الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قيمة الوقت وأهميته (2/2)

قيمة الوقت وأهميته (2/2)
18 أغسطس 2009 01:38
تحدثنا في الأسبوع الماضي عن الوقت وقيمته وأهميته، واليوم نكمل حديثنا عنه من زوايا أخرى لتجسيد معنى «الوقت» وإدراك «قيمته»، فممضيات الوقت كثيرة ومتنوعة بل نجد أن البعض يبدع في أمور تساعده على ذلك تحت مسمى «القضاء على الملل» أو «القضاء على وقت الفراغ» أو المسمى الجميل الخادع «التسلية». كثير من الناس يقضون ساعات طويلة أمام شاشات التلفاز والقنوات الفضائية بين أخبار وأفلام ومسلسلات وغيرها، وعندما نسأل أحدهم: «لماذا لم تفعل كذا وكذا؟» يجيبك: «ليس لدي وقت لذلك». ولقد تلقيت إجابة كهذه من أحد الأصدقاء الذي سألني ذات يوم: «هل تشاهد التلفاز؟» فقلت له: «أشاهده في الغالب إما عند الغداء أو العشاء، وماذا عنك أنت؟» قال: «أشاهد الأخبار من 3-5 ساعات» في اليوم. كان الله في عون هذا الصديق، فإنه مشغول ولا يملك الوقت لقضائه في ما ينفعله وينفع أهله ومجتمعه. عزيزي القارئ تأمل في الحالات الآتية كأمثلة لتعرف قيمة الوقت وأهميته وكم هي مهمة كل دقيقة تمر على حياة الإنسان والشركات والمؤسسات والمصانع: بلوغ الوقت المحدد للاتفاقية كأن تكون ملزماً بتسليم مواد معينة في وقت محدد حسب ما يمليه العقد، فأي تأخير في موعد التسليم (إلا في الحالات الخارجة عن الإرادة) يعني إلغاءً لبند من بنود العقد، وعليه تترتب جزاءات مالية بحسب ما تنصه الاتفاقية. أن تكون مدعواً للمشاركة في مناقصة ما، وطلب منك تسليم العطاء في وقت محدد، وفي ساعة معينة. فأي تأخير في تسليم المناقصة قد يضيع عليك فرصة المشاركة فيها، ومنه تكون قد فقدت فرصة الفوز بإرساء المناقصة عليك. إصلاح ماكينة إنتاج في مصنع أو شركة توقفت عن العمل بسبب عطل ميكانيكي أو كهربائي. فهذا الخلل قد يُحدث ربكة في سير العمل، كما أنه يتوقف عليه التزامات مع العملاء والزبائن كتسليم البضائع في وقت محدد. يقول ليستر آر. بيتل في كتابه (إدارة الوقت) تحت عنوان التأثير النفسي للوقت: «بالنسبة للعديد من الناس تعتبر الهموم العاطفية عاملاً رئيساً في تقرير مدى تأثير الوقت على حياتهم. فالوقت، الذي يتحرك قدماً بشكل لا رجعة فيه، يحمل معه ضغوطاً من كافة الأنواع للأفراد والمؤسسات على حد سواء». ولذا نقول لك عزيزي القارئ، لماذا لا تقوم على إدارة وقتك بالطريقة التي تناسبك من الآن لكيلا تأتي عليك لحظة تضطر أن تعمل فيها وتنجز مهام ومتطلبات معينة تحت مسمى «مهم وعاجل»، فتعيش حالة من الضغط النفسي؟ ها نحن ذا على مشارف شهر رمضان الكريم، ليكن لنا نقطة انطلاقة جديدة في إدارة أوقاتنا وترتيب أمور حياتنا. فخلال شهر رمضان يمكننا أن نجد الوقت الكافي لتنظيم جداول أعمالنا وأهدافنا إلى جانب العبادات الخاصة بالشهر الفضيل، عوضاً عن قضائها في مشاهدة ومتابعة كثير من الأمور غير المفيدة. فهلا شمرت عن ساعديك وجعلت لوقتك معناً وقيمة؟ رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير. د.عبداللطيف العزعزي dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©