السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السلجوقي.. قاهر أولى الحملات الصليبية

السلجوقي.. قاهر أولى الحملات الصليبية
18 يونيو 2016 19:52
تزوجت بيزنطة القائد العام لقواتها رومانوس ديوجين، وكان فارساً وبطلاً يفاخرون به، وسرعان ما جهز رومانوس زوج الإمبراطورة التي رفعته إلى رتبة إمبراطور، جيشاً بلغ قوامه مئة ألف مقاتل، إضافة إلى مرتزقة صليبيين من النورمان والفرنج والصقالبة والترك، المقيمين في جنوب روسيا والبشناق، وتوجه بقيادته صوب أرمينيا. على الجانب الآخر، أقام السلاجقة دولة قوية في خراسان، اتسعت بسرعة كبيرة، فسيطرت على إيران والعراق، واستولى «طغرل بك» المؤسس لدولة السلاجقة على بغداد في العام 447 هـ - 1055م. وعندما توفي طغرل، نشب صراع على الحكم، حسمه ابن أخيه ألب أرسلان لصالحه وكان أرسلان قد نشأ في خراسان، حيث كان والده «جغري» حاكماً عليها، وأسندت إليه قيادة الجيوش في سن مبكرة، فأظهر شجاعة فائقة، وبعد وفاة أبيه تولى إمارة خراسان. نجح أرسلان في توسيع حدود دولته، واستولى على «الري» العاصمة، وأعلن نفسه سلطانا، وأخمد الفتن والثورات، منها فتنة ابن عم أبيه «شهاب الدولة قتلمش»، كما أحبط محاولة عمه «بيغو» للاستقلال بإقليم هراة، وتصاعد نفوذه، حتى أصبحت دولته أكبر قوة في العالم الإسلامي في العام 463 هـ - 1070م، واهتم في عهده بالعلوم والأدباء، بمساعدة وزيره أبو علي حسن بن علي بن إسحاق المعروف بـ «نظام المُلك»، الذي اشتهر بعلمه وحكمته السياسية. فكر في تأمين حدود دولته من غارات الروم، فأعد جيشاً بلغ أربعين ألف جندي، وتمكن من فتح بلاد الأرمن، وجورجيا، فخرج «رومانوس» على رأس جيش كبير لمواجهته، وتطويق الجيش السلجوقي، في السنة 463 هـ- 1070، واستولى على حلب، فبعث ألب أرسلان ابنه «ملكشاه» على رأس قوة، لاسترداد حلب من الروم، فنجح في مهمته واستعادها، وضم القدس، وأجزاء من الشام. قاد أرسلان جيشه نحو أذربيجان واتجه غربا لفتح بلاد الكُرج، وانضم إليه أحد أمراء التركمان اسمه «طغتكين»، واجتاز نهر «الرس»، وأثناء زحفه، أرسل ألب أرسلان قوة عسكرية بقيادة ابنه ملكشاه هاجمت حصون ومدن بيزنطية منها حصن سرماري ومدينة مريم نشين الحصينة وفتحها واستمرت فتوحاته في الأراضي الأرمينية، وطلب ملك الكُرج عقد هدنة فوافق أرسلان وصالحه على الجزية. أصبح الطريق مفتوحاً أمام أرسلان للعبور إلى الأناضول، واستولى على دروب الأمانوس، وهاجم قيصرية ثم توغل في عمق الأناضول فوصل إلى نيكسار وعمورية وإلى قونية، وإلى خونية القريبة من ساحل بحر إيجه. خرج الإمبراطور «رومانوس» في جيش كبير من الروم والروس والكرج والفرنجة وغيرهم، وقدر بثلاث مئة ألف جندي لملاقاة السلطان السلجوقي الذي كان في قلة من أصحابه نحو خمسة عشر ألفاً لا تقارن بالجيش البيزنطي، فهجم بمن معه على مقدمة الأعداء وكان فيها عشرون ألفاً معظمهم من الروس، انتصر عليهم المسلمون وتمكنوا من أسر معظم قوادهم. عرض السلطان ألب أرسلان المصالحة على ملك الروم، لكنه تكبر ولم يقبل العرض، وقال: لا هدنة إلا ببذل «الري»، يعني أنه لن يقبل الهدنة إلا بعد تدمير عاصمة السلاجقة. أعد المسلمون أنفسهم للمعركة الفاصلة وتقابل الجيشان سنة 463هـ - 1071م، في موقعة «ملاذ كرد» ودارت معارك عنيفة، حتى تحقق نصر الله وأسروا من أعدائهم جموعاً كبيرة، كان على رأسهم «رومانوس» إمبراطور الروم، فأُحضر إلى السلطان، فقال له: فما تظُن بي؟ قال الإمبراطور: القتل أو تشهرني في بلادك، والثالثة بعيدة العفو وقبول الفداء، فقال السلطان ما عزمت على غيرها، فافتدى نفسه بمليون وخمس مئة ألف دينار، وإطلاق الأسرى. مات ألب أرسلان، وهو في الرابعة والأربعين من عمره في عام 465 هـ - 1072م»، ودفن في مدينة مرو.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©