور» السورية بريف حمص. ونقلت «روسيا اليوم» عن يدلين قوله في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن الهجوم الصاروخي على القاعدة السورية يهدف إلى تحقيق هدفين، وهما «الحد من النشاط الإيراني، والتعبير عن أن إسرائيل ليست غير مبالية باستخدام الأسلحة الكيميائية». وأضاف «الإيرانيون مصممون على بناء قدرات عسكرية متقدمة في سوريا».
عدد اليوم
