الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ماضي الخميس والإعلام العربي!

8 مايو 2010 20:30
عرفت ماضي الخميس في العام 1990 زميلا وهو في مقتبل العمر والمهنة والصحافة، وكان بعض منا في أسرة “صوت الكويت الدولي” في لندن، يتساءل “سراً وعلانية “ كيف لهذا الشباب اليافع أن تُخصص له زاوية يومية في جريدة دولية وكيف له أن يدير “جيشاً” من المحررين والمندوبين الكويتيين والوافدين في مكتب الكويت بعد تحرير قوات “التحالف الدولي” لها من جيش صدام حسين. بعد ذلك، وفي الكويت عرفت ماضي الخميس عن قرب وعرفت أسباب تميزه كما عرفته صديقاً، وصحفياً صعباً جامحاً وجريئاً ونموذجاً لشباب كويتي وعربي يسعى للجديد والتجديد، ولو بكثير من المغامرة أحياناً. ترجم ذلك في الكثير من الإصدارات والمشاريع الإعلامية المتتالية التي أطلقها ولا زال، وكان من بينها مبادرته قبل سبع سنوات بإطلاق الملتقى الإعلامي العربي الذي نما سريعاً من عام إلى عام حتى أصبح واحداً من أهم التظاهرات المتخصصة بهذا المجال وأصبح الاعتراف به وبمن أطلقه - أمينه العام - واقعاً لا مفر منه أمام الإعلاميين العرب. بالطبع كان هناك أسباب كثيرة وراء النجاح السريع لهذا الإطار الجامع للإعلاميين، ولمبادرات أخرى، مثل نادي دبي للصحافة، إلا أن أهم هذه الأسباب هو الفراغ الفعلي في هذا المجال واستقالة المرجعيات الأخرى، مثل الاتحادات المهنية التقليدية من مسؤولياتها المهنية الأصلية مقابل نجاحها في “تحقيق” فشل ذريع في مواكبة العصر وتحولات العولمة والحريات وإصرارها على التغني بمواقف وبيانات رسمية لا تقدم ولا تؤخر إلا في تبرير التهرب من التصدي لحقيقة مشاكل الصحف والصحفيين وعموم الإعلاميين العرب. ومن أسباب الفراغ الذي شغل الملتقى الإعلامي العربي جزء منه هو تمسك هذه الاتحادات بمفردات ومفاهيم أكل عليها الدهر وشرب وسكر وفاحت منها رائحة تزكم كل أنف يتنفس شيئاً من الحرية أو كل حريص على أن المسؤولية الأساسية لهذه الجهات يجب أن تتقدم دوماً على الانحياز السياسي ويجب ألا تجعلها تتورط في مناصرة طرف على آخر في نزاع داخلي “قطري” بشكل يجعلها تفقد آخر ما تبقى من عناصر المصداقية في وقت تغيب فيه تماماً عن المشاركة في صياغة الاتجاهات الجديدة في الإعلام والقضايا الجوهرية التي تتعلق بمصير الصحف والصحفيين. وإّذا كانت هذه الاتحادات تقدم نموذجا في كيفية “تحقيق” الفشل فإن الإطارات المهنية الأهلية أو غير الرسمية مدعوة لتقديم نموذج مختلف تماماً متحرر من القيود البالية ومعني فعلياً بتحديات الإعلام والعصر وبمحاولة صياغة المشاركة العربية في مستقبل الإعلام. لكن استمرار هذه المبادرات في مسيرة نجاحها على وجه أكمل وتطوير دورها ومسؤوليتها يتطلب من المؤسسات الإعلامية العربية، أو من بعضها على الأقل ، تطويراً في المشاركة والدعم والاهتمام الذي يتعدى المناسبات السنوية ويتطور إلى تحمل جزء من المسؤوليات باتجاه التأسيس لمرجعيات مهنية عربية تتحرك بوعي نحو تحديات العصر وتتجنب الغرق في اعتبارات السياسة والمجاملات الرسمية. ولا يعتقدن أحد أن في هذا المشروع شيئا من الاستحالة على الرغم من كل تعقيدات الواقع الإعلامي العربي واختلافاته. فما أنجزه الزميل ماضي الخميس في تأسيس وتطوير الملتقى الإعلامي العربي يؤكد أن الإعلام العربي إذا ما تيسر له بعض الجهود المخلصة والمثابرة يمكن أن يحقق ما نتخيل أنه – عربياً - من المعجزات. barragdr@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©