ماجدة محيي الدين (القاهرة)
لا تتوقف عجائب قدرة الله في خلقه للإنسان عند تلك الأجهزة التي تعمل بداخله بشكل تلقائي، وتتكيف مع كل الظروف التي يتعرض لها الإنسان لتحفظ له القدرة على أداء الأنشطة المختلفة، وممارسة حياته بصورة طبيعية، ومنها الجهاز التنفسي والهضمي والعصبي والتناسلي، ولكن هناك عدد من الغدد تعرف بالغدد الصماء تؤدي مهام أساسية لاستكمال الوظائف المتعددة لأجهزة الجسم بصورة منضبطة من خلال إفراز بعض الهرمونات المؤثرة على أداء الإنسان.
إلى ذلك، تقول الدكتورة هادية السيد، استشاري الباطنة والغدد الصماء والسكر، إن اضطرابات الغدة الدرقية تعد الأكثر شيوعاً بين الرجال والنساء، وهي غدة تتحكم في وظائف وكفاءة العديد من أجهزة الجسم حيث يمتد تأثيرها إلى القلب والكلى والجلد والعيون وغيرها، موضحة أن الأمراض التي تصيب الغدة الدرقية تتفاوت حدتها.
وحول تأثير زيادة إفراز هرمون الغدة أو خمولها على قدرة المريض على الصيام، تقول: «إذا كانت حالة المريض مستقرة ويحصل على جرعة العلاج المناسبة بشكل منتظم، وثبت من خلال التحاليل انتظام أداء الغدة لوظيفتها بشكل جيد مع العلاج يسمح الطبيب للمريض في تلك الحالة بالصيام»، مشيرة إلى أن كثيراً من مرضى «الغدة الدرقية» يشعرون بالقلق من تأثيرها على نشاطهم وقدرتهم على ممارسة عملهم وحياتهم بشكل طبيعي خاصة في رمضان.
وتوضح أن من أشهر أمراض الغدد الدرقية فرط نشاطها، حيث يسبب إفراز كميات زائدة من هرمون «الثيروكسين»، الذي يسبب تضخم الغدة أسفل الرقبة، ونقصاً في الوزن ورجفة وخفقاناً، وإذا كانت حالة المريض مستقرة ويتناول علاجه بشكل منتظم غالباً يسمح له بالصيام. وبالنسبة للمرضى الذين يعانون قصور الغدة الدرقية، الذي يجعل المريض يشعر بالضعف والوهن الشديد وعدم القدرة على ممارسة النشاط الذهني والعصبي بكفاءة، فتقول، إنه يمكنهم الصيام وتعاطي جرعات العلاج اللازمة عند الإفطار. وتشير إلى أن بعض المرضى يعانون إصابة الغدة بأورام تؤثر على وظائفها وترتبك أجهزة الجسم، ويتوقف صوم هؤلاء على رأي الطبيب وغالباً يسمح لهم بالصيام الذي يساعدهم في رفع الروح المعنوية.
وتحذر السيد المرضى الذين يعانون التهابات حادة في الغدة الدرقية وتسبب لهم آلماً وربما تؤدي حدة الالتهابات للإصابة بارتفاع درجات الحرارة حيث يصعب معه الصيام وخاصة في حالة المرحلة الحادة من الالتهابات، لافتة إلى أن الالتهابات المزمنة عادة لا تتعارض مع الصيام.
عدد اليوم
