الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

آمنة المهيري: «التطوع» حياة عنوانها العطاء

آمنة المهيري: «التطوع» حياة عنوانها العطاء
18 يونيو 2016 18:58
هناء الحمادي (أبوظبي) آمنة علي المهيري، من مواليد عجمان، عائلتها مكونة من 10 أفراد، ورغم أن الوالدين لا يعرفان القراءة ولا الكتابة، فإنهما شجعا الأبناء على إكمال مسيرتهم التعليمية، فقد حصلت على درجة البكالوريوس من كلية التربية تخصص رياض أطفال من جامعة الإمارات، تدرجت في العمل، فبدأت معلمة رياض أطفال، ثم موظفة إدارية بإدارة رياض الأطفال، إلى إدارة المدارس التخصصية، حيث تم تكريمها بـ«الموظفة المتميزة عام 2013» وصولاً إلى رئيس قسم شؤون الطلبة بوزارة التربية والتعليم. العمل التطوعي جميل أن يضحي الإنسان من أجل الآخرين، والأجمل أن يتبرع بوقته وماله وجهده طواعية دون مقابل.. وهنا يكمن المعنى الحقيقي للإنسانية، هذا ما سعت له المهيري في مجال التطوع، فمن خلال متابعة وسائل الإعلام خاصة البرامج التي كانت تعرض عن خدمات الهلال الأحمر لخدمة البشرية داخل وخارج الإمارات راودتها فكرة العمل التطوعي، وعن قناعة تامة اتجهت مباشرة للهلال الأحمر فرع الشارقة، وأصبحت متطوعة رسمية في الهلال الأحمر، وكان هذا منذ ما يقارب 3 سنوات. عن مسيرة العطاء تقول، «الفعالية الأولى التي شاركت فيها كانت في المربى المائي، وهي فعالية ساعة الأرض وبعدها التحقت بعدة جهات تطوعية أخرى لأكمل مسيرتي التطوعية منها ساند، مركز دبي للتطوع، مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب «تكاتف»، الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات، مركز راشد للمعاقين، كما شاركت في الانتخابات الوطنية عام 2015، والمنتدى الدولي للاتصال الحكومي «عام 2015». ويرجع سبب التحاقها بالفعاليات، كما تذكر إلى «رد جميل الوطن، إثبات الذات واستثمار وقت الفراغ في أعمال خيرية لرسم البسمة على وجوه الأمهات وكبار السن، والأيتام، والمعاقين، والمحتاجين، ولتحقيق التعاون بين الأفراد، إيماناً أن كل فرد شريك في تحقيق أهداف المجتمع. لون حياتهم وتبقى مبادرة «لون حياتهم» في حياتها لها أثر كبير، فهي من المبادرات الإنسانية التي استهدفت فئة الأسر المتعففة والمناطق التابعة لإمارة الشارقة، والتي انطلقت عام 2014 واستمرت عامين متتاليين، وتهدف إلى المساهمة في رفع مستوى معين من الخدمات، وتقديم يد المساعدة لهم بتوفير احتياجاتهم الضرورية وتم من خلالها توزيع العمل على المتطوعين، موضحة أنها شاركت في هذه المبادرة من خلال عدة لجان، منها لجنة الزيارات الميدانية، والتي من خلالها تم حصر المنازل ودراسة حالة كل منزل وكتابة تقرير مفصل لحالته وتحديد الاحتياجات الأساسية الضرورية من خلال استمارة خاصة بالسكن، ولجنة الميزانية والمشتريات، التي حددت المبلغ المناسب وتم شراء الاحتياجات الضرورية والأساسية. وتضيف «تم في هذه المبادرة تنفيذ محاضرات توعية للأسر وإجراء بعض الفحوص الطبية من خلال طاقم طبي وحصر حالات كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة، مثل الضغط والسكري، كما تم توزيع أجهزة قياس الضغط والسكر على المصابين وإرشادهم إلى كيفية استخدامها، وكان هذا بالتعاون مع المركز الطبي التابع للهلال الأحمر فرع الشارقة». حبل المودة وتتوالى المبادرات الخيرية في حياة المهيري، حيث وجدت في التطوع حياة أكثر عطاء وتعاوناً ومحبة، عملت في مبادرة إنسانية لا تقل أهمية عن مبادرة لون حياتهم، فقد طرقت حياة كبار السن عبر مبادرة حبل المودة «الرعاية المنزلية للمسنين»، والتي تم فيها تقديم خدمات اجتماعية وترويحية وتثقيفية وتأهيلية لكبار السن الذين يقيمون بمفردهم في منازلهم، وتهدف هذه المبادرة إلى رعاية وحماية وتحسين نوعية الحياة لكبار السن لضمان العيش الكريم لهم. مشاركة خيرية إنسانية أخرى، وجدت فيها أنها ساهمت في صقل شخصيتها وتنوع معارفها مثل «مبادرة نحو مجتمع واع»، التي تضمنت برامج تدريب استهدفت نزلاء المؤسسات العقابية والعمال وسائقي الحافلات لتوعيتهم بأساسيات الإسعافات الأولية، وطرق التعامل مع الإنهاك الحراري وغيرها من الحالات، و«مبادرة معاً نحو مجتمع خال من التدخين»، وكانت بالتعاون مع عدة جهات، وتزامناً مع اليوم العالمي للامتناع عن التدخين تم تنفيذ هذه المبادرة ولمدة ثلاثة أيام للحد من هذه الظاهرة. رمضان الخير في شهر رمضان لا تختلف حياة المهيري عن بقية الشهور الأخرى، لكن تزداد الأعمال الإنسانية والخيرية في حياتها فتطوعها في هيئة الهلال الأحمر زاد من عطائها الخيري، حيث تشارك في الكثير من المبادرات التي تنفذها الهيئة من أهمها «الخيم الرمضانية»، التي تكون طيلة أيام شهر رمضان المبارك، ويتم فيها توزيع الأرز والهريس على المحتاجين والمعوزين و«مبادرة فطوركم علينا»، تحت شعار «تواصل وإحسان» وتستهدف الأسر المتعففة، وذلك بزيارتهم في البيوت وتقديم الاحتياجات الغذائية الرمضانية، كذلك «الإفطار الجماعي مع النزيلات» بإدارة المؤسسة العقابية والإصلاحية في القيادة العامة لشرطة الشارقة، و«الإفطار الجماعي مع المسلمين الجدد»، بالإضافة إلى «زيارة مرضى مستشفى القاسمي والإفطار الجماعي» مع الأطباء والعاملين في المستشفى، و«توزيع وجبة الإفطار»، وقبل العيد تنطلق مبادرة «عيديتكم علينا»، بالإضافة إلى «توزيع فطرة العيد». ولم تتوقف مشاركتها في هيئة الهلال الأحمر، بل تطوعت في الهيئة الإمارات لتنمية الشباب «تكاتف»، حيث وجدت التطوع يجري في عروقها ليس فقط في هيئة الهلال الأحمر، بل في تكاتف عن رحلة العطاء في رمضان، وتقول عن ذلك: شاركت في مبادرة «تبرع في رمضان»، وهنا يقوم المتطوعون بتسلم الأمتعة والملابس الفائضة من المتبرعين أهالي المتطوعين وجيرانهم وأصدقائهم وتقييم صلاحيتها ليتم إعادة توزيعها على بيوت الأسر المتعففة والمحتاجين، ومبادرة «تمنَّ أمنية»، وهو مشروع تطوعي خيري يمنح الفرصة للمتطوعي، بالإضافة إلى «فئة العمال»، وهنا يقوم المتطوعون بتوزيع مستلزمات للعمال من مياه وعصائر وخوذ وملابس في موقع العمل، مشيرة إلى أنه يتم إعداد مائدة الإفطار في أبوظبي وبقية الإمارات للعمال وذوي الدخل المحدود، و«زيارة بيوت الأسر المتعففة» يقوم المتطوعون بزيارة منزلين إلى ثلاثة منازل تابعة للأسر المتعففة في جميع أنحاء دولة الإمارات قبل شهر رمضان لتقييم حالة منازلهم من أجل تنفيذ أعمال الترميم كصبغ الجدران، وكذلك «خيمة السحور» ، أما «عمرة المتطوعين مع الاحتياجات الخاصة»، فيتم تقديم مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة «المعاقين على الكراسي المتحركة والصم والبكم»، وكبار السن لمساعدتهم على أداء مناسك العمرة. طقوس رمضان قالت آمنة المهيري، إن شهر رمضان محطة من محطات التزود بالطاقة الإيمانية، ففيه الحسنات مضاعفة والذنوب مغفورة، فمع بداية الشهر تبدأ يومها بقراءة القرآن الكريم، وتحافظ على صلاة القيام والتراويح، وتكثر من الصدقات والأعمال الصالحة والأذكار، والأعمال التطوعية، خاصة الخيم الرمضانية، بالإضافة إلى الإفطار الجماعي مع عدة فئات، وتوزيع وجبة الإفطار في أماكن عدة. الشعور بالرضا تقول: «طرأ تغيير كبير على حياتي منذ التحاقي بالتطوع من أهمها، الشعور بالرضا والسعادة، عندما أدرك أن شخصاً ما استفاد من وقتي وجهودي، ومن ضمن التغييرات أيضاً إثبات الذات والثقة بالنفس، واكتسبت الكثير من الخبرات والمهارات الشخصية، وتجربة التطوع علمتني العطاء بدون أي مقابل، وجعلتني أشعر بمدى أهميتي داخل المجتمع. وأضافت: عملي التطوعي ترجمة لولائي وانتمائي لهذا الوطن، وأعظم ما تعلمته هو أن التطوع في الدرجة الأولى إنما هو «فكرٌ وروحٌ وسلوك، وحين نعطي الغير فإننا نزرع في قلوبهم سعادة تزهر في قلوبنا فيكون شعاري «التطوع سعادة.. التطوع حياة»، بالفعل أحببت التطوع، وأصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتي اليومية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©