على الرغم من استحداث قانون جديد للمخالفات المرورية بما تضمنّه من رفع قيمة رسومها ونظام النقاط السوداء، إلا أن أغلب الناس ما زالوا يضربون بهذه القوانين عرض الحائط، ويجدونها أغلالا ثقيلة تكبل حريتهم مع أنها تساهم في الحفاظ على أرواحهم· والأمر الغريب أن هؤلاء الناس هم أنفسهم الذين يشتكون من غيرهم عندما يخالفون ويجدون أنهم تجاوزوا القانون· والأغرب أيضا أن الغالبية العظمى من هذه المخالفات لم تكن اضطرارية بل متعمدة وتدل على مدى الاستهتار والكسل عند هؤلاء الناس، وهذا يؤدي إلى مشكلات كبيرة لهم ولغيرهم·
خلال السنوات الطويلة التي قضيتها في قيادة سيارتي لم يكد يمر علي يوم دون أن أرى مخالفة واحدة على الأقل، ولو كنت شرطيا ربما دخلت موسوعة جينيز من حيث تسجيل عدد المخالفات·
مثال على ذلك مخالفات عديدة حدثت أمامي في يوم واحد فقط بل وفي ساعة واحدة·· الأولى ذهبت إلى المخبز لأشتري بعض الفطائر وفي الدوار رأيت أحدهم يقف بسيارته في الطريق مع أن مواقف السيارات تقع مقابل المخبز تماما، وعند خروجي رأيت سيارة أخرى تقف بطول الشارع وتنزل منها سائقتها، وكنت أريد أن أخرج بسيارتي فاضطررت الى أن أقف خلف سيارتها بانتظار طابور السيارات القادمة من اليسار حتى أتحرك، وفي نفس المكان وجدت فوضى عارمة فبعضهم يقف بسيارته مكان سيارتين وأحدهم أوقف سيارته أمام فوهة الحريق، مما يحدث زحاما شديدا ويضيع وقتا ثمينا على الناس· وحالة أخرى حيث رأيت سيارة تسير بسرعة عالية ثم انحرفت أمام سيارتي فجأة، ووقفت بدون إشارة، ولولا ستر الله لاصطدمت بها·
أحمد حسن المرزوقي
عدد اليوم
