ارتفاع عدد السياح حول العالم 7% خلال أول شهرين من العام

ارتفع عدد السياح حول العالم بنسبة 7% خلال يناير وفبراير الماضيين مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضي، وفقا لمنظمة السياحة العالمية التي استبعدت في تقرير أصدرته مؤخرا أن يتأثر النمو السياحي المتوقع بكارثة سحابة الرماد البركاني التي عطلت حركة الطيران بأوروبا أسبوعا. وقالت المنظمة إن النمو خلال أول شهرين كان قويا في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط. وتوقعت المنظمة أن يرتفع عدد السياح حول العالم خلال العام الحالي من 3 إلى 4% مقارنة بالعام الماضي. وتأتي تلك النتائج عقب تحسن مسجل في الربع الأخير من العام 2009، حيث نما عدد السياح في العالم بنسبة 2% بعد مرور نحو 14 شهرا سلبيا في النتائج السياحية نتيجة لتأثير الأزمة المالية العالمية. ورغم أن البيانات لا تزال محدودة بخصوص مارس الماضي ، إلا أن البلدان التي أعطت بياناتها أكدت أن النمو الإيجابي لا يزال مستمرا، بحسب المنظمة. الوجهات الناشئة تقود الانتعاش وقالت المنظمة في تقريرها إن جميع مناطق العالم حققت نموا إيجابيا خلال الشهرين الأولين من العام 2010 بقيادة آسيا والمحيط الهادئ التي شهدت نموا بلغ 10% في عدد السياح تلتها أفريقيا التي شهدت نموا بلغ 7% في عدد السياح. وأشارت المعلومات التي تم الحصول عليها من ثلاث دول في منطقة الشرق الأوسط والتي أبلغت عن نتائجها لغاية الآن إلى حدوث انتعاش قوي في المنطقة. وكانت وتيرة النمو في أوروبا أبطأ من القارات الأخرى، حيث نما عدد السياح فيها بنسبة 3%، وفي الأميركتين 3%، وهما المنطقتان الأكثر تضررا من الأزمة المالية العالمية. وأشارت 60 دولة من مجموع الدول البالغة 77 التي قدمت بيناتها السياحية للمنظمة، الى نتائج إيجابية للأشهر الأولى من العام 2010. وقالت المنظمة في تقريرها إنه “رغم وجود تحسن واضح في نتائج الأشهر الأولى من العام الحالي مقارنة بالنتائج السلبية للعام 2009، لا بد من النظر إليه بحذر لأنه تم مقارنته بأضعف أشهر العام الماضي نتيجة لتداعيات الأزمة المالية”. وبلغ مجموع السياح الدوليين 119 مليون سائح خلال الشهرين الأولين من العام 2010، بزيادة تبلغ 7% مقارنة بـ2009، وتعد تلك الزيادة أقل بنحو 2% من نتائج ذات الفترة في العام 2008. الرماد البركاني ورغم تعطيل الحركة الجوية في أوروبا مؤخرا عندما ضربت سحابة بركانية أجواءها قبل ثلاثة أسابيع وأثرت بشكل على المسافرين وعلى وجهات محددة وعدد من شركات الطيران والمطارات وشركات السياحة، إلا أن المنظمة أشارت إلى أن إغلاق جزء كبير من الأجواء الأوروبية بين 15 و 20 أبريل الماضي تسبب في فقدان أقل من نصف في المائة من الحجم السنوي لعدد السياح الدوليين في أوروبا، ونحو 0.3% من العدد الإجمالي للعالم. ورغم أن الاتجاه الإيجابي المسجل في الأشهر الأولى من عام 2010 يعكس تحسن الأوضاع الاقتصادية، إلا أن المنظمة تحذر من أن العديد من التحديات لا تزال قائمة. وقال أمين عام المنظمة طالب الرفاعي خلال ندوة حول حوكمة السياحة خلال الأزمات في بلغاريا مؤخرا “رغم أن النتائج الاقتصادية قد تحسنت بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة الماضية مع التأثير الإيجابي على الطلب على السياحة، يجب ان نبقى حذرين حيث أن عوامل كثيرة يمكن أن تعرض الانتعاش للخطر”. وأرجع الرفاعي الانتعاش الاقتصادي بصورة رئيسية إلى الاقتصادات الناشئة في حين أن النمو لا يزال بطيئا في أكثر الاقتصادات تقدما. وأضاف “مستويات البطالة المتزايدة في أسواق السياحة مدعاة للقلق”. تراجع إيرادات السياحة وفي العام 2009، وصلت عائدات السياحة الدولية إلى 852 مليار دولار مقارنة بـ942 مليار دولار في العام 2008 بتراجع نسبته 6% مقارنة مع انخفاض نسبته 4% في عدد السياح في العالم ما يدل على العلاقة الوثيقة بين تلك المؤشرات. وتشير التجربة إلى أنه في أوقات الأزمات، فإن العائدات تميل إلى أن تكون أكثر تأثرا من عدد السياح كما هو الحال بالنسبة لعام 2009. ولم تكن هناك تغييرات كبيرة في ترتيب المقاصد العشرة الأولى من حيث عدد السياح والإيرادات في العام 2009، بحسب التقرير، حيث استمرت فرنسا والولايات المتحدة وإسبانيا في القيادة بذلك، وإن كان ذلك في ترتيب مختلف. ولا تزال فرنسا تحتل الصدارة في القائمة من الوجهات السياحية الكبرى في العالم، حيث احتلت المرتبة الأولى في عدد السياح القادمين والمرتبة الثالثة في الإيرادات، أما إسبانيا فتحافظ على مكانتها في العالم كثاني أكبر دولة من حيث الإيرادات والمرتبة الثالثة من حيث عدد السياح القادمين. وارتفعت مكانة كل من تركيا وألمانيا بمرتبة واحدة لتحتل المرتبتين السابعة والثامنة من حيث عدد السياح والإيرادات . ومن حيث عدد السياح، دخلت ماليزيا في المراكز العشرة الأولى في العام الحالي لتحتل المرتبة التاسعة.