الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

نادي الإمارات

20 مارس 2011 22:00
مرة أخرى يقدم نادي الإمارات إدارة وفريقاً وجمهوراً درساً في العمل الجاد المخلص، وفي التكاتف والتعاون والتآزر، وقهر ما يعتقد البعض بأنه مستحيل، مرة أخرى ينتزع نادي الإمارات مشاعر الإعجاب الصادقة، ولكن برقعة أوسع هذه المرة تعدت المحلية إلى الإقليمية والقارية، مرة أخرى يزرع نادي الإمارات الفرحة في قلوب الآلاف بعد عطش وطول غياب، ولم يقتصر في هذه المرة على أنصاره ومحبيه في داخل إمارته، بل نثرها على عموم الوطن. المرة الأولى كانت بفوزه في نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة، والثانية بحمله كأس السوبر، وها هو يحقق إنجازاً آخر بانتصار تاريخي بكل المقاييس، فعندما يحقق فريق من دوري الهواة فوزاً في دوري أبطال آسيا، ويكون هو الفوز الأول والوحيد بين 7 مباريات خاضتها إلى جانبه 3 فرق من دوري المحترفين، ويكون هو الفوز الأول لفريق إماراتي على فريق قطري بعد 7 مباريات منذ عام 2009، فهو بالتأكيد انتصار يسجله التاريخ. انتصار يلفت الأنظار نحو إدارة هذا النادي كمنظومة تثير الإعجاب وتستحق الاحترام في تعاملها مع تحقيق الأهداف، خصوصاً قصيرة المدى، فالنجاح الباهر الذي حققه نادي الإمارات في أول جولتين من دوري الأبطال سبقته نجاحات لا تقل صعوبة، سبقت حتى إنجاز الكأسين. وكلنا يتذكر السنوات المتتالية التي نجح فيها نادي الإمارات في تجنب الهبوط في الأسابيع الأخيرة، ثم قفزته الشهيرة في الموسم قبل الماضي من المراكز المتأخرة في دوري الأولى إلى الصعود لدوري المحترفين. وأعتقد أن مشكلة كل من شككوا أو لم يتوقعوا هذا النجاح هي أنهم لم يستوعبوا قدرات نادي الإمارات و”محفزاته الكامنة” التي استحق بها التميز في إدارة الأزمات ومواجهة التحديات. نادي الإمارات كيان له عمق تاريخي ووطني، لم يكتف بتخريج الأبطال في الرياضة، بل رفد هذا الوطن الغالي بالعديد من الرواد في العمل الوطني، وفي الثقافة والفنون، هذا النادي العريق الذي تعود نشأته الأولى الى نهاية الخمسينات من القرن الماضي يستند لقاعدة جماهيرية عريضة لا تخذله أبداً. وهذا ما يتقمصه ويؤمن به مسؤولو نادي الإمارات وإداريوه ومعهم الفريق وأنصاره، مما يجعلهم متحررون من أي عقدة نقص، ومستعدون لاقتحام التحديات الصعبة، ويعتبرون التشكيك في النادي والتقليل من قدراته أمر يستوجب الاستنفار، ولهذا يأتي ردهم دائماً مدوياً يسمع القريب والبعيد، هذا هو سر نجاح هذا النادي في قهر التحديات الكبرى التي واجهها. واحدة من أهم وأقوى مقومات انتصار “الأخضر” هو استعانته بطاقم عربي خالص ابتداءً من المدرب غازي الغرايري والنجوم الأربعة كركار والداوودي وبوقش وديب، فاللغة والثقافة المشتركة مكنت هؤلاء النجوم من استيعاب أهداف النادي والقاعدة التي يتكئ عليها والضغوط التي يواجهها، وحقيقة ونوعية التحدي الذي يخوضه، وهذا ما يشكل الفارق الشاسع بينهم وبين أي أجانب مهما لمعت أسماؤهم أو غلت أثمانهم. نادي الإمارات نجح في التحدي عندما خاض مباراتيه بروح المحاربين وإصرار المخلصين وكسب رهانه مع من نسوا ما يمكن أن تصنعه صلابة الإرادة وجذوة الحماس وقوة التصميم، ولكن تبقى له الأصعب بعد أن بات خصومه في المجموعة يحسبون له ألف حساب، وهذا تحدٍ جديد. Waleed67@eim.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©