الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جيرمايا كيرتن يرصد عادات المغول وأساطيرهم المثيرة

جيرمايا كيرتن يرصد عادات المغول وأساطيرهم المثيرة
8 مايو 2010 20:20
ملخص:سافر جيرمايا كيرتن مؤلف كتاب “رحلة إلى جنوب سيبيريا” مطلع القرن العشرين إلى هناك بهدف دراسة عقيدة شعب “البورات” وثقافاتهم الشعبية، والبورات هم آخر ما تبقى من المغول، الذين اجتاحوا في الماضي رقعة كبيرة من آسيا وأوروبا والهند وسيطروا عليها، والنتيجة رحلة شائقة يستعرض فيها المؤلف المناطق السيبيرية الواقعة تحت السيطرة القيصرية الروسية، ويصف أحوالها وطبيعتها وسكانها، متناولاً في ذلك شعب “البورات” مسجلاً جزءاً كبيراً من أساطيرهم وحكاياتهم التي باتت اليوم طي النسيان. ينتمي كتاب “رحلة إلى جنوب سيبيريا” إلى الحقبة الزمنية التي كان فيها الكتّاب والباحثون موسوعيين ويحيطون بجملة من المعارف، علاوة على تخصصاتهم الضيقة، فقد تخرج مؤلفه جيرمايا كيرتن في جامعة هارفارد عام 1863، وعُين أمين سر البعثة الأميركية ثم قنصلاً في روسيا، وعلى مدى ثلاثين سنة، سافر ودرس وكتب عن بلدان وثقافات وشعوب عديدة، وبسبب عمله كموظف في مكتب الأعراق البشرية في واشنطن فقد درس لغات الهنود الحمر الأميركيين بين الأعوام 1883 -1891 وخصوصاً قبائل الأيروكا، والمودوك، واليوشي، والشوان.. إلخ وحيثما حلّ في أرجاء المعمورة كان اهتمامه الأساسي لغات تلك البلاد التي يرتحل إليها وثقافاتها وحكاياتها وأساطيرها حتى قيل إنه أتقن سبعين لغة. بحيرة بايكال في بداية الكتاب، يتناول كيرتن منشأ النشاط المنغولي، مستعيناً بالأساطير والحكايات التي جمعها عن البوراتيين ومعتقداتهم وطرق عبادتهم وعاداتهم التي درستها من مصادرها الأصلية، فيقول: يطلق على البوراتيين بالمعنى الضيق “المغول” وهم يقيمون على ثلاثة أطراف من بحيرة بايكال، وكذلك في جزيرتها الوحيدة “أولخون”، وتعد بحيرة بايكال أكبر مصدر للمياه العذبة في العالم القديم، حيث يبلغ طولها أكثر من أربعمائة ميل ويتراوح عرضها بين أربعة وعشرين ميلاً إلى ستة وخمسين ميلاً، وتبلغ مساحتها الإجمالية نحو ثلاثة آلاف ميل مربع. والبوراتيون الذين يعيشون غرب هذه البحيرة، والذين يقطنون في جزيرة أولخون المقدسة، هم المغول الوحيدون الذين حافظوا على عرقهم ودينهم بأعرافه البدائية، واعتقاداته القديمة وفلسفته. ويبين كيرتن أنه من الناحية التاريخية فإن منطقة بحيرة بايكال التي تحوي هذا المصدر الهائل من المياه تعد ذات أهمية عظمى، حيث انحدر من الأراض الجبلية إلى جنوب البحيرة، تيموجين، الذي عرف لاحقاً باسم جنكيز خان، وتيمورلنك (الرجل الحديدي الأعرج) وهما أكبر شخصين عرفهما التاريخ المغولي، ولكن من بين أحفاد جنكيز خان الكثيرين “قبلاي خان” الذي هيمن على الصين وبورما وأراضي شرق الهند، و”هولاكو” الذي دمر بلاد فارس واقتحم بغداد وأنهى الخلافة العباسية، أما القائد الآخر فهو باتو الذي غطى روسيا بالدماء والرماد، ودمر هنجاريا وطارد ملكها حتى البحر الأدرياتيكي وسحق القوات الألمانية وحلفاءها المتضامنين ضد المغول في لينجتز وعاد إلى منطقة الفولجا حيث أنشأ فيها قصره الرئيسي. صرع عالمي حكم أتباع جنكيز خان روسيا مدة قرنين وخمسة عقود، وسيطروا على الصين لمدة ثمانية وستين عاماً، وبزغ مغول الهند باعتبارهم أنبغ من تيمورلنك وأعظم من جنكيز خان، وكان تاريخهم استثنائياً مع بزوغ نجمهم وأفول أمبراطوريتهم التي أسسوها، وانحدر هذان الفاتحان من جد جنكيز خان العظيم “تمينكي” لذلك اشترك الرجلان بالدم نفسه والأرض نفسها، وهي منطقة جنوب بحيرة بايكال، ومن ثم بدأت القوة المغولية مسيرتها بالقرب من البحيرة وانتشرت حتى غطت آسيا وجزءاً كبيراً من أوروبا وواصلت اجتياحاتها محدثة صراعاً عالمياً ترك آثاره على أرجاء الأرض في تلك العصور. ويصف كيرتن، ايركوتسك عاصمة شرق سيبيريا، بأنها المدينة الوحيدة على سطح الأرض التي لديها نهر في مقدمتها، هو نهر الأنجارا شديد الزرقة وشديد العمق أيضاً، ويجري بسرعة هادرة توحي بقوته العاتية، ويُقال إن هذا النهر لا يتجمد أبداً إلا في يوم عيد الميلاد، ويتجمد حتى القاع في ليلة واحدة ويتوقف عن الجريان عشية عيد الميلاد، وصباح عيد الميلاد يكون ساكناً، ويتوقف عن الجريان ويبرد هذا التدفق العظيم من المياه حتى يصل إلى قاع النهر وتكون درجة حرارته فوق التجمد بقليل، وبعد ذلك يصبح قطعة من الثلج في ليلة واحدة، كما لو كان بفعل ساحر، ويخمد هذا النهر العظيم حتى يوم انبعاثه، عندما تفك الشمس وثاقه وتنفخ الحياة فيه من جديد. وينقل كيرتن رؤيته لأول مرة مجموعة من البوراتيين الجبليين، وهم يمتطون جيادهم، مشيراً إلى أن حركة الخيول المغولية كانت غريبة، فخطواتهم التي تبدو قصيرة وسريعة تؤدي إلى سرعة أكثر بكثير مما يمكن للمرء أن يتصور كما يوضح أهمية الجواد في الأساطير المغولية، التي تعد الجواد أكثر حصافة من البطل الذي يمتطيه، فبالإضافة إلى خدمته لصاحبه، غالباً ما يقدم له التوجيهات الحكيمة ويوفر له المشورة. الأعراس البوراتية يتحدث كيرتن عن ذهابه إلى أحد الأعراس البوراتية التي يتطلب عدة أيام وأحياناً عدة أشهر لإكماله، وكان ذلك الجزء من الاحتفال في قرية تُدعى “شامورك”، فيصف ذلك قائلاً: “بعد السير لفترة من الوقت هنا وهناك، ذهبنا إلى أعلى التل ووجدنا عدداً كبيراً من الناس، ليس من تلك القرية وحسب، ولكن من قرى أخرى في المنطقة، وكانوا جالسين على الأرض على شكل مجموعات منظمة، وعلى ثلاثة جوانب في شكل رباعي الأضلاع، جهتان منه تقع على جانبي التل، والجانب الثالث يوصل الجانبين أعلى التل، والجزء السفلي من التل بقي من دون أحد”. وفي هذا الفضاء الرحب، وفق كيرتن، كان الناس يأتون ويذهبون وبعضهم يجلب المرطبات، التي تتألف بشكل رئيسي من التاراسان (حليب الويسكي)، ولحم الضأن المسلوق، أما الآخرون فبعضهم انضم إلى المحتفلين الجالسين على الجانب الواطئ من التل، وفي هذه الأثناء كان الرجال الذين يحملون التاراسان يوزعونه من مجموعة إلى مجموعة ويسقون كل من يرغب في المزيد، وبدا أن الأشخاص الجالسين مستمتعون بتذوق ما لذ وطاب من الأطعمة والمشروبات، ولم يكونوا صاخبين أو مسرفين، ولكن تبين أنهم فرحون بالحدث في هذا اليوم الجميل من ضحكاتهم، وأحاديثهم التي منحتهم شيئاً جديداً كانوا يتمنون حدوثه. النار المركزية يعرج كيرتن على تناول الطراز العمراني للبيوت البوراتية، الذي رآه حال وجوده ضيفاً على منزل والد العروس، ويشير إلى أن كل بيت بوراتي له ثمانية جوانب، وبما أن القرية كانت تواجه الجنوب، فإن كل باب في المنزل كان يفتح في اتجاه الجنوب، والباب في منتصف هذا الجانب يواجه الاتجاه الجنوبي مباشرة، وللبيت أرضية خشبية تعلو فوق سطح الأرض بشكل بسيط، وفي الوسط ساعة مستطيلة لها أرضية فيها، وإنما يظهر تراب الأرض، وفي هذه المساحة تشعل النار، وفوقها مباشرة في السقف فتحة أو فجوة للدخان، ولا توجد حواجز في هذا المبنى، وتقدم الستائر الخصوصية الوحيدة المتوافرة، وتستخدم الصناديق كخزائن للملابس. وتعتبر النار المركزية هي نقطة التجمع في المنزل، بحيث يجلس الرجال على حافة الأرض المرتفعة رافعين أقدامهم في فراغ الحفرة، ويتجمعون كلما شاءوا ليتبادلوا أحاديث القيل والقال والثرثرة والكلام عن الأعمال التجارية، أو لسماع أخبار جديدة. ومن وقت إلى آخر يفتح وعاء كبير أو سطل، يتسع لجالون أو أكثر من شراب التاراسان ويمرر من شخص إلى آخر، وفي السطل مغرفة خشبية يستخدمها كل شخص ليغرف ما يشاء من شراب. وفي الزاوية اليمنى العليا لكل منزل هناك صور للآلهة “انجونز” المفترض بها حماية المنزل والممتلكات، والآلهة أنجونز تحفظ في صندوق يتكون بابه من أربعة ألواح زجاجية صغيرة، والصندوق معلق على أعلى عمود للسقيفة، ويحتوي على صور بسيطة للآلهة، وهم رجال ونساء صغار جداً، وإخراج هذه الآلهة من الصندوق يجلب مصيبة كبرى للعائلة تبعاً لمعتقداتهم. قربان الحصان يتحدث كيرتن عن طقوس التضحية بالحصان عند البوراتيين، موضحاً أن هذه الطقوس أو ما يسمى بـ”التايلجان” تحدث على تل يسمى “أوهار” وقد بني على هذا التل خمسة عشر مذبحاً كبيراً من الحجر، وتقام التضحية على يد أفراد من الفخذ الأول، والفخذ الثاني من قبيلة أشيخابات، وسكن مؤسس هذه القبيلة في باجانتينج كما ورد في الماضي الأسطوري، والتي تبعد نحو ميلين عن أوهار، وكان لدى ذلك الرجل أو مؤسس القبيلة سبعة أنجال، وقام هو وأنجاله بالتضحية (للبوركانز)، وهم آلهة هضبة أوهار، ومضى خمسة من الأنجال السبعة إلى ما وراء بحيرة بايكال، ويقوم أحفادهم بالتضحية إلى يومنا هذا، غير أنهم يضحون لأجل باجانتينج، حيث نشأت عشيرتهم ويسكن ابن مؤسس العشيرة. ويحدد الكاتب طقوس التايلجان أو التضحية بالحصان فيما يلي: قرابة الساعة السابعة من صباح مراسيم التضحية ترسل مختلف الأسر من القبيلة عدداً كافياً من الرجال إلى الأوهار مع الأواني وشراب التاراسان والحليب والشاي والأغصان والأشجار والشجيرات، وغيرها من الأشياء اللازمة للتضحية. ويقف الرجال الذين أرسلوا مقدماً مع المؤن والأواني في منتصف الطريق إلى الأوهار، ويريقون الحليب والتاراسان إلى آلهة الهضبة والجبل، وإلى كل الآلهة الذين قد يكونون موجودين، يتضرعون إليهم أن يهبوهم أولاً تضحية جيدة وكريمة، ومن ثم النجاح والازدهار للذين قاموا بالتضحية، ويذهب جوهر الحليب والتاراسان في الحقيقة إلى الآلهة بكميات كبيرة ونوعية فاخرة، ويجهز الرجال الذين أرسلوا مقدماً عند وصولهم إلى هضبة التضحية مواضع الغلايات ويعلقونها على حاملات ذوات ثلاث قوائم ويجهزون الحطب تحتها وتكون جاهزة للاشتعال. وتشعل النيران عند اجتماع الحشد ويطهر الحصان في بادئ الأمر وذلك بقيادته عبر النيران (يجب وجود إما ثلاث أو تسع أو سبع وعشرون ناراً)، ويقاد بعد ذلك إلى الأشخاص الذين يتولون المهمة، والذين يرشون الحليب على وجهه، وعلى شعر رسنه، ويلقون القليل منه في الهواء للآلهة. وبعد ذلك يراق التاراسان ومن ثم يقومون بالصلاة وطلب الرحمة والمغفرة من جميع الآلهة، ويقاد الحصان إلى الجهة اليمنى بشجرة بتولا صغيرة تحفر من غابة قريبة، ويكون الجزء الأسفل من جذع الشجرة على الأرض ويستذكر الجزء العلوي من الأغصان على عارضة، وتسمى الشجرة “قدم موضع التضحية”. الآلهة التسعون يستدير الأشخاص المكلفون التضحية وهم يقولون مع انحناء الركبة “نحو الآلهة التسعين الغربيين أولاً، ومن ثم إلى الآلهة الأربعة التوجيت الشرقيين”، وتوجيت تعني “كاملاً” هؤلاء هم الآلهة الذين نزلوا من السماء وهم في الشرق، ولكن مكانهم غير معروف تحديداً، ويستديرون بعد ذلك إلى الأوندر ساجان تانجرين (الجنة الصافية الرفعية)، ويريقون الخمر لكل الآلهة أو مجموعة من الآلهة بينما يذكرون أسماءهم ويتوسلون بعد ذلك إلى أولجين ساجان ديدا (الأرض الموقرة الطاهرة)، والتالي هو بوقا نويدن باباي (أب الثور الأمير)، ومن ثم بوردنج يهي ليبي (أم الضباب المباركة) وزايا هونج يهي زاياشا (الخالق العظيم، الذي خلق الجميع)، وهذا هو القنفذ في الوقت الحاضر، وهو الأكثر حكمة بين جميع الآلهة في دين البوراتيين، على الرغم من أن آلهة أخرى حلّت محله، والتالي هو زايانج ساجان تنجيري (الخالق، الجنة النقية)، ثم ايسيجي مالان باباي (الجد ذو الرأس الأصلع)، وثم ايهي أورنج ليبي، وبعد ذلك آداها زاينج (خالق الماشية)، واواها سولدنج (الفرس الذهبي)، أي بمعنى ضوء الشمس أو فجر الصباح، وفجر الصباح هو خالق الجياد ثم هوتوج ميلجان (أحدب الظهر) وهي آلهة السماوات الليلية وخالقة البشر. الرجال الستة عشر يقوم الناس بالتضرع إلى جميع الآلهة بالاسم وبالترتيب المحددين، وتخالف كما يُخاطب القديسون في الصلاة عند المسيحيين، ويستغيث الذين يؤدون المهمة بالآلهة، ويتبعهم الناس، إما علناً أو سراً، ويدعو كل رجل عادة ويصلي لشيء محبب لديه، أو يرغب فيه بشدة، وعند انتهاء الصلاة تربط الحبال بإحكام على خصل الشعر في مؤخرة قائمة الفرس، ويمسك كل حبل أربعة رجال ومن ثم يسحب الرجال الثمانية الآخرون الأرجل الخلفية إلى الوراء بعيداً عن بعضها بعضاً، ويسقط الحصان على جانبه ثم يقلب على ظهره ويمسك الرجال الستة عشر الحبل بقوة، ويكون الحصان حينها عاجزاً كلياً عن الحركة، ويأتي رجل، ومعه سكين حادة وطويلة وذراعه اليمنى عارية إلى الكتف، وبضربة واحدة يحدث جرحاً عميقاً في عظمة الصدر، ويدفع يده في الفجوة، ويضع يده على قلب الحصان، ويسحبه بقوة من صدره، ويحاول الحيوان المسكين أن يقاوم، ولكن دوى جدوى، وينفق على الفور، واختلف الوضع إلى حد ما مع الحصان الآخر، وبالتأكيد لم يؤد الرجل عمله ببراعة، أو أن يده كانت أضعف، حيث إنه بعدما سحب يده واعتقد بأنه انتهى، استعاد الحصان وضعيته بحيث إنه تمكن من عض الأرض من كثرة معاناته وعذابه، كان المنظر محزناً وكشر الحيوان عن أسنانه بشكل مريع، وأصبحت عيناه خضراوين وزرقاوين وتشبهان الى حد كبير لون بعض الخنافس، ولم أر في حياتي تعبيراً شنيعاً عن ذلك الألم المريع من قبل، وتأوه الحيوان مرة واحدة بصوت ألم لا يوصف، وأبقى فمه في الأرض لوهلة ثم سقط جثة هامدة. الماعز الأبيض والأسود في حال المرض يرسل في طلب الشامان (الشخص المعالج) على الفور، ولاكتشاف علة المرض يحرق كتف النعجة حتى تصبح بيضاء اللون، ومن التصدعات في العظم يكتشف ما فعل الشخص المريض لإغضاب هذا البوركان (من آلهة المغول)، أو ذلك، وعندما يكتشف أي بوركان قد تسبب بالمرض، يحضر التضحية المناسبة لإرضائه، ومن خلال تجربته الشخصية يعلم الشامان القربان الملائم، فإذا كان المرض بسيطاً، تتم التضحية ببعض من التاراسان، ولكن في حال المرض الخطير فعلاوة على التضحية بالتاراسان تتم التضحية بحيوان، والكثير من البوركان دقيقون للغاية فيما ينبغي تقديمه لهم، والبعض الآخر غير مبال، فللبعض يجب أن تكون التضحية كبشاً أسود، والبعض الآخر يرى أن يكون الكبش أبيض اللون، والبعض الآخر يرى أن الماعز ذا اللون الأبيض هو الشيء المناسب، بينما يرى الآخرون أن الماعز الأسود هو الأنسب، وهناك بعض من البوركان الذين لا يمكن استرضاؤهم من دون التضحية بثور أو حصان. طقوس الموتى عادة ما يحرق البورات موتاهم، ولكن أحياناً يضعون الجثة في تابوت، ويدفن التابوت في الأرض، وهذا ما يطلق عليه بـ”الدفن الروسي” ولكن عموماً إذا توفي الرجل في فصل الخريف أو الشتاء تسجى جثته على زلاجات تجرها جياد عزيزة على المتوفى، تسحبه إلى مكان منعزل في الغابة، حيث هناك منزل مبني من الأشجار والأغصان الساقطة، وتودع الجثة داخل هذا المنزل، ويوضع جذعان إلى ثلاثة جذوع من الأشجار كحائط حول هذا المنزل حتى لا يتمكن أي حيوان كالذئب أو غيرها من الدخول داخل هذا المنزل، والجواد الذي يجر الجثة، يساق إلى مسافة قريبة، ويقتل بضربة على رأسه بفأس، ومن ثم يترك لكي تلتهمه الذئاب، إذا كان الرجل فقيراً بحيث لا يملك حصاناً، ولكنه يملك بقرة، تباع البقرة، ويشترى حصان ليأخذ الجثة إلى الغابة، أما إذا كان فقيراً بحيث لا يمكن شراء حصان فتحمل جثته على نقالة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©