تواجه حلبة مانيي كور التي تشهد سباق جائزة فرنسا الكبرى للفورمولا-1 والتي تأسست عام 1991 وتتسع لـ120 ألف متفرج، الإقصاء من جدول بطولة العالم بعد أن شهدت 17 سباقاً كبيراً، ومؤشراً على رياح تغيير تصيب سباقات الفئة الاولى·
ودخلت رياضة فورمولا-1 عالم الأعمال منذ سنوات طويلة إلا أنها باتت اليوم رهن ذاك القطاع الذي لا يؤمن سوى بالعملة الخضراء، ويقوده البريطاني بيرني ايكليستون، مالك الحقوق التجارية لسباقات سيارات الفئة الاولى، الذي يعتبر حامل لواء هذا ''المنحى المادي''·
ولا شك في ان التهديد الذي طرق باب حلبتي سيلفرستون البريطانية ومانيي كور الفرنسية في الآونة الأخيرة من قبل ايكليستون أكد ان التاريخ لن يشفع لأحد في ظل التوسع الجغرافي العالمي المطرد للفورمولا-·1
ويعيش عشاق الفئة الاولى وقبل ايام على استضافة حلبة مانيي كور منافسات سباق جائزة فرنسا الكبرى، الجولة الثامنة من بطولة العالم لعام 2008 مرحلة وداع الحلبة·
ويبدو أن تدخل وزير الدولة الفرنسي للشؤون الرياضية برنارد لابورت لم يجد نفعا لإنقاذ الحلبة، فقد أكد في نوفمبر من العام الماضي في تصريح لصحيفة ''ليكيب'' الرياضية الفرنسية بأن ''سباق جائزة فرنسا يعتبر تماما كدورة فرنسا للدراجات الهوائية، وبطولة فرنسا المفتوحة للتنس التي تقام على ملاعب رولان جاروس، وان هذه المناسبات ملك للشعب الفرنسي''·
واضاف: ''تعاني حلبة مانيي كور في الوقت الراهن نتيجة عدم توافر العدد الكافي من الفنادق''، الا انه استطرد قائلا: ''وزارة الدولة للشؤون الرياضية تعمل على وضع خطط تهدف الى تطوير القطاع الفندقي في مانيي كور فضلا عن مشاريع اخرى مصاحبة يجري دراستها في المستقبل، وعلينا القيام بما يتوجب علينا لإنقاذ جائزتنا الكبرى''·
وقال: ''دخلت الكثير من الدول على خط الصراع لتنظيم السباقات، وايكليستون يمسك بزمام الامور ويتحكم بهذه الرياضة، فاذا قال اننا لا نتمتع بالشروط الواجب توافرها، فعندها سنذرف دمعا''، مؤكداً ان فرنسا ليست مستعدة لخسارة سباقها كما حصل عندما فشلت في السباق لاستضافة دورة الألعاب الاولمبية الصيفية لعام 2012 ·
وفي ديسمبر الماضي طفت على السطح أنباء تتحدث عن امكان نقل السباق ليقام بالقرب من فيرساي الباريسية وتحديدا على ارض واحدة من أقدم القواعد العسكرية الفرنسية جنوب العاصمة، واشارت التقارير الى ان المكان المحتمل يحتاج الى اعمال ضخمة لكي يصبح جاهزا لاستضافة السباقات·
وجاء التهديد المباشر من ايكليستون للحلبة الفرنسية التي يبلغ طولها 411,4 كلم وعدد لفاتها 70 في 29 فبراير الماضي عندما أكد ان حلبة مانيي كور لم تعد ضمن الخطط المستقبلية، مشيرا الى إصراره تنظيم السباق الفرنسي سنة 2009 في باريس، وقال: ''امل ان نتمكن من تنظيم شيء في باريس، ونحتاج الى مكان جديد لإقامة سباق جائزة فرنسا الكبرى لأننا لن نذهب الى مانيي كور مجددا''·
وكرر ايكليستون ما قاله سابقا عن انه افاد الحكومة الفرنسية بالمشكلات التي تحيط بالحلبة وتحديدا الأماكن المخصصة لاستقبال الفرق المشاركة والمواصلات المؤدية اليها، واستطرد: ''سباق في لندن وباريس سيكون امرا جذابا للمشاهدين والتلفزة''·
وفي 12 مايو الماضي أكد ايكليستون ان سباق جائزة فرنسا يقام للمرة الاخيرة في مانيي كور هذا العام، معتبرا ان الحلبة لم تعد تتماشى مع المعايير الحديثة للفورمولا-،1 متمنيا ان يتم تنظيم السباق على حلبة جديدة داخل او الى جوار باريس في عام 2010 ، مبيناً انه سيكون سعيداً جداً لرؤية سباق يقام في شوارع العاصمة الفرنسية، وكشف: ''اكد لي رئيس الوزراء الفرنسي انه سيجري النظر في ما اذا كان بإمكانهم اقامة سباق جائزة كبرى في باريس او خارجها ولكن ليس من الضروري ان يتم ذلك في عام 2009 بل في ،''2010 وان مدن فيرساي وايفري فضلا عن مكان اخر يقع الى جانب ''ديزني لاند باريس'' تعتبر ضمن الاماكن المرشحة للاستضافة''· وكشفت صحيفة ''لوفيغارو'' الفرنسية بعد اربعة ايام ان رئيس الوزراء فرنسوا فيون يعمل على اقامة سباق الجائزة الكبرى في ''ديزني لاند'' وذلك بعد توقف استضافته في مانيي كور بعد سباق هذا العام، وذكرت ان مشروع فيون جاهز للتنفيذ لكن ينقصه الدعم المالي، واشارت الى ان فيون يحتاج لتوفير نحو 20 مليون يورو لتنظيم السباق، وان شركة ''يورو ديزني'' المالكة لمدينة ملاهي ''ديزني لاند باريس'' ترفض تمويل المشروع، وتوقعت ان تقدم الحكومة المحلية العون المالي للسباق، واكدت ان فيون مهتم شخصيا بالمشروع ويعمل على حمايته في مواجهة الإهمال او النسيان·
عدد اليوم
