السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سلطان القاسمي: باريس لعبت دوراً مهماً في ترسيخ الثقافات

سلطان القاسمي: باريس لعبت دوراً مهماً في ترسيخ الثقافات
16 مارس 2012
باريس (وام) - وقع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة النسخة الفرنسية من كتابه “سرد الذات”، وذلك خلال حفل أقيم مساء أمس الأول في العاصمة الفرنسية باريس، وسط حفاوة كبيرة من قبل كبار المسؤولين الفرنسيين وأصحاب وملاك دور النشر الفرنسية. وألقى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة كلمة أعرب فيها سموه عن بالغ إعجابه بفرنسا بشكل عام، وباريس بشكل خاص لما لها من دور في ترسيخ الثقافات الإنسانية، واحترام الحريات الفكرية والنهوض بالآداب والفنون والتراث وتشجيعها للإبداع بمختلف أنواعه وأشكاله. وقال سموه في كلمته “ارحب بكم في هذا اللقاء وأنني لسعيد بأن أكون في فرنسا وريثة قرن الأنوار، قرن حرية التعبير مع فولتير وكلماته “أنا أخالفك الرأي لكنني على استعداد بأن ادفع حياتي ثمناً لتعبر عن رأيك”، قرن ميلاد الموسوعة والموسوعيين مع الفيلسوف ديدرو، قرن العقد الاجتماعي، وكتاب “أميل لتربية الأطفال” مع جان جاك رسو، قرن روح القوانين والشرائع مع مونتسكيو، قرن نشأة العلوم الطبيعية، إن تلك الأنوار لا تزال تشع في هذه المدينة، باريس، بلد الثقافة والإنسانية، عندما أتجول فيها أتخيل وكأنني في قمة الدنيا، إن مبانيها ليست من الحجر، وإنما من لحم ودم وإحساس، سلمت يا باريس، ولتستمري في عطائك من حرية وثقافة وفنون. وتخلل الحفل عرض فيلم تسجيلي تعريفي بكتاب “سرد الذات” لصاحب السمو حاكم الشارقة وفصوله ومحتوياته، بالإضافة إلى عرض للرسم على الرمال تم من خلاله تجسيد بعض ابرز المحطات والأحداث التي تم سردها في الكتاب بأسلوب شيق نال إعجاب الحضور، ثم دعي الحضور لتناول مأدبة العشاء التي أقامها صاحب السمو حاكم الشارقة على شرف إصدار النسخة الفرنسية من كتابه “سرد الذات” وتكريما لحضور الحفل. وكان حفل التوقيع على النسخة الفرنسية من كتاب “سرد الذات”، بدأ بوصول راعي الحفل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي إلى موقع الفعالية حيث كان في استقباله الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير “شروق”، رئيس جمعية الناشرين الإماراتيين، والسفير محمد مير عبد الله الرئيسي سفير الدولة لدى الجمهورية الفرنسية. كما كان في استقبال سموه آرنولد ميونيك مستشار الرئيس الفرنسي للشؤون الصحية، ومعالي فريدريك ميتران وزير الثقافة الفرنسي وعبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام، والدكتور عمرو عبد الحميد مستشار صاحب السمو حاكم الشارقة لشؤون التعليم العالي، وأحمد بن ركاض العامري مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب، والدكتور سامي محمود مدير جامعة الشارقة، ومروان السركال المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير، وراشد الكوس مدير مشروع ثقافة بلا حدود، واسامة سمرة مدير مركز الشارقة الإعلامي، وعدد من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي العرب العاملين في فرنسا، وممثلي اليونيسكو ومديري الجامعات والأكاديميين والساسة والمثقفين. واستهل الحفل بكلمة للتعريف بصاحب السمو حاكم الشارقة وأهم إنجازاته الفكرية والأدبية والثقافية وللتعريف بالكتاب المحتفى به في هذا اليوم قدمها البروفيسور فريدريك اوزسيل وبدأها باقتباسه من احد مؤلفات سموه، والتي قال فيها “عند رؤيتي مشهد الجنود المسلحين لم يكن أمام روح المسرح التي تسكنني سوى أن تلتجىء إلى ضميري وتترسخ فيه.. عندها فهمت قوة المسرح العظمى خاصة في وجه من لا يحتمل رأي الآخر وفهمت بما لا يقبل الشك الدور الخطير والمهم الذي يمكن أن يلعبه المسرح في حياة الشعوب”. وعلق فريدريك على هذه الاقتباسة قائلا، “هذه العبارات المتوهجة هي عبارات رجل لديه وعي عميق بالثقافة والإنسانية .. هي عبارات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والليلة تقع على عاتقي مسؤولية جسيمة في تقديمه”. وأضاف، “خلال الأيام القليلة الماضية اكتشفت شخصية استثنائية وبالطبع كمثل كل واحد منكم كنت أعرف صاحب السمو حاكم الشارقة ذي الاسم والصيت، ولكنني اقر وبكل تواضع أنني فوجئت لحجم أعماله وعمقها ومدى التزامه، وسأتناول الحديث عنه في هذه الليلة من خلال 3 مجالات ومراحل هي “مرحلة الحائز على الشهادات والأديب، ومرحلة الداعم والراعي والخير، ومرحلة الشاهد والكاتب”. وقال البروفيسور فريدريك إنه في المرحلة الأولى، “مرحلة الحائز على الشهادات والأديب” فإن الشهادات الجامعية لصاحب السمو حاكم الشارقة هي شهادات مثيرة للإعجاب، أطروحات دكتوراه في الفلسفة مع تخصص في التاريخ والجغرافيا في جامعات مرموقة، وشهادة جامعية في الهندسة الزراعية، وعندما يفرغ من أطروحاته ينصرف للكتابة والنشر، وبالفعل فقد سبق له أن مثل وكتب وأخرج عددا من المسرحيات وكثيرا منها ترجم إلى الانجليزية والفرنسية والإسبانية والفارسية والألمانية والروسية والأوردو، وعندما يأخذ قسطا من الراحة عن الكتابة فإن صاحب السمو حاكم الشارقة يشجع الدراسات والنشر والبحوث العلمية، ولا يفوتني أن أذكر بأنه قد نصب وزيرا للتربية والتعليم بدولة الإمارات العربية المتحدة في بداية قيام اتحادها”. وأضاف البروفيسور فريدريك اوزسيل إنه في المرحلة الثانية “مرحلة الداعم والراعي والخير”، فإن صاحب السمو حاكم الشارقة الذي يجلس بيننا اليوم كان بإمكانه أن يكتفي بإدارة زمام أمور إمارته وان يشارك في إدارة اتحاد دولته، وهذه بحد ذاتها مسؤولية جسيمة بالطبع، وكان من الممكن له أن يكتفي بالانشغال بشخصه، وان يكرس وقته لأسرته إلا أنه في الواقع والحقيقة فإنه يكرس جل وقته للمؤسسات الخيرية والمشاريع الأكاديمية والتربوية وله ولع كبير بالثقافة ولا يقتصر همه على الدعم فحسب بل كان يعمل على نقل كل تلك الأعمال لكل من تصل إليه يده، وقد تم منح سموه 15 دكتوراه فخرية من 13 دولة في 5 قارات وكان قد شغل رئاسة شرف 6 اتحادات ومراكز ومعاهد أكاديمية وهو مؤسس لمراكز جامعية إسلامية في كندا والمملكة المتحدة، وكل هذا يدل على مدى تفاني هذه الشخصية وإيمانها بما تقوم به. وفي المرحلة الثالثة “مرحلة الشاهد والكاتب” تحدث البروفيسور فريدريك حول الكاتب والكتاب المحتفى بهما قائلا “إن كتاب سرد الذات في نسخته المترجمة إلى الفرنسية والذي بين ايدينا اليوم هو ثالث كتاب من مؤلفات صاحب السمو حاكم الشارقة التي يتم ترجمتها إلى اللغة الفرنسية، ولقد أدهشني فيه صراحة وإخلاص مؤلفه عندما تحدث عن أوقات قاسية من شبابه وقدرت حق التقدير أيضا ما قاله عن بعض الأجواء والأحداث التي عايشها كغضب الشعب وعواصف البحر ورياح الصحراء وقلعة قديمة وعملية وطنية خطيرة وفخر والده به عندما يضمه إلى صدره وشبح الموت الذي لم يبارحه منذ نعومة أظفاره فقد رأى الموت يفتك بأقربائه ورأى أستاذا له جثة هامدة، واغتيل الكثير من المقربين منه، وتحدث بكل تحفظ عن عملية الاغتيال التي نجا منها هو شخصيا وأثر بي كثيرا بحسه الإنساني عندما تحدث برزانة ووقار عن محاولاته جاهدا لإنقاذ حياة رجل كان قد اتهم ظلما بجرم لم يرتكبه. وأكد فريدريك أنه عندما أتم قراءة الكتاب الذي توقف في سرد الأحداث عند عام 1972 اصبح متشوقا ومتلهفا لتتمة مذكرات صاحب السمو حاكم الشارقة، وقال “اليوم بالفعل نستطيع أن نتحدث عن العلاقة المتميزة التي تربط فرنسا بدولة الإمارات والتي تقوم على قيم مشتركة لا على مصالح مشتركة فحسب، والتزام سموكم بالفنون وتقديركم للآداب بلا شك له دور كبير في تنمية تلك العلاقة “. واختتم فريدريك اوزسيل حديثه كما بدأه باقتباسة لصاحب السمو حاكم الشارقة من احد مؤلفاته قال عنها إنها تختزل وتختصر المراحل والأبعاد الثلاثة التي تحدث عنها خلال الأمسية. وأشار إلى أن الاقتباسة تقول، “اكتشفت حب المسرح هذا العالم الساحر منذ صغري وجذبت إليه ككاتب ومخرج وممثل خلال أولى مراحل دراستي، وتعلمت كم من السحر يكتنفه عالم المسرح وقدرته على سبر أعماق النفوس الإنسانية وكشف ألغازها مما رسخ لدي قناعة بأن المسرح عمل على التوحيد بين البشر وأن الإنسان بإمكانه عبر المسرح أن يجعل الصداقة والسلام يعمان العالم وباستطاعته فتح آفاق الحوار بين الشعوب دون تمييز في العرق أو اللون أو المعتقد”. وعلى هامش حفل توقيع النسخة الفرنسية من كتاب “سرد الذات” عبر مجموعة من الحضور عن إعجابهم بصاحب السمو حاكم الشارقة وكتابه. وقال جاك راو ممثل المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونيسكو” ومسؤول العلاقات مع الدول الأعضاء والمنظمات الدولية في المنظمة، إن الكتاب يعكس شخصية مؤلفه، وأن الرسالة التي تصدر عنه تكشف عن شخصية ثقافية بالدرجة الأولى. وأضاف إنه بكل تأكيد تظهر علامة مميزة ثانية في شخصية المؤلف وهي قربه من الثقافة الفرنسية، ولهذا السبب تقلد سموه وسام فارس الثقافة من الحكومة الفرنسية. وقال دانيال روندو سفير فرنسا لدى اليونسكو، : “إن ما أثار اهتمامي في هذه السيرة الذاتية هو شخصية صاحب السمو حاكم الشارقة والبلد الذي ينتمي إليه وطريقة حياته”. وأضاف، سحر كتاب “سرد الذات” لصاحب السمو حاكم الشارقة يتمثل في سرد مذكرات عن تفاصيل دقيقة من أيام وأحداث ومواقع.. كما أنني عثرت في الكتاب على نفحة أحداث تاريخية، إن هذا الرجل متبحر في الفكر، شغوف بالكتب”. «سرد الذات» إطلالة على حياة حاكم الشارقة ظهرت النسخة العربية من كتاب سرد الذات أولاً في عام 2009 في معرض الشارقة الدولي للكتاب، وطرحت النسخة الانجليزية في معرض لندن للكتاب في شهر أبريل من العام الماضي، ثم ظهرت النسخة الإسبانية في مايو من العام الماضي، وصدرت النسخة الألمانية بالتزامن مع انطلاق معرض فرانكفورت للكتاب في نوفمبر من العام الماضي. وتعد هذه النسخة، الرابعة لترجمة كتاب “سرد الذات” بعد ترجمته إلى اللغات الانجليزية والإسبانية والألمانية، وتأتي هذه المبادرة من صاحب السمو حاكم الشارقة في إطار الاهتمام الكبير الذي يوليه سموه لحركة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأجنبية، وحرصه على ذلك لتحقيق التقارب مع الآخر في نشر الثقافة العربية، وتعريف أصحاب الثقافات الأخرى بها، ومن أجل الوصول إلى أفضل مستويات من المعرفة، وتبيان الحقائق ودحض كل ما بشأنه التشويه والتدليس والإساءة أو الشك في الثقافة العربية. ويعد الكتاب إطلالة خاصة على حياة صاحب السمو حاكم الشارقة ويتيح للقارئ الفرنسي التعرف إلى الأحداث التاريخية الكبيرة التي شهدتها إمارة الشارقة بشكل خاص ودولة الإمارات ومنطقة الخليج بشكل عام خلال فترة الأربعينيات وحتى السبعينيات من القرن الماضي. ويقود الكتاب القراء للتعرف على المزيد من المنعطفات المهمة التي عاشتها إمارة الشارقة خصوصا والخليج والعالم العربي عموما ومن ذلك المد القومي العربي والتطور الثقافي والتعليمي السريع في الإمارة. ويوضح الكتاب الحجم الهائل للإرث التراثي والعلاقة الوطيدة التي ربطت بين الناس وبعض المعالم الخاصة في الشارقة والتي بدورها ساعدتهم في تحديد شخصيتهم وأعطت للشارقة هوية ثقافية فريدة من نوعها. ومن أبرز الجوانب التي ستلفت انتباه القارئ لهذا الكتاب قدرة مؤلفه على المناقشة الموضوعية الدقيقة للتاريخ الزاخر للمنطقة وعلاقته بحياته الشخصية والسفر والتجارب التي اكتسبها. وقد أسهم التعليم المكثف الذي حظي به صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي وما تلاه من حصوله على درجة الدكتوراه وتخصصه في شؤون الخليج والبلاد العربية في تكوين معرفته الواسعة حول هذا الموضوع حيث سبق لسموه أن نشر ما مجمله 29 كتابا حول موضوعات مختلفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©